كلمات غامضة ولذيذة

ملحمة الحروف

في الأيام التي تشبه قلقي،

بينما، الكل يتسلّى بأقنعة من البلاستيك

يمدّدها كما يشاء، يطويها كصفحة كتاب،

بلا معنى

ويعيد فردها، كجرح قابل للشّفاء.

ألهو، بنصّ قصير، لا يتعدّى بضعة أسطر

أتمرّن على بياضه رقصا، كمبتدئة في فن الباليه،

يطيّرني على جناح كلمة من أربعة حروف،

تعيدك، رجلا شهما، كما عرفتك أوّل مرّة،

شِينها، توشوشني كلمات لذيذة لا تُفهم،

هاؤُها، تشهقني زفرةَ آخرِ الغيمِ،

مِيمُها تضمّني، واحة نخيل،

يعبرها نهر مستقيم، كألف النّداء، حين يتوسّط رغبة الكلام.

أجذبك نحوي، برعشةِ حرفٍ لا يستهويه البياض،

ينقض عهدي..

ألتحم باسمك المتدفّق في مسارات الجسد

فاصلة منقوطة، أنتصبُ بين الآهات

ترغب في شرحي على مرأى من الحروف،

أتريّث كزهرٍ، ينقصه بعض الطّلع،

وما بين النّداء والصمت، يخرّ النصّ

مهزومًا، كليل فارغ من الهمسِ.

*****************

رغبة

مسراك قلبي،

حين ينكمش المدى،

عرّج على الضّوء

تجلّل بما انطوى، في وهدة اللّيل

بقايا ما انحبس في النبض،

صوتي الهارب فيك،  وما كان صنيعة الوقت

الوقت طفل جريء،

لا يكفّ عن المكائد.

***

لا وقت للسهو،

حين يجيء المجاز،

في صورة زهو

قبّل حظّك

مُرْ قلبك الذاهب العائد

أن يبلغ الأقاصي .

****************

 انتظار

ها أنا أستيقظ من سبات عميق،

شهيّ وجارح

أفتش عن الوجوه التي كانت تشبه فرحي،

الوجوه التي كانت تحضر كحلم رطب ندي،

وتغيب كعتمة في الدروب..

لا أحد، يظلّ واقفا عند حافة الحب.

***

في الحب، الهاوية، كالطريق المستقيم..

***

ها أنا أستيقظ الآن كجرح قديم

أنهش عظامي من الجلد حتى الرّميم

أتشبّث بك،

وبالعطش الذي زرعني، نبتة في قلب العاصفة

ادنُ منيّ

لا

لست خائفة، لكني أرتجف

البرد في مسام الرّغبة يهدر دم القصيدة الصّاخبة

الرّيح، تعتقل اللحظة الهاربة،

ودمعك المكرر غمامة تعبث بصمتي الشقي.

***

مذ نمت على ذراعك الممدودة، كوطن شهي لم أصحُ من الحلم،

ولم أرتو ..

يا ممري القصي،

اكتبني سطرا مدبّبا يحفر الضلوع، ويعيدني إليّ.

***

في منحدر الانتظار،

أمضي، ويمضي حلمي معي،

أنا الموغلة في قلبه حدّ الهزيمة.

********************

فرح

في المساحة المخصّصة للقلب،

أبهرج المساء على مقاس النّرجس،

يركض النّغم في دمي

الأمنيات تحبِل بسبائك ودٍّ

والرّيح تراقص أوراق الشجر.

***

دائما هناك، ما يفعم القلب؛

لمعة نجم، في سماء معتّمة

عودة صديق قديم من الغربة،

كلمة عابر يتوخّى الحذر..

رسالة ضلت طريقها،

وكالوعد، جاءت تسرد الحكاية.