كما في كل يوم
عودة النورس
كما في كل يوم
أعود إلى منزل
لا أغادره.
كل شيء على حاله
مثلما كان بالأمس
أو قبل عام؛
النوافذ مغلقة
المطبخ بمواعين مقلوبة
وفي الممر
زوج أحذية في التجاعيد
حشد جوارب طافية
وملابس فوق السرير
(وتحت السرير الشعوب التي استنجدت بي
بقايا خيال وماضٍ)
غبار على كتبي، وطاولتي
منفضة السجائر مدفونة في الوريْقات
والكلمات تكدست وذابت.
كل شيء هنا تائه
المفاتيح والباب واسمي، وحتى الصبايا اللواتي طالما تخيلتهن.
سكان بيتي
يخافون من امرأة قد تجيء
من مالك البيت في أول الشهر،
ويخافون
أن أطرد من عملي
أو أغيب عند حافة البحر
حيث بلادي كانت
تعيد النوارس
قبل مجيء الظلام.
/////////////////////////////////
بقايا رجُل
هل تحس بذلك
طبعا لا.
قطرة البيرة تسقط
على ما تبقى
من قلب رجل.
***
يرتجف الحائط
وفي ثقوب في سقف البار
تختبئ ملائكة حزينة.
***
هل رأيت بقايا رجل من قبل
طبعا أنت تحاول أن تتذكر الآن
أن تتخيل عظاما نحيلة
في جلد بنيّ
تتحرك كضباب داهمته الشمس
على التراب.
***
أصغ إلى الرجل الذي تخيلته
مستجديا
بقميص باهت
ورائحة غريبة.
****
تحسس صوته
سيقول لك كلاما مُـرّا
عن الخيانة والحب
عن امرأة أشعلت روحه
عن البلد المكسور والأصدقاء القدامى
كلماته ناقصة
ووجهه باب عليه آثار أقدام ومطارق.
***
قلبك قطعة صابون تفلت من يديك
تتركه وتهرب
ملائكة حزينة تضحك
موجتان في جينز أزرق
تعبران الشارع
إليتان مصقولتان
محطتا قطارات
شارعان إلى نافورة..
جناحان
ربما
أفضل من كل هذا.
////////////////////////////
دائرة تبتلع كهفا
ها أنا أرسم الآن دائرة
بيدِي في الهواء
وأقحم داخلها قامتي،
جسدي كاملا،
بحقيبة ظهر
وصوت منكسر
وسرب ظلال
تشد بأرجلها وسطَهُ
كخفافيش في الكهف.
أدخل أحشاء دائرتي
بيديَّ.
مياهٌ يديَّ
وناس يمرون حولي
يمرون من وسطي
جيئة وذهابا
كأني فراغ.
/////////////
السقوط قرب الحب
بفضل الآخرين
صار لي جدار وسكين
قريبا من الحب
أسقطتهما
وبقيت وحيدا ومكشوفا لضربات مجهولة.
***
أعد لي قميصي أيها الحب.
وأنت أيتها الحيرة المغطاة بالمياه
اقتلعي عظامي في طريقك إلى الندم
خذي حذري، نظرتي، أيامي، وحتى الكلمات التي أكسو بها عورتي..
فقط دعي لي الصقيع والصمت.
///////////////////////////////////
بلد مجهول
ما اسمك يا بلدي؟
أيّ الأمواج أذابت نظرتكَ السمراء
أيّ طريق سلكت أرضك
ما طعم يديك
ما لون يديك
ما شكل يديك؟
هل ستزور بيوتا
سقطت وهي تفتش عنك
وأناسا سقطوا منتظرينك
مندفعين إليك،
لأجلك..
ماذا تفعل حيث تخبئ نفسك؟
سنسافر بحثا عن غيرك
لكنك تبقى كالهوة تكبر داخلنا
فوق خطانا
مجهولا
وبعيدا
لا تسمعنا أبدا
فيما نسقط على كل طريق تلمسنا فيه يديك.