كم غابة أحرق الفتى
(مقاطع)
أعدو في منامي محفوفة بأطياف نزقة
وكقاطرة مكشوفة تفتح جوانحها للرّيح
أفتح لِلَيْل الكوابيس خرائب روحي
أصحو مهشمة كوعاء زُؤَان مكسور فيما يقف أهلي
كسَحَرَة معبد آمون عاجزين عن تأويل ظلال منامي
السّرير -كما دوما- جوار النافذة،
شجرة الخوخ في فناء البيت لكن البيت تَسَلَّمَهُ الغرباء
لم أجد صوتا لأوصيهم بأشيائي الصّغيرة خيرا
كأن لا يكسروا الأصيص الذي زرعت فيه صدى ضحكتك في الشّتاء الأخير
***
صرت أشتاق ذاك السّرير الذي لم تَره
وتلك الوسادة التي لم تُرح فوق منامها رأسك
وذاك الغطاء الذي لم تَدُسَّ في أنحائه تعبك..
بت أرى العالم فرنا ساخنا وأنا فيه
صرت أبحث عن لئام يكيدون لي هربا من أحبّة يشفقون عليّ
الشفقة أثقل من أن تحتمل
أنا ومعي اللاَّشَيْء في اللَّامكان،
أقول للحظّ ما قاله المسيح ليهوذا “تَخَلَّف عني يا شيطان، إنّ عرشي يفوق بصيرتك”.
عرش الشّاعر خيالاته وأوجاعه، المجد لا يصنعه الحظّ إنّما تصنعه الحرائق
أدركت هذا وأنا أرقبك من بعيد فيما كنت منشغلا بإشعال نار هائلة في الفناء الخلفي من غابات خيالاتك.
(...)
إليك إذن تأويل ظلال منامي
أنا من يجدر بالرب أن يرمّم خرابها بأحجار شعركَ
يجدر به أن يوفر بنائين يحملون جلاميد الصخر من قيعان قلبكَ ووديان صوتكَ
ليبنوا بها خراب صوتي وأطلال قلبي
سلام عليك وقد خانك الوقت مثلي
لا بيت لا حظ لا صحب لا لحظة ناعسة
تزوّجت في الهاتف الخلويّ مرارا
فأنجبت حلمين هَدَّهما التعب.