ماذا يكتب الكاتب في لحظة الدم
كتب “ناطور” في النقد الأدبي والفني المسرحي والسينمائي والتشكيلي، وقد صدر له حوالي أربعين كتابا ما بين رواية وقصص قصيرة ودراسات وكتب للأطفال فضلا عن المسرحيات. وخمس ترجمات عن العبرية. من أهم كتبه ثلاثيته الشهيرة “ذاكرة، سفر على سفر، انتظار”.
النص المنشور هنا هو آخر مقال كتبه الراحل وخص به “الجديد” من خلال الكاتب أوس داوود يعقوب، ويدور حول “ماذا يكتب الروائي في اللحظة الراهنة.. لحظة الدم”.
ماذا يكتب الروائي في لحظة الدم؟ السؤال الذي يسبق هذا العنوان: هل ينتظر الروائي في الكتابة إلى أن يجري الدم ويختفي؟ تاريخنا العربي دموي، وسيظل هكذا ما دام قول أبي تمام “السيف أصدق إنباء من الكتب”، دستورًا في حياتنا ومصدر وحي وانتصار على عمورية. ولو انتظرنا إلى ما بعد الدم لما كتبنا رواية ولا وصفنا حالة. والمأساة في حياتنا، نحن الكتّاب العرب، أننا لسنا مرفهين بحيث نكتب عن الحدث في زمن ما بعد الحدث ولا نملك الوقت والخيال لإعادة إنتاج واقع دموي متخيّل خارج دائرة العنف والموت الواقعيين، والواقعيين جدًا جدًا.
أنا أميل إلى هذا النوع ليس فقط في ما أكتب بل أيضًا في ما أقرأ. في زمن الدم يحق للروائي أيضًا ألا يكتب. هو بحاجة إلى التأمل في الواقع الدموي، إلى معايشته بمشاعره وأحاسيسه وإلى وقت وجهد للبحث عن الزاوية التي يريد أن ينظر منها إلى واقعه. يحق له أيضًا أن يتأنّى في الكتابة لكي يحضر في ذهنه ووجدانه ايقاع الكتابة.