ماذا تريد أكثر أيها الغريب
بنصفِ إغماضةٍ
أَرى
وأصواتُ قطراتِ الماءِ تتسرَّبُ من مكان ما
تمتدحُ الوقتَ وتبلِّلُ الصُّورةَ
حسناً
لديكَ النَّوم
والعزلةَ
والضباب
ماذا تريدُ أكثرَ أيها الغريب؟
***
ينامُ الغُرباء
وحيدينَ آمنين
يدُ الصَّقيع
عبرتْ
يقظتي
ولم توقظ
أحداً
يدي تلك أم يدها؟
البرودةُ سَرَتْ في منامي.
***
لو مسحتُ زجاجَ النافذةِ بقوَّة
لدخلت الغابةُ
إلى
غرفتي
ولعبت معي لعبة الخفاء؟
***
السماواتُ الواسعةُ الكئيبةُ
الغيومُ الممتدَّةُ كطريقٍ إسفلتي باهتٍ..
وجهي يرتسمُ بخفّة
فوقَ هذا الصمت.
***
الوحشُ الصغيرُ
الذي ربّته القسوةُ
ما عادت
تتسعُ له المُدنُ
ولا البراري
ولا الغابات
ولا البحار..
ها هو يقبلُ على الذاكرةِ، وينهشُ.
***
فجوةٌ صغيرةٌ أخرى
وينهارُ العالم،
ومن نافذتي المتدلّية
كماعزٍ جبليّ
يهمّ بالقفز
نحو الوديان.
***
حبَّاتُ المَطر
صديقاتٌ قديماتٌ
يتدافعنَ
للرقصِ
في
ساحاتٍ حزينة.
***
لا الشُّجيرات
ولا موقفُ الباصِ
ولا الجسرُ
ولا الأوراقُ الصفراءُ
وحدَها الريح
تجرفني إلى منفاي.
***
كنتُ أظنُّ
الليل كرةً سوداءَ مضاءةً
بنجومِ طفولتي
ها إن العتمة
تشتعلُ
مراراً
بلا طفولةٍ
ولا نجوم.
***
وحيدةً، أحرسُ أحلامَكم
وبحرصِ حفَّار قبورٍ
أغوصُ في ترابِ أعماقي.
***
لا أسمعُ
نقيقَ الضفادعِ
رغم أنَّ النَّهرَ هنا.
ومع كلّ هذا المطر
لا رائحة هنا للأرض
يدي ينقصها
طريقٌ ترابيٌّ
تمتدُّ نحوه
في قريةٍ بعيدة.
***
أحبُّ السُّقوطَ من الجسرِ
لا، لا
ربما أحبُّ التأرجحَ
كغصنِ داليةٍ
أتعبه دوريٌّ مشاكسٌ.
***
المناراتُ على الجروفِ البحريَّةِ البعيدةِ
النوارسُ،
الموجُ الراكضُ نحو نهايتهِ.
كلُّ الذينَ غرقوا
يعبرونَ الآن ذاكرتي.