ماذا تريد أكثر أيها الغريب

الثلاثاء 2015/12/01
لوحة: زهير حسيب

بنصفِ إغماضةٍ

أَرى

وأصواتُ قطراتِ الماءِ تتسرَّبُ من مكان ما

تمتدحُ الوقتَ وتبلِّلُ الصُّورةَ

حسناً

لديكَ النَّوم

والعزلةَ

والضباب

ماذا تريدُ أكثرَ أيها الغريب؟

***

ينامُ الغُرباء

وحيدينَ آمنين

يدُ الصَّقيع

عبرتْ

يقظتي

ولم توقظ

أحداً

يدي تلك أم يدها؟

البرودةُ سَرَتْ في منامي.

***

لو مسحتُ زجاجَ النافذةِ بقوَّة

لدخلت الغابةُ

إلى

غرفتي

ولعبت معي لعبة الخفاء؟

***

السماواتُ الواسعةُ الكئيبةُ

الغيومُ الممتدَّةُ كطريقٍ إسفلتي باهتٍ..

وجهي يرتسمُ بخفّة

فوقَ هذا الصمت.

***

الوحشُ الصغيرُ

الذي ربّته القسوةُ

ما عادت

تتسعُ له المُدنُ

ولا البراري

ولا الغابات

ولا البحار..

ها هو يقبلُ على الذاكرةِ، وينهشُ.

***

فجوةٌ صغيرةٌ أخرى

وينهارُ العالم،

ومن نافذتي المتدلّية

كماعزٍ جبليّ

يهمّ بالقفز

نحو الوديان.

***

حبَّاتُ المَطر

صديقاتٌ قديماتٌ

يتدافعنَ

للرقصِ

في

ساحاتٍ حزينة.

***

لا الشُّجيرات

ولا موقفُ الباصِ

ولا الجسرُ

ولا الأوراقُ الصفراءُ

وحدَها الريح

تجرفني إلى منفاي.

***

كنتُ أظنُّ

الليل كرةً سوداءَ مضاءةً

بنجومِ طفولتي

ها إن العتمة

تشتعلُ

مراراً

بلا طفولةٍ

ولا نجوم.

***

وحيدةً، أحرسُ أحلامَكم

وبحرصِ حفَّار قبورٍ

أغوصُ في ترابِ أعماقي.

***

لا أسمعُ

نقيقَ الضفادعِ

رغم أنَّ النَّهرَ هنا.

ومع كلّ هذا المطر

لا رائحة هنا للأرض

يدي ينقصها

طريقٌ ترابيٌّ

تمتدُّ نحوه

في قريةٍ بعيدة.

***

أحبُّ السُّقوطَ من الجسرِ

لا، لا

ربما أحبُّ التأرجحَ

كغصنِ داليةٍ

أتعبه دوريٌّ مشاكسٌ.

***

المناراتُ على الجروفِ البحريَّةِ البعيدةِ

النوارسُ،

الموجُ الراكضُ نحو نهايتهِ.

كلُّ الذينَ غرقوا

يعبرونَ الآن ذاكرتي.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.