مختصرات الكتب

السبت 2020/08/01

الشكوكية في القرن السابع عشر

في كتاب “صيغ الذات، دراسة بعض البراهين الشكوكية في القرن السابع عشر” يكشف أندري بيسيل عن مفكرين أهملهم تاريخ الفلسفة لكونهم يشكّلون خطرا على المنظومة الفكرية السائدة والنظام السياسي القائم، فحكم عليهم بالقمع والاضطهاد قبل أن يفرض عليهم الصمت. والكاتب يعيد إلى هذا الصمت صوته، ليبين كيف فضح أتباع المذهب الشكوكي رغبة الحقيقة، والإيمان باليقين، والتطلع إلى البداهة، من خلال منهجية إبستيمولوجية تنكر البحث عن نقطة ثابتة في النظام الخطي للإيضاح، وتغير معايير البرهنة، وأكدوا أن ذات المعرفة هي نفسها عامل وضعية. ويدرج الكاتب تصنيفا للتخريب الشكوكي من خلال أعمال الملحدين والمسيحيين، من جان بيير كامو ومونتاني إلى بيير شارّون وغابريال نودي.

مستقبل الإنسان والروبوتات

على غرار الطائرة التي لا تخفق بجناحيها كي تحلق كالعصور، نبني آلات قادرة على التقليد دون إحساس، والكلام دون فهم، والتفكير دون وعي. إذا كان دورها إيجابيا، خاصة في مجال الصحة، فإن تحويرها لا يخلو من مخاطر. ذلك موضوع كتاب “الروبوتات الانفعالية” للورانس دوفيلّي أستاذة المعلوماتية المطبّقة على العلوم الاجتماعية بجامعة السوربون، تستشرف من خلاله مستقبل الإنسان الآلي الذي قد يصبح قادرا على التخاطب، وإدراك المشاعر التي تنتاب من يملكه، فيتدخل لتفريج الهمّ والرفع من المعنويات، وتتهيب ما سوف يكون له من قدرة على رصد الانفعالات والعمل على تغييرها. والكاتبة تمزج التكنولوجيا والفلسفة وعلوم الأعصاب لتطرح الأسئلة الجوهرية عن مسؤولية إيجاد تلك الروبوتات الانفعالية داخل المجتمع، وما تمثله بالنسبة إلى كرامة الإنسان.

ميشيل سير يودع عالمه

أديشات

الفيلسوف ميشيل سير، الذي غادرنا العام الماضي، قضى حياته في محاولة وصف تحولات الحاضر. في كتاب ينشر بعد وفاته، كما أوصى، يسترجع سير في نوع من الحنين، العالم الذي عرفه في شبابه، فيتوقف عند غرامياته الأولى، ومزارعي أجان في جنوب غرب فرنسا، ورياضة الرقبي التي تستهوي أبناء الجهة، ويبدع في وصف المناظر الطبيعية ونهر الغارون الذي ينبع من إسبانيا ويصب في المحيط الأطلسي غير بعيد عن بوردو. كذلك البلدان التي اكتشفها وأحبها، وركوب البحر، هوايته منذ الصغر، ككل من نشأ في مقاطعة بريطانيا الفرنسية، ومن هنا كان العنوان “أديشات” (الوداع بلغة البروطون). من خلال تلك الذكريات المسرودة، يستخلص سير التحولات التي شهدها كما شهدها معاصروه، كتطور القرية والمدينة، ومعنى الهجرة والمنفى، وطاقات الجسد وقدرته على التحمل، والتعليم والموسوعة، ويربط كل ذلك بفكره، فكر واضع السردية الإنسانية.

 الأفقية ووجوهها المتعددة

عندما نربط أفق الفردانية بتأكيد حقيقة ذاتية فإننا ننسى تقليد الأفق المشترك، الذي يجعل الرأي حمّالا لذلك الأفق. في تمازج بين العلوم والفن والفلسفة، يطرح كتاب “تقاسم الأفق” لإيمانويل ألّوا أستاذ الجماليات وفلسفة الفن بجامعة فريبورغ الألمانية مسألة وجهة النظر، بوصفها لا تفصل بين رأيين بل تجمع بينهما. فبدل إدانة الأفقية بدعوى أنها مهدت لما بعد الحقيقة، وضياع مرجعية عالم واقعي، حان الوقت في نظر الكاتب للوقوف على ما يجعل الأفقية تحقيقا وليس نسبية، فبفضلها نتوصل إلى فهم المشكلات. والكتاب تأمل في الرهانات القديمة والمعاصرة، حيث تتقاطع الفنون البصرية والهندسة المعمارية والفينومينولوجيا والأنثروبولوجيا الاجتماعية، كطريقة لجعل الأفقية أساس عدة حقول فنية ومعرفية.

دروس تطبيقية في السعادة

دروس في السعادة

ماذا يحدث لو قررنا أن نتعلم كيف نعرف بعضنا بعضا على طريقة اليونانيين القدامى؟ وأن نجعل معلمينا فيثاغورس وبارمنيدس وإبكتيتوس وبيرّون وأبيقور وديوجينوس؟ من خلال وقائع ستة أسابيع، عمدت الإيطالية إيلاريا غَسْباري إلى تتبع تعاليم مدرسة فلسفية معينة كل أسبوع لتأخذ القارئ إلى تجربة وجودية مذهلة، جادّة حينا، ومضحكة حينا آخر، ولكنها لا تخلو من حكمة. فنكتشف أننا إذا عملنا بالفيثاغورية أمكننا تصويب الكسل، بينما تكشف مفارقات زينون تناقضات غريبة في الكيفية التي تعودنا على النظر بها إلى نسق الحياة، وأبيقور لا يبدو مسليا لأول وهلة، ولكن الكلبية يمكن أن توفر أفراحا غير متوقعة. والكتاب، كما يدل عليه عنوانه “دورس في السعادة”، هو تمرين في الفلسفة التطبيقية يتعلم من خلاله القارئ كيف يصبح سيّد الزمن الذي يمضي.

خطابات الأصول

ما من مجتمع إلا وبحَث عن أصوله، وما من ثقافة إلا وحاولت أن تعرف جذورها. في كتاب “قبل كل شيء” يبين باسكال نوفيل أستاذ الفلسفة بجامعة بوردو مونتاني أن تلك الجذور متنوعة، فالثقافة الفرنسية، على سبيل المثال، وهي موضوع الكتاب، تستمد مرجعيتها من أنماط خطاب أربعة: الخطاب الأسطوري كالتكوين، والخطاب العقلاني من تاليس إلى أوغست كونت، والخطاب العلمي كالانفجار العظيم وأصل الحياة ونشأة الإنسان، والخطاب الفينومينولوجي الذي يستدعي، شأن هوسرل، مبدأ الأصلية. والكاتب يتوقّف عند كل تلك الخطابات التي يلجأ إليها الفرنسيون للحديث عما كان قبل كل شيء، ليؤكد أن البيولوجيا هي التي فتحت الطريق أمام الفيزياء لصياغة خطاب أصلي ذي صبغة علمية وليس العكس. ويدعو القارئ إلى تحليل مفصّل لتلك الخطابات وعلاقاتها المتعددة فيما بينها، مشروعة كأنت أم غير مشروعة، بما في ذلك أبعادها الإيثيقية والاجتماعية والسياسية.

الرهينة كأداة حرب

كتب

في كتاب “رهائن، منذ العصور القديمة إلى اليوم” يؤكد جيل فيراغو، الأستاذ المحاضر بجامعة باريس ننتار، أن احتجاز الرهائن ليس جديدا، بل كان موجودا منذ غابر العصور حيث كان وسيلة ضرورية في العلاقات بين الأقوياء، وضمانة حية لكلام القائد. وقد استُعمل الرهائن حتى القرن الثامن عشر رغما عنهم في كل تحالف أو معاهدة، بل استُعملوا حتى لضمان سيادة أمير في نظر الرعية والآلهة. ولئن وضع القانون الدولي حدّا لهذه الممارسة، فإنها عادت مع الحروب المعاصرة، ثم مع الإرهاب. فبداية من القرن التاسع كانت الجيوش تستعملهم تحت ذرائع مختلفة، وتنتقد الخصوم إذا ما لجأوا إلى ذلك. ولئن اعتبر احتجاز الرهائن جريمة حرب منذ 1945، فإنه تواصل بفعل الإرهابيين، الذين يعتبرونها نوعا من المنازلة. والكاتب، إذ يستند إلى مراجع أصلية، يروم تتبع جينيالوجيا هذه الممارسة القديمة المتجددة، ليقترح من خلالها قراءة جديدة للعلاقات الدولية.

غياب السود عن المسرح الفرنسي

القانون الفرنسي يعتبر فرنسيا كل من يحمل جنسية فرنسا، لا يميز بين مواطن وآخر من جهة عرقه أو لون بشرته أو أصوله. بين أن تلك المساواة في الحقوق والواجبات لا تزال حبرا على ورق، في مجال الشغل والسكن والوظائف السامية وكذلك الفنون الدرامية، موضوع كتاب “العرق والمسرح” لسيلفي شالاي، مؤرخة المسرح المتخصصة في أنثروبولوجيا تمثّلات أفريقيا والعالم الأسود في فنون الفرجة، فقد لاحظت أن المسرح الفرنسي لا يمنح للسود أيّ دور حتى وإن كان من بين شخصيات المسرحية بعض السود، إذ يفضل أن يطلى البيض بالأسود لأداء تلك الأدوار. أما الرصيد الكلاسيكي العالمي فهم مغيبون عنه تماما. ومن هنا، تطرح الكاتبة مسألة العنصرية التي لا تزال مهيمنة على المخيال الفرنسي، فالفرنسيون لا يتصوّرون أن فرنسيا من أصول أفريقية يمكن أن يتقمص أيّ دور على خشبات مسارحهم.

الرواية التشيكية المؤسسة

الرواية التشيكية

“الرواية التشيكية” عنوان كتاب للبوهيمي لاديسلاف كليما، فشل في نشره في حياته، أولا نظرا لمحتواه الذي يتخذ فيه انتخابات مجلس الإمبراطورية النمساوية عام 1907 ذريعة لنقد القوميات ونموذج الأسرة الغربية. ثانيا لشكله الشبيه بـ”عوليس” جويس، من جهة تمرده على الأدب السائد وأساليبه. هذا الكتاب، الذي لم ينشر منه غير مقاطع، عدّه النقاد تمردا على الأجناس الأدبية، وثورة حقيقية في عالم الكتابة، كان له تأثير كبير على الأجيال التي جاءت بعده. والكتاب قريب جدا من سيرة صاحبه، فكليما (1878 – 1928) طُرد من كافة المؤسسات التربوية في الإمبراطورية النمساوية منذ سن السادسة عشرة، واضطر إلى مزاولة أعمال هامشية، سائقا لآلة بخارية، وحارس مصنع، وصانع مادة بديل للتبغ، قبل أن يشتغل بالصحافة والتأليف الدرامي. ابتكر فلسفته الخاصة ذاهبا أبعد مما وصل إليه شوبنهاور ونيتشه، ونشر ثلاثة كتب نظرية، وترك بعد وفاته آثارا كثيرة مخطوطة، في الأدب والفلسفة.

أطفال قتلة بسبب الديانة

لم يستنبط الأفارقة في الصومال أو ليبيريا وسيراليوني تحويل الأطفال إلى قتلة، فقد سبقهم الأوروبيون إلى ذلك منذ القرن السادس عشر. في كتاب “الأطفال الجلادون زمن حروب الدين” يذكر المؤرخ دوني كروزي أن أطفالا تتراوح أعمارهم بين ستّ سنوات واثنتي عشرة سنة شاركوا في إعدام الهراطقة خلال الحروب الدينية التي مزقت أوصال فرنسا ما بين 1562 و1598، وتحولوا إلى قتلة وجلاّدين ومعذِّبين. كيف نفسر حضور أطفال في قلب العنف الذي حوّل الكاثوليكية إلى أحلام دامية؟ وكيف استعمل الأطفال في طقوس قتل، كنوع من المسرح التوراتي الفظيع، بدعوى أن في ذلك معنى النبوءة؟ والكاتب يسلّط الضوء على انبثاق الحقد المقدس في تلك الحروب، للغوص في عمق المخاييل التي تبلورت حول حادثين كبيرين هما مذبحة سان بارتيليمي ومقتل هنري الثالث، ليبين أن الجنوح إلى الفظاعة واللاإنسانية صار السبيل الوحيدة لخلاص “أطفال الرّبّ”.

الشرق والغرب

الشرق الأوسط والغرب في القرن العشرين

لا تزال بعض الأسئلة التي تخص ماضي الشرق الأوسط القريب والبعيد تعود إلى الواجهة عبر الأحداث المعقدة في تلك المنطقة، وغالبا ما تنتقد البلدان الغربية بسبب الدور الذي لعبته في تاريخها، وتطرح مسألة مسؤوليات الغرب في الوضع الحالي، الذي يبدو أبعد ما يكون عن الحل. في هذه الطبعة الجديدة لكتاب “الشرق الأوسط والغرب في القرن العشرين” يقدّم جان باتيست بيغا المتخصص في أفريقيا والشرق الأوسط، وكلوتيلد هُوُو الباحثة في التاريخ المعاصر للشرق الأوسط معلومات تاريخية لا غنى عنها لفهم ما يجري في الشرق الأوسط، منذ سقوط الخلافة العثمانية وصولا إلى الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية. هو كتاب لا يقدّم جديدا للقارئ العربي، ولكنه ضروري لكل قارئ أجنبيّ لا يعرف شيئا عن تلك المنطقة وتاريخها، ولا يملك عنها سوى ما تبثه وسائل الإعلام، كي يفهم بالضبط أين يكمن دور الغرب في ما يعيشه الشرق من مآسٍ.

المرأة البيضاء

يقترح كتاب “صورة المرأة البيضاء” للباحث جوزيف لاغرانج ثيمة جديدة لم يسبق أن تناولها الباحثون في مجملها، سواء في فرنسا أو عبر العالم، ويحاول تقديم صورة شاملة عن مرحلتنا، مستعينا بعدة مراجع ووثائق وشهادات، ليبين كيف بنيت صورة المرأة البيضاء منذ غابر العصور إلى اليوم. وليست الغاية التوقف عند المرأة البيضاء من زاوية مركزية غربية أنانية، وإنما القصد تناول صورة نساء من كل الأجناس والثقافات من خلال ما قيل عن المرأة البيضاء، لتبين ما يقرّب أولئك النساء من بعضهن بعضا، وما يميّزهن عن بعضهن بعضا، ويشكلّ في النهاية تفرّدهنّ، انطلاقا من أن تاريخ العالم لقاءات مستمرة بين الشعوب والأعراق والحضارات المختلفة، تتراوح بين الحرب والسلم.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.