مختصر الكتب

السبت 2019/06/01

أعراف الكتابة السردية

يرى الناقد والباحث العراقي عبدالله إبراهيم في كتابه “أعراف الكتابة السردية”، الصادر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، أن القارئ لكي يتمكّن من تأويل النصوص السردية ينبغي على هذه الأخيرة أن تراعي مجموعة من اللوائح السردية، ومن بينها الاهتمام بالمرجعية الواقعية وبناء الشخصيات والتدقيق في رؤيتها للعالم الافتراضي الذي تعيش فيه.

وينتقد إبراهيم بذلك نزعات كثيرة عرفتها الرواية، خاصة حين حاولت فصل النصوص عن الواقع، على خلفية أن القارئ إنما يحاول في النهاية أن يفهم عالمه بقرينة سردية. وحرص الكتاب على تشييد سياق حاضن للأفكار وترتيبها لدعم الهدف الذي يرمي إليه وهو وضع لائحة بأعراف الكتابة جرى اشتقاقها من مدوّنة سرديّة متنوعة تراوحت بين الأقوال الدالّة على أهميتها والنصوص الداعمة لها. وبذلك انتهى إلى تركيب يمزج آراء الآخرين بآراء مؤلف الكتاب.

سرديات بديلة

 يقترح الناقد المصري محمد الشحات في كتابه “سرديات بديلة: مقاربات ثقافية”، الذي صدرت طبعة جديدة منه عن دار أزمنة في عمّان، سردية عربية تسعى إلى نقض أقاليم السرديات الكبرى الوافدة إلينا حاملة بشارة التحرير والتنوير والسلام والعدل والحق والخير والجمال.

ويرى أن هذه السردية هي سردية مضادة تهدف بالأساس إلى تفكيك زيف مقولات السرديات الكبرى وزعزعة مركزيتها والتشكيك في أيديولوجياتها، وذلك عن طريق تحليل مجموعة من الخطابات والاستراتيجيات والحيل والأساليب الفنية أو الجمالية التي تجد تمثيلاتها النصية الدالة في قطاع عريض من النصوص المصرية والعربية الجديدة؛ والتي أخذت في التواتر مع العقد الأخير من القرن العشرين وتزايدت حّدة مع الألفية الجديدة.

السرد الروائي النسوي

كتاب

يأتي كتاب “السرد الروائي النسوي: الحرية، الذات، الجسد” للناقد والشاعر المغربي عزيز العرباوي، الصادر عن دار دال للنشر والتوزيع في دمشق، ضمن رؤية تتعلق بتحديد فكري يحدد صورة المرأة في الرواية النسوية العربية التي اتسمت بالتعدد والتنوع، انطلاقا من أن المرأة لم تعد فقط صورة نمطية ثابتة في العقول والأذهان والأفكار، بل أصبحت موضوعة للقول الإبداعي وثيمة مهمة له ما له وعليه ما عليه.

ويتوزع الكتاب على أربعة فصول، أولها يختص بمقاربة البدايات الأولى لظهور الفكر النسوي والكتابة النسوية عامة، وصولا إلى الحديث عن الإبداع الروائي النسوي والأنساق الثقافية والموضوعاتية التي كتبت فيها الروائية العربية، بينما يختص الفصل الثاني بموضوعة الحرية والثورة في الرواية النسوية العربية.

ويقارب الفصل الثالث موضوع الذات الأنثوية ومدى قدرة المرأة العربية على تجاوز أزماتها الذاتية والهوياتية التي تعيشها. أما الفصل الرابع فيتناول موضوع الجسد ومدى احتفاء الكاتبة العربية به في رواياتها، بل وجعله البؤرة المهمة في استحضار قيمته وسلطته على الآخر.

 استلاب الذات في السرد العربي المعاصر

يقدم كتاب “استلابُ الذات في السرد العربي المعاصر”، للناقدة والأكاديمية المصرية كاميليا عبدالفتاح، الصادر عن دار النابغة للطبع والنشر والتوزيع في مصر، دراسة تحليلية في نماذج من نصوص السيرة الذاتية والقصة والمسرح، اتفقت في تحريضها الفنّي على حتمية البحث عن الخلاص الإنساني ماثلا في الإبداع والإيمان والحب، والإصرار على حتمية وجود الإنسان في مواجهة الوجود.

وأعقبَت المؤلفة الدراسة التحليلية لهذه النصوص بوقفة نقدية تنظيرية حول المؤثرات الاجتماعية في الأدب، استعرضت فيها الجهودَ النقدية التي رصدتْ هذه المؤثرات، بدءا من البدايات التاريخية للنظر في علاقة المجتمع بالأدب، مع تركيز على الطرح الفلسفي الماركسي لتوفره على هذا الموضوع، مرورا بالنظرية السوسيونصية ونظرية الانعكاس ونظرية الجدلية الاجتماعية. وختمتها برؤيتها الخاصة للعلاقة بين القهر السياسي من جهة وبعض الظواهر الفنية مثل الاستتار الدلالي وتوظيف الرمز والارتكاز على المعادل الموضوعي.

فتنة السرد

كتاب

يحلل التاقد العراقي صالح هويدي في كتابه “فتنة السرد: مقاربات نقدية في السرد الحكائي العربي”، الصادر عن معهد الشارقة للتراث، الأسباب التي أدت إلى إغفال التراث السردي العربي، والانشغال بالشعر أكثر من سواه، ويوضح أن بعضها يتصل بطبيعة المرويات الحكائية والقصصية ذات الصبغة الوعظية أو الدينية وانطوائها على عنصر التخييل، وهو ما يجعل منها نصوصا ذات آلية مربكة لرواة الحديث والنصوص الدينية والقصص والأخبار التي توظَّف للعظة، وبيان أحوال الأمم القديمة، وعواقب ما حدث لها على حد سواء، إلى جانب مسوّغات الخشية من الاختلاط والبلبلة والتداخل في ما بين الحقلين: التخييلي المنفلت والتخييلي المروي، ولا سيما أن القرآن الكريم قد تضمن ضربا من القصص الديني الوعظي الذي اتخذ له خطابا للهداية ذا شروط وضوابط قيمية وعقدية محددة، قد لا تتفق وكثيرا ممّا وصلنا من نصوص حكائية وسردية حاولت الانفلات من السلطات والضوابط، لتدخل مناطق من العبث والنزق الفني والاجتراء. ومن هنا، جاء حظر بعض القصاص والكهنة الذين كانوا يتعاطون النثر الشائع في عصر ما قبل الإسلام.

الرحلة من منظور السرديات الأنثروبولوجية

يقارب الباحث المغربي إبراهيم الحجري في كتابه “الخطاب والمعرفة: الرحلة من منظور السرديات الأنثروبولوجية”، الصادر مؤخرا عن المركز الثقافي العربي في بيروت والدار البيضاء، العلاقة بين السرديات والأنثروبولوجيا، متخذا رحلة ابن بطوطة أنموذجا، إلى جانب رحلات مغربية وأندلسية أخرى بوصفها متنا محيطا، ومن المنهج الأنثربولوجي ومفاهيمه أساسا لتحليل الخطاب الرحلي.

وقد توقّف الحجري في تحليله على جوانب تتصل بـالشخصية وصيغ الحكي والتبئير والفضاء. ثم عمل على توسيعها في الباب الثاني الذي كرّسه للرؤية التي تحكم صاحب الرحلة لمعرفة كيفية اشتغال نسق التفكير والقيم لديه، فاتحا، بذلك، مجال البحث على الأبعاد الأنثروبولوجية للمتن الرحلي. حاول الحجري رفد النظرية السردية بمفاهيم ومقاربات منهجية جديدة معتمدا على المدونة الرحلية بوصفها متنا سرديا أقرب إلى العمل الإثنوغرافي الذي هو فرع من فروع الأنثروبولوجيا.

سرديات النسوية

كتاب

يسعى كتاب “سرديات النسوية”، للناقدة والباحثة المغربية سلمى براهمة، الصادر حديثا عن دار الحوار السورية، إلى التمييز بين الرواية النسائية والرواية النسوية، واعتبار هذه الأخيرة واجهة للتحرر النسائي، وطرح قضايا الأنوثة وهويتها.

يطرح الكتاب الأسئلة الآتية: كيف تظهر قضايا الأنوثة في مستوى الثيمات في الرواية النسوية العربية؟ وكيف تتحقق في مستوى الخطاب وطرق القول ومن خلال “الهوية السردية”؟ وكيف تترجم إلى أطروحة وقضايا؟ ما يجعل هذه الرواية تسهم، بوصفها نصا ثقافيا، في خلخلة المركزية الذكورية، وإدانة النظام الأبوي وبعض مؤسساته، والتشكيك في صوره النمطية التي رسخها عبر العصور عن الرجل والمرأة على حد سواء؟

وللإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها ينطلق الكتاب من النقد النسوي، بوصفه نقدا ظهر في سياقات عالمية فكرية ونقدية واجتماعية وأيديولوجية جديدة دعت إلى تفكيك المركزيات، ومنها مركزية الذكورة. كما يركز الكتاب اهتمامه على توسيع مدلول الأدب بوصفه نصا ثقافيا وخطابا -ككل الخطابات الأخرى- قادرا على تمثل الصراعات الاجتماعية والقضايا الثقافية والأيديولوجية- السياسية.

سرديات نجيب محفوظ

يهتم كتاب “الرواية العربية واللغة: تأملات في لغة السرد عند نجيب محفوظ” للناقد الأردني محمد عبيدالله، الصادر حديثا عن دار أزمنة في عمان، باللغة السردية للرواية. ويعدّ المؤلف كتابه محاورة مع بعض إنتاج نجيب محفوظ الروائي، وبعض قصصه القصيرة التي تسهم بحظ وافر في بلاغة تجربته السردية العريضة.

يتألف الكتاب من ثلاثة فصول، يلقي أولها أضواء عامة كاشفة على الخريطة الشاملة لمحفوظ، ويحاول رؤية بعض المعالم الكبرى في تجربته. ويتأمل الفصل الثاني في ذلك الشجار الطويل بين محفوظ ولغة السرد، حتى تمخّض عن تلك اللغة المطواعة التي تقع في “العامي الفصيح”، ويسمّيها بعض النقاد اللغة الوسطى، أو اللغة الثالثة، تعبيرا عن توسّطها بين العامية والفصحى، لكنها لغة فصحى في نسيجها وتراكيبها، والاستعارة العامية فيها تكاد تقتصر على المفردات.

ومثل هذه الاستعارة لا تغيّر من حقيقة الفصاحة شيئا، لأن المعوّل عليه هو التراكيب التي تجري على سنن العربية ونظامها. ويختبر الفصل الثالث المسألة اللغوية في رواية قصيرة لمحفوظ هي “حكاية بلا بداية ولا نهاية”، التي برزت فيها وجوه متنوعة من التعدد اللغوي، ومن الطرق الفنية الضرورية لتنويع اللغة والتلاعب بها لإنتاج عمل روائي ممتع مقروء.

من تجليات السرد المصري

كتاب

يطمح كتاب “من تجليات السرد في القرن الحادي والعشرين: المشهد المصري”، للباحثة المصرية عزة مازن، الصادر مؤخرا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في القاهرة، إلى تقديم جانب من سمات السرد الروائي والقصصي في بداية القرن الحادي والعشرين، كما يتجلى في المشهد المصري، ويصبو إلى تحقيق قدر من المتعة والفائدة للقارئ غير المتخصص في النقد.

ينقسم الكتاب إلى قسمين، يقدم الأول قراءة في نماذج روائية لعدد من الكتاب الراسخين مثل بهاء طاهر، حمدي أبوجليل، عزالدين شكري فشير، أحمد الشيخ، رضوى عاشور، عادل عصمت، عزة رشاد، محمد ناجي، نبيل نعوم، سهير المصادفة، وهالة البدري، ومجموعة من الكتّاب الشبان، تشي رواياتهم الأولى بمواهب راسخة وقدرات مبشرة، منهم محمد ربيع، ناريمان الشاملي، دنيا كمال، الطاهر شرقاوي، محمد خير، عمر حاذق، صفاء النجار، محمد الفخراني، هدرا جرجس، وليد علاءالدين، ومنصورة عزالدين.

ويقدم القسم الثاني مراجعات نقدية لمجموعات قصصية مختارة لبعض كبار كتّاب القصة القصيرة مثل سكينة فؤاد، بهاء طاهر، أحمد الخميسي، محمود الورداني، محمد البساطي، مكاوي سعيد، ياسر عبداللطيف، محمد المخزنجي، سعيد الكفراوي وعزة رشاد. وأخرى لمجموعة من الكتّاب الشبان منهم علاء خالد، سارة سيف الدين، منصورة عزالدين، إيمان عبدالرحيم، محمد خير، سمر نور، وحسن عبدالموجود. وقد اتخذت هذه المراجعات ترتيبا زمنيا، خلال الـ17 عاما الماضية، يبدأ بأسبقية إصدار العمل الأدبي قيد القراءة والتحليل.

 فتنة السرد وحضور المسرود

يضم كتاب “فتنة السرد وحضور المسرود”، الصادر حديثا عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع في دمشق، عشر قراءات في رواية “ظلال جسد.. ضفاف الرغبة” للروائي العراقي سعد محمد رحيم، الذي رحل العام الماضي، وهو لا يزال في ذروة عطائه الأدبي. المساهمون في الكتاب نقاد وأكاديميون أجابوا في دراساتهم، التي اعتمدت مناهج ورؤى مختلفة في التحليل، على الأسئلة والألغاز التي طرحتها روايات الراحل رحيم، وإشكاليات الواقع التي تمثّلتها، إضافة إلى جماليات التشكيل والبناء واختيار زوايا النظر، على أمل أن تضع هذه الدراسات لبنة أساسية في صرح النقد الأدبي في العراق.

يقول محرر الكتاب سامان جليل إبراهيم في تقديمه “تتوفر في كل تقليد أدبي، عربي أو عالمي، فسحة ‘للجنون’ أو’للموت’ يسيطر عليها نوع من ‘الشغف’ أو ‘الهوى’ سيطرة أقوى من سلطة التاريخ والواقع… وليس الأدب العراقي استثناء من هذا الشغف أو الهوى، بل هو زاخر بالمواقف والألغاز التي تشكل الهاجسَ الأخير، الذي يجذب الكاتب إلى حتفه ‘الجسدي’ لا التاريخي”. وكانت هذه استراتيجية سعد محمد رحيم الأدبية، ترسم للواقع صورة مخيالية تقرّب الحقيقة من الوقوف ضد الأخطاء والمظالم الجسدية والنفسية، وتنحاز بقوة لمهمات الفكر التنويري في العقلانية والحرية والتقدم.

الجسد بين المتخيل السردي والنسق الثقافي

كتاب

يقدم كتاب “الجسد بين المتخيل السردي والنسق الثقافي”، للباحث والأكاديمي المصري أحمد علواني، الصادر مؤخرا عن دار النابغة في مصر، دراسة نقدية في مجموعة من النصوص الروائية الجديدة، يرصد فيها “الجسد” بوصفه بنية خطابية ثقافية عامة قابلة للدرس والتحليل والفهم والتفسير المتعدد.

ويركز الكتاب على دراسة الجسد، وما يحمله من أنساق ثقافية في الرواية الجديدة، لأن صلة الكاتب بما حوله من متغيّرات واقعية ومؤثرات ثقافية تركت أثرها الواضح على تشكّلات الجسد في الخطاب الروائي، فصار السرد الجديد لا يرسم جسدا سرديا متخيلا بقدر ما يعرض جسدا ثقافيا مرئيا.

ويوضح المؤلف كيف يخضع الجسد في سلوكياته وتشكّلاته السردية للمرجعيّات والممارسات والأنساق الثقافية، فتصبح الثقافة هي مرجع الجسد، بمعنى أن تنوع تعبيرات الجسد وتحولاته الدلالية ما هي إلا تحولات ثقافية، كما أن صياغة الجسد عبر الأشياء المرئية تأتي بمعايير ثقافية، وكأن ثقافة الجسد هي جسد الثقافة أو هما وجهان لعملة واحدة.

جماليات الخطاب السردي

يضم كتاب “جماليات الخطاب السردي: قراءات في قصص ‘ألق المدافن’ للقاص رشيد شباري”، الصادر حديثا عن منشورات رونق المغرب، ثماني قراءات نقدية بأقلام عدد من النقاد المغاربة، تركز على جملة قضايا في هذه المجموعة، مثل “اشتغال المتخيل السردي” لسعيد موزون، “جماليات الخطاب السردي وفلسفة الوجود الإنساني” لشيماء أبجاو، “البعد الصوفي” لعزالدين المعتصم، “ملامح النزعة العبثية واللاجدوى” لرشيد أمديون، “أسئلة الكتابة وحدود الشخصية المبدعة” لمحمد دخيسي أبوأسامة، “تقاطع الأدبي والفلسفي لتيمة الموت” لعبدالله ستيتو، “ألق المدافن: دراسة تناظرية من العنوان إلى النص الموسع″ لجامع هرباط، و”شعرية الضحك والسخرية” لعبدالكريم الفزني.

وقد جاء في ظهر الغلاف أن قصص المجموعة “مفتوحة على تأويلات مختلفة، تطغى عليها الاستعارة والترميز والإيحاء والسخرية والغموض والغرابة، تتخللها لمسة شعرية وملامح الفلسفة العبثية. كل هذا يدل دلالة قوية على أن القاص رشيد شباري قادم إلى عالم القصة بأنامل واثقة وواعية بالهم الإنساني والذاتي، مسكونة بالقلق الوجودي، تدعو المتلقي إلى المشاركة في بناء الدلالة، وإعادة إنتاج النص إذ لا يعتبر القارئ مجرد مستهلك للنص بل مساهما في إنتاجه.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.