ملحِ الدموع، أو البصرة

السبت 2018/12/01
لوحة: دارين أحمد

مِن الشِّعر تعلّم النايّ معنى الخلاصَ من الوجودِ،

مِن الحياةِ تعلّمنا نحن أبناء السهول

والسهوب

ضرورة التنفس من حنجرةٍ موصدةٍ بالحروبِ

والحروق.

ومِن مفردةِ الموتِ؛

عرفنا نحن الشعراء كيف نخلقُ

المراثي.. ونبكي قصائد من دموع، وبضعةِ جثث.

كانتْ الأرضُ نفطًا في مقبرة،

وكنّا نحن الذين انحدرنا من الهورِ، ولسعات الظهيرة

مثل ملائكةٍ نرقص.. أو مثل شياطينٍ

على جراحنا ممسدينَ

غردنا بأقصى ما نملك من حناجر، حتى حلّقنا

وصارت دماؤنا مطرًا..

هتافاتٌ وتغريداتٌ

أزعجت من لم يشعر يومًا بجفافِ الفمَّ،

من كانت وسادته صلبةً كالحجر

لأنها لم تتذوق ملح الدموع.

في البصرةِ، علّمنا العالَم معنى أن يبصر..

أن يدوسَ بجزمتهِ الملطخة بالطينِ والتأريخ والجوعِ

على كل سياسيٍّ قاد البلادَ إلى الثمالة،

وعلى كل رجل عمامة

ومدعِ دينٍ، ونزاهة

أيُّها السياسيّ الحقير،

يا من لا يفقه دمعَ الأمِ وصراخ الطفل

إنه البصريّ يرقص الآن، فخف مِنهُ

ودمعة واحدة نُزفت من عائلةٍ في الجنوب

لن تدعك تنعم بما تحلم،

الأرض خُلِقت ليحلّق طيورها

لنكتب الشِّعر عن انسيابِ الماء بين بساتينها

لنغني مع أمهاتها أغاني فرحٍ وبهجة،

ليعيش شبابها، وتموت أنت!

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.