مهمات الشاعر
مهمات الشاعر لا تتغير بتغير الزمن أو التصورات الفنية أو غيرها، فالشاعر ابن وقته وبيئته من ناحية وابن ثقافته من ناحية أخرى، والشاعر المثقف على قلّتهم هو الذي يرتبط ويعرف وينتمي ويعبر ليتحول إلى كتلة واحدة لا تمفصل ولا تتجزأ، سواء في انحيازاته أو مواقفه أو قضاياه المتغير الوحيد هو سعيه الدائم للتطور الفني فقط.
فمن خلال ثقافته حتى ولو لم يكن ملمّا بلغة أجنبية على سبيل المثال يعرف جيدا ليس فقط التاريخ الإنساني من زواياه إنما كذلك تاريخ بلاده وواقعه ومستقبله ما يعني أولا أنه يأخذ موقفا ثوريا حتى ما قبل الثورات الحالية، ثانيا يعرف ما سوف تؤول إليه المنطقة وهنا أقصد المنطقة العربية بتداعياتها الحالية دون أن يرتدي عباءة الشاعر النبيّ أو يسقط في فخ المناسبات فنية كانت أم سياسية.
من هنا أيضاً يأتي الاختلاف بل والاختلافات بين شاعر وآخر ومبدع وآخر فهناك من كتب ويكتب وهناك من ينتظر كما يقولون حتى يهضم التجربة فمرت آلاف التجارب دون أن يكتب عنها شيئا وليس فقط ما يحدث الآن.