6 قصائد

الأربعاء 2022/06/01
لوحة: يوسف عبدلكي

خطأ في البدايات

نحن خطيئةُ الأسلافِ

نحيا دوما ًكرغبةٍ

ونخلقُ الأعداءَ.. كما الآلهةِ

 فصارَ لنا دخانٌ يشبهُ الدموعَ

ومدنٌ بحجمِ الألمِ

صارَ لناغرباءُ.. ومجانين

وموتى يحرسونَ السماءَ من الظلامِ

أيُّ ليلٍ كانَ سيوقظُ العدمَ؟

أيُّ قمرٍ سيبقى معلَّقا ًفوق مياهِ الحزنِ؟

لو وُلدنا بحاسةٍ واحدةٍ

لو أنّ خطأً في البداياتِ

صارَ عكّازاً للحقيقةِ.

 

نجمة السهوب

أسيرُ وظلٌّ أبيضُ يتبعُني ..

أسيرُ وصوتُ الغابةِ في رأسي يشبهُ العدمَ

كنتُ أفكّرُ في اللحظةِ الّتي انتظرتُها طويلا ً

في مَن ماتَ وحيدا..

وظَلَّ يغنّي تحت نجمةِ السهوبِ

***

 كان الظلامُ  ينزفُ ظلاما ً

وأنا  سائرٌ حيث لا أدري

إلى الغابةِ.. أم إلى العدمِ؟

أم إلى أغنيةٍ

تحت نجمةِ السهوبِ.

 

فانتازيا واقعية

دوران

ماذا لو كانتِ الأرضُ تدورُ بشكلٍ منحنٍ؟

أو كانتْ تشبهُ مثلثا ًكرويّاً ؟

هل ستنسكبُ العتمةُ على أيامِنا وكلماتِنا الملوّنةِ؟

أم أنّ ريحاً زرقاءَ ستبعثرُ أدورانا في كتابِ النهايةِ..؟

ربّما ستقفزُ الأسماكُ من الغيومِ

ربّما ستحفظُ الكلابُ جدولَ الضربِ

وتضربُ القرودَ على آلةِ البيانو

ربّما ستقفُ الطيورُ على  المسرحِ

وتغنّي لإنسانٍ بجناحين

لكن ماذا لو لم يكن كُلّ هذا؟

ماذا لو كانتِ الأشجارُ تحلمُ

دون أن يأتيها الكابوسُ على شكلٍ عاصفةٍ

وفي الحلمِ ذاته كُنّا نطيرُ..

 وأغنيّةٌ قديمةٌ في أفواهِنا..

عن البحرِ والغرباءِ…

وعن أرضٍ تدورُ إلى الأبدِ.

 

الرغبة

كُلُّ ما يشكّلُ حياتَنا..

ما يحدثُ وما يتحرّكُ الآن

تدفعُهُ رغبةٌ ما في البقاءِ

رغبةٌ لا شكلَ لها

تحدّقُ بنا من الأعماقِ

ثمّ تقودُنا كالأطفالِ

نحو ظلامِ الهاويةِ.

 

الحياة هناك

جدارُ الماضي  يتصدّعُ..

لتنمو الحياةَ في المساحاتِ الفارغةِ من أعمارِنا…

في ما لم نعِشْهُ… وما يمكننا أن نتخيّلَهُ..

في نومِنا… وهذياناتِنا المحمومةِ

في النهرِ الذي يفتتُ حجارةَ الخوفِ

أو في الريحِ التي تكسرُ أشجارَ القلقِ.

 

المرض

أحبُ الأجسادَ العليلةَ ..

تلك التي تتمرّنُ على فنِّ الموتِ

وتعيشُ الحياةَ إلى أقصاها

أحبُّ شغفَهم الدائمَ بأيامِنا الرتيبةِ

أحبُّ عيونَهم تلمعُ في الحرائقِ

أحبُّهم صخرةً تمزّقُ العاصفةَ..

أو وميضا ًشاحبا ًفي الذاكرةِ.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.