قصائد الحرب
من كآبة فبراير
صنعتُ ورقَ بيافرا شفافاً
ألفّ به هذه الترويكا.
**
المكان: طرابلس
التاريخ: 23 مايو 2017
الموضوع: لم يعد أحدٌ يسمع صوت البحر.
**
إنها الحرب تتعرّى
لن تروا دعايةً أرخصَ
لفنّ الموت.
**
تتفاقم الحربُ
بينما يتدلّى الشعبُ متخَماً
من النشيد الوطني.
**
دخان بكثافة حجر أسود يغطي المدينة البيضاء
عيون كحّل السُخام رموشها تحدق في لا شيء
وجنود قدماء يقارنون بين حربين.
**
مساء البارحة
مرّت رصاصة طائشة
ولم تصل بعد.
**
لم يعد هذا الطفل ينام..
كلما أغمض عينيه
تنهار به الأرض.
**
الصرخة الأولى كانت مثل شهقةٍ
ثم خيّم الصمتُ…
من يوقف الآن عويل الأرواح؟
**
لم يحدث شيءٌ
لقد متنا فقط
كما نفعل دائماً.
**
استعادت المدينة عافيتها…
غير أن أصواتاً مألوفةً ونداءات
تضجّ كلّ ليلةٍ من حطام مقهى الكورنيش.
**
بخبرته في الرقص
أراد أن يتفادى لغماً لا يُرى،
سَبَحَ في ضوء أبيض وشموس كثيرة.
**
اختبأتُ من الرصاصِ
خلفَ شجرة نخيل،
اختبأ ظلّي خلف الشجرة المجاورة.
**
بعد كل هؤلاء الآلهة الدمويين
يتهيّأ شعبُ الزومبي
للخروج من تحت الأنقاض.
**
ابتكر الميليشياوي محفظةً
يحشرها في جيبه الخلفي
تَسَعُ مدينةً بأسرها.
**
بعدَ أن مات
تذكّر الميليشياوي
أنه لم يكن حيّاً أبداً.
**
قال الكهلُ بائع البوخا لجيرانه الموتى
كان بإمكانكم أن تختبئوا
في برميل.
**
الطفلُ الذي يبحث عن أمه
تَبِعَ قطةً
قادته إلى معسكر الجرذان .
**
قال الجنديُّ وهو يبحث عن رأسه
لا أكسجين.. ويداي مبتورتان
لا يبدو الفوسفوريُّ مجدياً بعدُ.
**
عاد إلى البيت
لكن الحرب كانت تفاجئه
كلّما التفتَ.
**
ترتعشُ أطراف الولد الصناعية
كلما اقترب
من المدرسة.
**
صرت أحلم أنني بلا رأس
أمشي هكذا دون أن أعرف ما هو الوقت أو أين أنا
هل يجب أن أستيقظ الآن أم عليّ أن أمشي وأمشي.