الحالة المدهشة
نزار قباني شاعر مثل لنا في صبانا حالة مدهشة من الحرية على مستوى التعامل مع الأنثى، التي كانت فاكهة شهية محرمة، ومع الوقت اكتشفنا أن أسماء كبيرة من شعراء العالم العربي ما هي إلا فرع على أصل هو نزار.
لم تكن قصائده السياسية مثيرة بالنسبة إلي، فقد كنت دائما أشعرها دعائية رنانة بصورة غير عميقة، وغير ذات قدرة على التأثير، رغم نفاذ الرسائل التي كانت تحملها هذه القصائد إلى عمق مشكلاتنا، لكنه نفاذ يقترب من المقال الحماسي الساخر، مفتقدا جزءا كبيرا من الطاقة الفنية للقصيدة ولعل ما يؤيد هذا التصور أن الذي تبقى ويزداد جمهوره هو الشعر الإنساني الذي يتناول العلاقة بين الجنسين.
وأذكر أن وفاة نزار كانت صدمة لنا رغم معارضتنا في هذا الوقت للكثير مما يكتب، توفي نزار في أثناء مؤتمر لأدباء مصر، وجاء الخبر في إحدى الندوات، ولاحظت صدمة على الوجوه تشير إلى أن نزار قباني كان ركنا أساسيا في تكوين كل فرد في القاعة، وإن بصورة غير واعية. بعد عشر سنوات يبدو لي نزار قباني حالة فريدة في الشعر العربي، ليس مطلوبا من أحد أن يستنسخها.