أمهات صغيرات وجميلات
دُون مِظَلَّةٍ وَاحِدَةٍ
سَتُمْطِرُ
قَبْلَ أَنْ أَحْكِي لكِ عَنْ وَلَعِي بِرُومِي شَنَايْدِرْ
وَالفُلْفُل الأَحْمَر فِي الشَّفَةِ السُّفْلِيَّة
وَعَنْ شَامَتِكِ
لَمْ أُخْبِرْكِ – قَبْلاً – كَمْ أُحِبُّ أَنْ أَعَضَّ شَامَتَكِ:
أُغْمِضُ عَيْنيّ مِثْلَ عَاشِقٍ، وَأَمِيلُ بِوَجْهِي قَلِيلاً
حَيْثُ تَكُونُ فِي مُتَنَاوَلِي تَمَامًا
وَمِثْلَ حَلَمَةٍ صَغِيرَةٍ، أَعَضَّهُا
بَيْنَمَا تَعْبَثِينَ بِهَاتِفِي
وَتَسْأَلِينَ بِجِدِيَّةٍ: “لِمَاذَا لاَ تَجْمَعُكَ صُورَةٌ وَاحِدَةٌ مَعَ الله؟!”
سَأَضْحَكُ رُبَّمَا
وَرُبَّمَا أُدَاعِبُ ذَلِكَ الوَادِي المُمْتَدَّ فِي ظَهْرِكِ حَتَّى الخِصْر
بِأَوْسَطِ وَاحِد
وَأَتَعَجَّبُ؛ كَيْفَ يُمْكِنُ لِخِصْرٍ أَنْ يُشْبِهَ مُوسِيقَى الجَاز!
سَتُمْطِرُ بِالتَّأْكِيدِ
وَنَحْنُ لاَ نَمْلِكُ مِظَلَّةً وَاحِدَةً
سَيَكُونُ هَذَا مُلاَئِمًا
كَيْ لاَ تَخْلَعِي مِعْطَفَكِ أَبَدًا
حِينَهَا فَقَطْ، لَنْ تُفَاجِئَنِي الرَّائِحَةُ
أَوْ تُعَذِّبَنِي فِكْرَةُ )مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ نَفْعَلَ بِالمُوسِيقَى(
وَمَعَ ذِهْنٍ صَافٍ هَكَذَا
سَأُخْبِرُكِ أَنَّ اللهَ قَدْ نَسِيَ أَنْ يُطْعِمَ الفُقَرَاءَ
لِسَنَوَاتٍ
وَأَنَّ الجِنِرَالَ قَدْ أَكَّدَ فِي خِطَابِهِ الأَخِيرِ: “أَنَا هُوَ الخُبْزُ الحَيُّ
الذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ”
المَطَرُ يَا حَبِيبَتِي لَنْ يُنْقِذَ الأَرْضَ
لَكِنَّهُ رُبَّمَا يَغْسِلُنِي
مِنْ طَعْمِ شَفَتِكِ الحَارِّ
وَرَائِحَتِكِ التِي تُشْبِهُ النَّارَنْج.
غياب
لَنُ تُلاَحِظَ الأَشْيَاءُ غِيَابَنَا أَبَدًا
لاَ الضَّوْضَاءُ التِي صَنَعَتْهَا أَسْمَاكُكِ المُلَوَّنَةُ
وَلاَ اللَذَّةُ التِي حَشَوْنَاهَا بِالحَرِيرِ وَالنُّشَارَةِ
حَتَّى أَنَّهَا لَنْ تُلاَحِظَ المُوسِيقَى
التِي تَمُرُّ بِخِفَّةٍ مِنْ أَمَامِ المِدْفَئَةِ
أَوْ جِوَارَ شَجَرَةِ عِيدِ المِيلاَدِ
الشَّجَرَةُ التِي اشْتَرَيْتُهَا لَكِ
لِتَأْكُلِي تَحْتَهَا الشِّيكُولاَ
وَتُعَلِّقِي عَلَيْهَا جَوَارِبَكِ الطَّوِيلَةَ
لِيَمْلَأَهَا بَابَا نُوِيلْ بِالحَلْوَى
كَانَ يُمْكِنُ أَنْ أَكْتُبَ
عَنْ سَاقَيْكِ الرَّائِعَتَيْنِ
أَوْ عَنْ شَعْرِكِ الذِي قَصَصْتِهِ
لِأَوَّلِ مَرَّةٍ
لَكِنَّهُ السَّرِيرُ
الذِي يَبْتَسِمُ فِي سَعَادَةٍ
سَعَادَة الأَشْيَاءِ التِي لَنْ تُلاَحِظَ غِيَابَنَا
أَبَدُا.
جثة قديمة
لَمْ يَمُتْ لِي أَحَدٌ اليَوْمَ
لَكِنَّنِي – كَالعَادَةِ – أَتْرُكُ النَّوَافِذَ مَفْتُوحَةً
وَأَتَخَيَّلُ أَنَّ الذِّكْرَيَاتِ سَوْفَ تَسِيلُ
عَلَى مَهَلٍ يَكْفِي لالتِقَاطِ صُورَةٍ وَاضِحَةٍ.
لاَ بُدَّ مِنْ مُبَرِّرٍ – أَحْيَانًا – للتَّعَاسَةِ
عَلَى الأَقَلِّ مِنْ أَجْلِ حَبِيبَاتِي
اللاّتِي أَصْبَحْنَ أُمَّهَاتٍ
مَشْغُولاَتٍ – رُبَّمَا – فِي المَطَابِخِ
أَوْ يَحْمِلْنَ أَطْفَالَهُنَّ إِلَى العِيَادَاتِ – فِي وَقْتٍ مُتَأَخِّرٍ –
دُونَ أَزْوَاجِهِنَّ الغَيُورِين
بِكُرُوشِهِمْ الكَبِيرَةِ وَوُجُوهِهِمْ التِي تَبْدُو فِي جَلاَلِ جُثَّةٍ قَدِيمَةٍ
أُمَّهَاتٌ جَمِيلاَتٌ وَصَغِيرَاتٌ
لاَ يُشْبِهْنَ أُمَّهَاتِنَا
وَلَمْ يَمُتْ لَهُنَّ أَحَدٌ اليَوْمَ.
المَوْتُ عَاطِلٌ هَذِهِ الأَيَّامَ
بَيْنَمَا الذِّكْرَيَاتُ
تَعْبُرُ مِثْلَ سُفُنٍ رَاحِلَةٍ
وَلاَ نَسْتَطِيعُ اسْتِبْدَالَهَا بِكِتَابٍ أَوْ لَوْحَةٍ.