أصوات اللحظة الراهنة
«من استراتيجيّة العطش إلى بحيرة الدّماء» بهذه الكلمات علق الشاعر احمد ضياء على حال البصرة والبصريين ومعهم العراقيون جميعاً، في اللحظة البصرية المشتعلة ويضيف «لسنا صبورين بالقدر الكافي لكننا صبرنا طيلة الفترة الماضية.. والآن يأتي السؤال: لماذا نثور؟ لماذا نقتل؟ لماذا لا يسلط الضّوء على خطاباتنا؟
من هي الجّهة المستفيدة؟ ربَّما إنَّ سلسلة الدّماء الّتي شهدها العراق مازالت غير كافية لأرضه، فمن نكبة إلى أخرى بدأت التّشظّيّات تحيل هذا المكان إلى قطعة من العنف، ولعل العنف ارتبط باسم العراق لذا يكنى بشيء مجاور، ألا وهو (أرض السّواد)، فالسّواد الّذي لحق به ظل مواكباً لكل صورالمعيش، الأمر الّذي جعل منه منطقة صراع دائم لأجل الوصول إلى منافذ مجاورة، ومن منافذ الدّماء تلك وهذه تولّد دافع آخر عني بتشكيل حراك ثقافي/شعري خرجوا به على العالم.
ظهرت الثّورة البصريّة عبر مؤازرة ثقافيّة هامة في المحيط البيئي، الأمر الّذي زاد من حضور وعزيمة هذا المكان لما فيه من مواقع هامة في الورش الثّقافيّة، ورغم التّهديدات الكثيرة الّتي وصلت عبر الإنبوكس، إلّا أن هذا الأمر لم يشفع للوسائط الإلكترونيّة من مجابهة هذه القضيّة الإنتاجيّة العامة السّاعيّة دائماً إلى ترشيق الكثير من البؤر واقتضى هذا التّداعي نهضة شعريّة مصاحبة لتلك الثّورة. هنا ملامح منها.
هذا في الصفحات التالية قصائد شعرية كتب جلها في غمرة الحريق الذي اشتعل في البصرة من شدة العطش. العطش إلى الماء والعطش إلى الحرية والعطش إلى الحياة الطبيعية. شعراء غاضبون، شعراء اعتبروا الكتابة حنجرة العاشق وقد أنشدوا لأجل البصرة العظيمة أم النخيل وبيت الجداول وبوابة العراق على المجد المحترق بنار الكراهية ولكنه المجد المقيم ابداً في كل ملمح من البصرة المطلة على شط العرب، والمقيم، قطعاً، في أمهات الكتب.