أكتب الشعر لأزيد في القبيلة عدد المجانين
بسيرة باذخة بحيث أمكِّـن القصيدة من أن تُحدثَ ارتطاما بالوعي الجمعي لتُفرِغَه من سلالة الديدان المهيمنة في الذاكرة على أنني لا أزعم أنني قادر على فعل شيء جديد، ولا أزعم أبدا أن بمقدوري إنشاء أو تأسيس مشروع. أو أنني قد أسست مشروعي الخاص، ببساطة لأنني ما زلت في مطلع الكتابة.
سأزعم أنني أول عضو في جماعة السبعينات الذي استدعى النصوص الصوفية إلى القصيدة في اليمن.. وكنت أتمنى على النقاد أن يلتفتوا إلى هذا الملمح.. وما زلت أكتب النِفّري والحلاج وغيرهما في قصيدتي.
لست أنا فقط وإنما أعتقد أن جل الشعراء لا يمكن أن يتصوروا الشعر من دون أدونيس وسعدي يوسف.. وهل يمكن لأحد أن يتصور الحركة الشعرية من دون وضع محمود درويش على رأس القائمة! ثمة أيضا وديع سعادة وسليم بركات وسرجون بولس. وأعتقد أن بدر شاكر السياب ـ بعد أن سال حبر كثير وجرت مياه كثيرة ـ مازال يحضر بقوة في الوعي الشعري العالمي وليس العربي فقط
أضحك كثيرا من هذه الجملة لا بل أهزأ بها ففيها من الافتئات الكثير.
اسمح لي يا صديقي الشاعر الجميل نوري أن أختلف معك قليلا بشأن عزوف أصحاب التجارب اللافتة إلى الصمت. أظن أن هؤلاء الشعراء حين أحسوا بأنهم لم يعودوا قادرين على القول ذهبوا في صمتهم. منطلقين ـ كم أزعم ـ من إحساسهم بأنهم أكملوا ما لديهم أو بعبارة أدق استنفدوا ما لديهم واستوفوا شروط صمتهم! أما غرائبية الواقع فهي ماثلة للعيان منذ زمن بعيد وليست جديدة بحيث يتصادم وعي الشاعر مع هذا الواقع الغرائبي. أوليس الشعر في وجه من الوجوه صيغة غرائبية للوعي بالعالم .