إنسان ما قبل العالم الشبحي
ليس من اليسير، أو حتى الساذح، تقبُّل أن تمّر جائحة فايروس كورونا المستجد، التي ظهرت في مدينة ووهان الصينية، وكان تأثيرها فادحًا، دون تغييرات – ربما – قسرية، على الإنسان؛ حيث أصابت الجائحة – وقت حدوثها مع بدايات شهر مارس مطلع هذا العام بعد أن خرج عن نطاق مدينة ووهان الصينيّة التي بدأ فيها من أواخر ديسمبر 2019، واستحكم على المدينة في يناير 2020، حيث أغلقها تمامًا وصارت معزولة- الحياةَ في كثير من بلدان العالم بالجمود، وَرَدَّت الجميع إلى داخل الحدود الآمنة، بعدما كانت الحدودُ والأماكن والأزمنة قابلة للاختراق (من وإلى) في أي وقت، حينما يريد الإنسان.
ولكن مع تفشي الوباء، وتحوّله إلى جائحة، صار كلُّ شيءٍ بحساب، بل ومرهون للغيبيات، فلا أحد يعلم متى تتوقف ساعة الحظر والحجر الصحي، وبالمثل متى تُعلن ساعة العودة – كما كُنّا – إلى الحياة الطبيعية كأنّ شيئًا لم يحدث. فالشيء المؤكّد أن بعد انتهاء الجائحة، سيكون هناك شيء – ولنكون أكثر صدقًا، فلنقل أشياءَ – تغيّر (تغيرت)؟ وحجم التغيّر – مع الأسف – سيكون مهولاً جدًّا.
في عدد شهر حزيران الماضي 2020، طرح الشّاعر نوري الجرّاح في كلمته “رسائل إلى كائنات المُستقبل” وقد تَصدَّرتْ مفتتح العدد الـ65 الذي حَمَلَ عنوان “إنسان العصر الكوروني”؛ تساؤلات جوهرية عن علاقتنا بما بعد كورونا! تساؤلات تتأمّل الما بعد، لا تتوقف عند اللحظة الآنية، وإنما تتجاوز الجائحة (زمن العزلة (أو) الزمن المتجمّد كنقيض للزمن السائل عند زيجمونت باومان) إلى ما بعد (زمن الانفراجة، زمن الانطلاق من العزلة إلى حياة ما قبل العالَم الشَّبَحِي اللاحركة).
التساؤلات تتصل بذات الإنسان (المعزول)، فتأتي على هذا النحو “هل سنكون نحن أنفسنا التي عرفناها قبل أن نلوذ بالبيوت، وعلاقتنا بأجسادنا”، وأيضًا بعلاقته بالآخرين، على المستوى المادي (في العمل وشكل العمل، وعبر التلامس والتصافح والتعبير عن المشاعر، وفي علاقتها بالسلطة، ومناهضتها بالاحتجاج، ولو بسلمية الخروج والاحتجاج الصامت) بعد بُعْد المَسافة (الحاجز) التي وُضِعَتْ بينهم في التعاملات، وعلى المستوى المعنوي (في شكل الحبِّ، وما الذي سيبقى من فكرة الحبّ، في ظلّ الحَذر المُشْهر كسيف مُسَلّط عليهم، من فكرة الوقوع في خطأ التلامس غير المقصود، وأيضًا علاقته بالأشياء التي انقطع عنها – ذاتيًّا (خشية الإصابة) وإجباريًّا (بما فرضته الدول من سياسات احترازية كتدابير وقائيّة للحدّ من انتشار المرض) – كالمقهى والشارع والمطعم والسوق والباص، بصورة موسّعة يتساءل: كيف سيكون شكل عالمنا في المستقبل؟ وكيف سيكون شكل التواصل والتفاعل المجتمعي في ظل علاقات القوة والضعف والخلل في المعايير؟
تساؤلات تُنُبئ – قبل كل شيء – عن ذعرٍ حَقيقي – وليس مُجرد مخاوف – ممّا حدث؛ تساؤلات بعضها نتاج حسّ الشّاعر المرهف، وكثيرها نِتاج دلالات المنطق وقراءة واعية لتأثيرات الجائحة وما بعدها، خاصة وكل النبوءات تشير إلى كارثة مُحدقة (تقترب بدرجة ما من المأساة)، فقد تمكن هذا الفايروس من تكبيل حركة الناس، وشل كافة أشكال التواصل، باستثناء التواصل الافتراضي.
وفي ضوء هذه تأتي التساؤلات كنظرة استشرافية – وإن كانت قَلِقَة – لتأثيرات ما بعد الجائحة الفادحة على الحياة برمّتها. قد نشاركه هواجسه ومخاوفه، وفي الوقت ذاته نخالفه ذعره ونركن إلى اعتبارها ستكون بمثابة الفعل المحرّض (كدأب الأزمات في إحداث تغيرات جوهرية في حركة البشر والتاريخ والأماكن أيضًا) لطرح منتوجات أدبيّة وفنيّة وفكريّة، تتبع التحولات منذ لحظة ما قبل ثمّ لحظة الوقوع في الجائحة انتهاء باللحظة الحاسمة لحظة (الما بعد).
تعليق مؤقت
عنوان المقالة يشي بنبوءة ولادة كائنات جديدة وفق تسميته “كائنات المستقبل”، هي إفراز لحالة (ما بعد) الجائحة؛ تحمل سمات مغايرة عن تلك التي يحملها إنسان (ما قبل)، وإنسان زمن الجائحة (إنسان العالم الشّبحي إن شئنا التوصيف الدقيق). وكأننا نجزم بحدوث تحولات جذرية ومتغيرات ملموسة، سوف نشهدها ما أن تأتي لحظة الإعلان المرتقب التي ينتظرها كل إنسان حول العالم، بما تحيله من فكرة الخروج والخلاص: الآن انطلقوا “يمكنكم الآن أنْ تخرجوا من عزلاتكم في البيوت”.
التغيّرات المرتقبة والمتوقعة في آنٍ واحدٍ، ليست على مستوى الواقع وتعاملات الدول فيما بينها، مقارنة بمفاهيم الأُسرة الدوليّة، والمجتمع المفتوح، واللاحدود التي كانت سائدة ومنظمة لنوع العلاقات بين الدول بعضها البعض، وإنما على مستوى التكوين النّفسيّ للذّات، وبما يؤهلها إلى صوغ تجارب جديدة تُعبّر أو تتعايش مع هذا الواقع الجديد، الذي ولدت فيه هذه الذات، أو بمعنى أدق للذات المُنْسَلِخَة عن أخرى عاصرت الجائحة أو اكتوت بنيرانها؛ أخطارها، مخاوفها، وساوسها، أحلامها بالعثور على العلاج، ثمّ تهاوي الأحلام إلى كابوس الفشل، وكان لا بدّ لها استجابة للإكراهات وممارسات الجائحة ذاتها، وأهمها حالة النفي أو الإقصاء الذاتي (خشية من حمل العدوى) والإجباري (بفعل مناشدات الحكومات، بالبقاء في البيت، تحقيقا للسّلامة، ومَنْعًا لتفاقم الجائحة ونِسَب الإِصَابة والعدوى)، أو ما يمكن تسميتها بانقطاعات الحياة.
الانقطاعات – على نحو ما أشار الدكتور شاكر عبدالحميد “كورونا وانقطاعات الحياة 2. صدع في الزمن يستدعي فرويد وهيجل” – شملت قطاعات عديدة، لا تبدأ بالطلاب وانقطاعهم عن أماكن دراساتهم (مدارس، معاهد، جامعات)، وأيضًا انقطاعهم عن تواصلهم مع عالمها السّابق (الملموس: أستاذ وقاعات درس، وأصدقاء طلاب، وكتب) وانتقالهم بقفزة جديدة، إلى التعليم عن بُعد، وأيضًا انقطاعات ممارسة الرياضة المختلفة في النوادي، والأمر لا يقتصر على اللاعبين وإنما شمل أيضًا الجماهير، وانقطاعات عن الذهاب إلى دور العبادة وأداء المناسك على اختلافها؛ إسلاميّة (المساجد، والعمرة، وهناك إمكانية منع الحج لهذا العام)، مسيحيّة (إقامة القداسات والصلوات في الكنائس)، يهوديّة (الشعائر والطقوس اليهودية في الكنيس). إضافة إلى انقطاعات العالقين، بصعوبة عودتهم إلى أوطانهم، وهو ما فاقم من حجم المأساة.
المؤكد حقًّا أن كل شيء أصبح في حياتنا ليس كما ينبغي له أن يكون، وبناء عليه، فكل التأثيرات الناتجة ستكون مُتعلِّقة بالحياة المُعَلَّقة أو الحياة المتوقِّفة، التي عِشنا رُعبها، ونحن نشاهد الخَطر يُحدق بنا، يقترب منا، دون أن تكون لدينا القدرة على أن نَذودَه عنّا أو أن نحتمي من ضرره، سوى بالكمامات والقفازات والمطهرات، فقط صارت أبصارنا شاخصة بعدّادات الإصابات ونسب الأموات والشفاء.
اللافت للانتباه أن ما أظهره الوباء من عَجز وضعف أمام سطوته مع أنه فايروس صغير لم يقتصر على الإنسان العادي، أو العلم، بل شمل – أيضًا – الأبطال الخارقين؛ الذين كنّا نراهم يُحلّقون ويطيرون ويتسلّقون الأبنيّة العالية، بل ويتدخلون بكلّ يُسر وسهولة لإنقاذ البشرية أو إعادة التوازن لها (أيرون مان أو يتدخل الإله ثور ليقف بوجه كائنات فضائية من كوكب آخر، وقد يصل الأمر إلى استخدام قدراته الخارقة المغناطيسيّة؛ ليوقف حربًا نووية كما في “ماغنيتو فصاروا مثلنا لا فرق بيننا وبينهم في العجز وانتظار الخروج من هذا المأزق.
بل صوّرهم البعض في صورة لا تقلُّ مأساوية عنّا، وهم يرتدون الكمامات، وعاجزون عن التنبؤ بالقضاء عليه، على نحو ما كانوا يفعلون بما يدمر البشرية ويهددها سلامها، بل هناك مَن ذهبَ إلى أبعد من هذا على نحو ما فعل كاتب الأطفال جيمي ماكجاو باستلهام حكاية كورونا في كتاب للأطفال، فجعل الأبطال الخارقين في كتابه المعنون بـ”حتى الأبطال الخارقين يبقون في المنزل”، يقومون بأشياء خارقة أثناء البقاء في المنزل، في صورة موازية لصورة الرجل المعزول في المنزل. الآن، هم محلك سرّ مثلنا! لدرجة أن إحدى القنوات الروسية عرضت لمجموعة من فناني الشارع بملابس الأبطال الخارقين، الذين كانوا يكسبون قوت يومهم بعروضهم لشخصيات شهيرة مثل “بات مان وسوبر مان وأيرون مان” وهم جالسون في الشارع يتلقون المساعدات، وهو ما يعني أن هذا الفايروس اللعين ساوى بين عجز الإنسان وبين عجز ما صنعه من أسطورة لأبطال خارقين، يحقّق بهم ما عجز عن بواقعه، فتساوى الواقع والخيال في العجز.
الأفواه المكمّمة
تساؤلات الجرّاح التي طرحها لم تفقد وهجها أو حتى راهانيتها، ففي ذات العدد أجاب سعيد خطيبي عن بعض هذه الأسئلة في مقالته المعنونة “إنسان ما بعد كورونا: في شعرية الأفواه المُكمّمة” بل قدّم تصوراته لهذا الإنسان الذي شكّلته وأسهمت في تكوينه الجائحة بشكل مباشر. وإن كان يعترف مبدئيًا أن هؤلاء البشر الذين أفرزتهم الجائحة، ووصفهم بـ”الخنوع” – وبمعنى غير مهين لفعل الخنوع جعله ذاتيًّا وليس فوقيّا فعبر بقوله – الذين “ارتضوا الخنوع، هم الأبطال الحقيقيون في مواجهة كورونا”.
فمع هذا التوقُّف – عن ممارسة الحياة والدخول في موجة الانقطاعات – غير المُعلن زمنه، صار لدينا إنسانٌ جديدٌ، لا يختلفُ عن الفايروس في تطوره وتنوّع وظائفه، بل صار – بتعبير سعيد خطيبي –أكثر قابلية للطاعة، أكثر إذعانًا “يتذلّل من أجل خبر سار، ولا بأس أن يكون شائعة، يوحي بأن الجائحة في تناقص وأن عدد الذين نجوا من الفايروس في تزايد، (فلقد تضاءلت أحلامه لدرجة أنه) لا يحلم سوى بالشّيء الضّئيل، ليس يُمنّي نفسه التوصّل إلى لقاح أو إلى دواء حاسم”.
الصورة التي رسمها سعيد خطيبي لهذا الإنسان الجديد، المُسمّى بإنسان ما بعد كورونا، صورة سلبية، صورة مُنفّرة، بالطبع لا تشي بالحميمية أو تدعو – حتى – إلى مجرد القُرب، بل على العكس تمامًا، تضع حاجزًا، بل تستدعي تلك الحواجز التي طُبع عليها في وقت الجائحة، لتجعله على مسافة (ما) مع الآخرين، حتى لو كانوا أقرب ما لديه ويشاركهم الحياة داخل حيز مكاني محدّد بأطر وأبعاد، صار المكان الآمن والملاذ الحقيقي في وقت الشدائد والنكبات.
فمع الأسف خرج الإنسان الجديد مشوَّهًا غريبًا عن ذاته وعن جماعته، فقد صار فرديّا، لا يفكّر إلّا في ذاته وخلوها من الإصابة. وكذلك افتقد الأواصر الاجتماعيّة، والمسؤوليّة التي يفرضها موقعه في مجتمعه، ونأى بنفسه عن الآخرين، لا يُفكّر إلا في ذاته، ويُعادي مَن يُعرّضها للخطر، بل يتخلّى عمّن يسبّبُ له الأذى (أكدت بعض التقارير أن الكثير من ذوي الأموات المصابين بكورونا رفضوا استلام جثامينهم خشية العدوى). والأهم أن الجائحة نجحت في “هدم كثير من القيم المثالية التي آمن بها” كهدم فرضية العيش المشترك، وهو ما يُعزّز مِن خلق صفات أكثر سلبيّة وهدميّة كما تتمثّل في تولّد سياسة الخوف الذي سيحوّلنا إلى جُبناء، والذي سيقود حتمًا إلى إذكاء نيران الكراهية لدى الآخر، الذي يعتقد أنه حامل للفايروس أو حتى سببه. كما لاحظنا في معاملة كثير من بلدان العالم للشباب القادمين من بلاد آسيوية، أو ما ظهر في استعارة الرئيس ترامب “الفايروس الصيني” بكل حمولاتها السياسية، ودلالتها الإقصائية التي تشير إلى اتهام صريح ولصق الداء بالصين. وهو ما لا يُحَمّلُهَا عداءً فقط، بل وربما – يفرض- جزاءات عليها، لما سببته من كوراث بانتشار المرض وتفشيه في مناطق كثيرة من العالم، بسبب سياسة التعتيم الشيوعي التي مارستها دكتاتوريتها المُستَبِدَة.
وبالرغم من كل هذه السّلبيات إلّا أنّه يخرج بإيجابيات لهذه الجائحة،و بالطبع تحصّلت عليها دول الاستبداد بزيادة آليات القمع، ومصادرة حُرية الاحتجاج والرفض، وفرض القيود على مَن وصفتهم بالمخرّبين، وغيرها. لكن – في الأخير – هذه رؤية سلبيّة لم تكن تقصدها – أو تشير إليها ولو بطرف خفي – تساؤلات الجرّاح، فقد كان ينظر إلى أبعد من هذا، أو حتى أبعد لحالة العويل والندب التي أقامها عبده وازن في قصيدته “ذئب كورونا” فليس المطلوب أن نتباكى ونشاركه لومه وعتابه لخذلان العالَم لنا “تبًا لك أيها العالم/يا من نسميك العالم الأول/تبًا لترسانتك النووية/تبًا لثورتك التكنولوجية الهائلة /…” .. إلخ، من ندب وعويل على خداع هذا العالَم الأوّل لنا، وعجزه باختراعاته أن يَقينا مِن فَتكِ هذا الوباء الذي يَنَقَّضُ على أبناء الأرض “يحصد رؤوسهم كسنابل قمح/ينقض عليهم كما النسر على الفرائس/يعزلهم في الخواف داخل الأسوار”.
الجرّاح عبر أسئلته يطمح إلى إجابات تتناسب ومقاصد هذه الأسئلة النبيلة وجديتها في الوقت ذاته، يحتاج إلى إجابات مقنعة عبر وسائل تعبير تحلّق برؤى وأفكار أكثر عمقًا وتفيض جمالاً، تجعل من هذا الوباء الكابوس نافذة مشرعة على الحلم، والأمل وأيضًا تقاوم فكرة التحجيم والتقييد اللتيْن سعت السلطات لاستغلالهما ضدّ معارضيها، على نحو ما فعل فنانو الشارع، بجعل هذه السلطات مُستباحة في رسوماتهم.
يأمل الجرّاح بأن يكون لدينا وعي جديد – على قدر طموح الأسئلة المُصاغة والأجوبة المرتقبة – ورؤية أكثر صدقًا وتعبيرًا بما حاق بنا، وهو ما نلحظ دلالاته المتعدّدة في صور الغرافيتي الأكثر تعبيرًا، فالانقطاعات عن مواصلة الحياة أو ممارسة اليومي والمعيش بصخبه وهدره وسقمه لم تَحُلْ بين الفنان وإبداعه، فمارس هوايته وإن استلهمَ الجائحة في رسوماته فكسر سلطة العزل المفروضة عليه، والتي تعني في نسقها المُضمر كسرًا أو خرقًا – موازيًّا – للسلطة وقوانينها.
فقد استبدلّ الجرافيتي فراغ الشوارع والعالم بلوحات ملأت هذا الفراغ وحولته إلى رسائل مضادة، بل كان أكثر تعبيرًا عن خطورة هذه اللحظة الانعزالية، وما سببته من كوراث داخل حيز المكان الآمن، أو المكان الأليف بتعبير باشلار، فصار مكان العداء والصراعات، فنقل الغرافيتي عنف الداخل الخفي كما ذكر عمّار المأمون في مقالته “لم يبق في الشوارع إلا جدران الغرافيتي: لا أحد هنا ولا هناك”، وفي الوقت ذاته أعاد الفراغ الذي خلّفه الانعزال المنزلي والحجر الصحي، السلطة لفناني الشارع الذين ناصبتهم الحكومات العداء واعتبرتهم “مُخرّبين”.
وبقدر ما استطاع هذا الفن أنْ يَكْسِرَ العُزلة المفروضة ويتمرد عليها، تأمل الأسئلة أنْ تجد لها أبوابًا مشُرعة لكسر النمطيّة في الكتابة والتحليق بها في رحاب عوالم جديدة، على قدر جسامة الحدث وهوله وما سببه من رعب، تستلهمه تارة وتجادله تارة أخرى، وتحوّله إلى فعل مقاومة – تارة ثالثة – تتغلب بها على آثار الفاجعة، أو ما يمكن أن تتركه على إنسان ما بعد كورونا الذي يختلف – قطعًا – عن إنسان ما قبل العالم الشبحي!