البصراويّون

السبت 2018/12/01
الفنان فيصل لعيبي

لا ميناء يُطلّ على الصحراءِ

وليس البحر سوى هذا الميناء!

***

أيتها السماء!

لسنا محتاجين ملائكةً تنزل ثانيةً

هذي الأرضْ

شبعت جوعاً ودماً يكفي

إنّا نحتاج الى مطرٍ منكم لا غير!

***

بالأمس تمنيت الموتَ:

دخلت إلى مقهاي، ولم يعرفني أحدٌ

وأنا لم أعرف أحداً في مقهاي

أُكرّر: في مقهايْ!

صرنا غرباء جميعاً، والغربةُ موتٌ حيٌّ!

كلٌّ مِنّا في قبرٍ، لا قبرَ لاثنينْ!

ولذا أوصيت بأن أُدفن، ميتاً أو حيّاً،

في مقبرة الحسنِ البصريّ

وليس “هناكَ”…

فنحن البصريين نخاف الغربةَ

حتى بعد الموت!

***

في حُلم من أحلامي، خيّرني ربّي أن أمسح عن الوجود

واحدةً مِن اثنتين: هولندا أو قطر!

وحتى من دون أن أرمشَ متردداً أبقيت هولندا

لأنها قدمت إلى عيون البشر ثلاث متعٍ ملوّنة لا تُفنى:

رامبرانت، فان كوخ، وستار كاووش العراقي

ثم أنها لم ترسل إلينا، بالبريد المسجّل، أيّ إرهابيّ هولنديّ!

***

لا تبكي يا أمَّ المغدور

فلسنا أحياءَ بما يكفي

حتى نرثي الأموات!

***

تعبي لا يصلح للشغلِ

أنا أرباحي فادحةٌ مثلُ خساراتي!

يا ربّي!

كم كنّا، منذ طفولتنا، نحن الشعراءَ

نؤجّل قبحَ الكون!

***

ما صِمتُ سوى ساعات طولَ حياتي..

لم أكمل أبداً صوم اليوم

لأنّي لا أتحمل ذلّ الجوعِ

ولو من أجل الجنة!

وأنا لا أتحمّل ذلَّ الأكل “هناكْ”

أعني أن تأكل مجّاناً، تحت الأعينِ

مثل الأسرى!

***

وأنا لا أخشى مِن قاضٍ، فأنا محكمتي:

أستيقظ في نصف النوم لأبكي أخطاءَ نهاري!

***

وأنا معروف في البصرة منذ صباي

أنا كنت الأنحف والأنحلَ بين الفتيانْ

والبصرة، منذ الجاحظ، فيها الاثنانِ:

نخيلٌ ونحيلٌ للآن!

شاعر وكاتب

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.