الشاعر‭ ‬وقرينه

الأحد 2015/03/01
تفصيل من عمل للفنان ياسر أبو الحرم

كان لي صديق، وكان قارئ شعري أيضاً، ما إن أنتهي من كتابة قصيدة حتى كنت أرسلها إليه على الفور‭.‬ كان صديقي وكان قارئي الأول، كان يمكن أن أرسل له قصيدتي التي كتبتها قبل قليل لولا أنه مات قبل سنتين، قُتل، ابتلعته رصاصة في بيته‭.‬ مات صديقي، وماتت معه قصائدي‭.‬‬‬‬

هو ، بطريقة ما، له يد في هذه القصائد، شاركني كتابتها على نحو ما، ففي ظني أن الشاعر يكتب لقارئ واحد في ذهنه، قارئ مثاليّ، نموذجيّ، وسيكون الشاعر سعيداً لو اكتسى هذا المثال لحماً وصاراً إنساناً، وسيغدو محظوظاً بحقّ لو قيضت المقادير لهذا المثال أن يكون صديقاً‭.‬‬

وأنا كان لي صديق وكان قارئي، وكنت سعيداً به ومحظوظاً، قبل أن يموت، قبل أن يدخل مجهولون إلى بيته ويطلق أحدهم عليه النار ويجعلني أنا وشعري يتيمين‭.‬‬

في منتصف ثمانينات بغداد أعطيته قصيدة قصيرة جداً كنت كتبتها تواً وكنت متردداً بشأنها (وإذا كان الشاعر عمره ثمانية عشر عاماً فإن تردده فضيلة)‭.‬ هذه هي القصيدة بتمامها:‬

“دائماً كنت أمضي هناكَ

وأشعر أني هنا،

ربما حين أبقى هنا

سوف أشعر أني هناكْ‭.‬‬

مفزع أن تكون هنا

مفزع أن تكون هناكْ”‭.‬‬

القصيدة ساذجة؟ نعم، وأزيدكم أن هذا القلق “الوجودي” المرتبط بالمكان، قلق زائف، فقد كنت طالبَ كلية فنون كسولاً، وكانت حربنا مع إيران، ولم أكن سافرت خارج حدود بغداد لأحظى بفرصة اختبار الـ”هنا” والـ”هناك”‭.‬ كنت فتى غراً يكتب الشعر ويتفلسف فيه مقلداً كبار المعذبين بقلق الإقامة والترحال‭.‬ فأولئك الشعراء المطعونون بعدم راحة أبديّ، المحترقون في نأيهم كما في مكمنهم الأليف، جاء صبيّ بطر وسطا على ثمرة عذابهم‭.‬‬‬‬

مع ذلك، فالقصيدة القصيرة حطتْ بين يديْ صديقي ـ قارئي كما لو أنها معجزة، اضطرب بها، حفظها سريعاً، كتبها بخط يده، قرأها على أصدقائه في الكلية، حلم بها، قالها لحبيبته، عاشها، اختبر قلقها‭.‬‬

هو الذي كان مثلي تماماً لم يغادر محافظته إلا إلى بغداد، ولم يترك بغداد إلا إلى محافظته، لم يترحّل بعدُ، كان فتى غراً يريد أن يقلق، وقع على ما كتبه شاعر غرّ يدّعي القلق، فتوافقا‭.‬‬

ومن يومها ما كتبتُ قصيدة إلا كان هو في خاطري، معي، يستوطن يدي التي تدوّن كما لو أنه شبح، كان وجهه على الورقة البيضاء يقول لي: إنْ لم تكن هذه القصيدة لي فهي هباء كيفما كانت‭.‬‬

على هذا تصاحبنا، صديقان صغيرانِ نحيا في الشعر الزائف ما يحياه الكبار في حيواتهم الحقيقية‭.‬‬

كان هذا قبل أن نعرف أنا وهو أن الشعر “أي شعر حتى لو كان سيئاً كشعري” لا يخطئ هدفه‭.‬ إن كلمة في قصيدة هي سهم مسدّد إلى مصير ما، ومحال إرجاع السهم إلى قوسه‭.‬‬‬

بعدها غادرت أنا إلى إيران هارباً، قبل أن ألتقي صديقي في السليمانية لأيام، ليغادر هو إلى دمشق وألتحق به لنقيم فيها معاً لسنوات طوال‭.‬‬

قال لي في دمشق: تلك القصيدة القصيرة رسمت مصيري، ثم نظر إليّ وتذكر أنها قصيدتي أنا أيضاً فاستدرك ضاحكاً: مصيري ومصيرك‭.‬‬

كلانا تغرّب‭.‬ كلانا آذاه منفاه بالقدر الذي آذاه مسقط رأسه، كلانا شعر وهو “هناك” بأنه جدُّ “هنا”، وتذكرنا كيف أننا كنا ونحن “هنا” نشعر أننا هناك جداً‭.‬ وعرف صديقي أخيراً لمَ كان مهووساً بهذه القصيدة، كما عرفت أنا ـ بعد فوات الأوان ـ الحذر بل الخوف من كل كلمة‭.‬‬‬‬

فما نكتبه عفوَ الخاطر في شعرٍ نريد منه إعجاب صديقٍ سيرتدّ وبالاً علينا، وليس في الشعر من لعبٍ إلا لعب المهرّج السائر فوق الحبل وتحته هاوية، حذارِ، حذارِ من كلّ كلمة، كنت ألقّن نفسي وأنا أكتب، الحذر الحذر، ودائماً أمامي ورقة بيضاء وفيها وجه صديقي مبتسماً يهمس: وهذه القصيدة أيضاً ستكون لي أنا وحدي‭.‬‬

لم أكن شيئاً لولا الشعر، أو بعبارة لوكليزيو العظيمة (لم أكن حتى لا شيئاً لأنني لم أكن إنكاراً لشيء)، حياتي خربة ومضحكة لولا الكتابة، ورأسي لا يستحقّ إلا رصاصة لولا أن أشباح شعر غامضة تدور فيه‭.‬ العالم محض سفاهة دون هذا الوهم‭.‬‬‬

لكني من جانب آخر لست شاعراً لولا صديقي، ما كنت لأكون حتى ظلّ شاعرٍ لولاه، وجوده خلق لي الوهم المحرّض على أن أستمرّ، به وحده رأيتُ شعري‭.‬ ولعلّ شغفي بشعري رجعُ صدىً لشغفه هو به‭.‬‬‬

لم أكن محايداً وأنا أقرأ ما أكتب، إذ كان هو يقرؤه نيابة عني ويلقنني حبّه لقصائدي التي لعلها ليست بذات أهمية‭.‬‬

وكم سألتُ نفسي وسألتُه مراراً عن حال القرّاء الآخرين الذين ليسوا بأصدقائي ولم ترسم قصائدي مصائرهم، أكانوا يبصرون شيئاً في هذا الزيف‭.‬ لعلهم إذْ قرأوها لم يروا إلا لعبَ المهرّج بحبل الكلمات‭.‬ لكني أنا وصديقي رأينا كم هي عميقة ومثيرة للدوار هذه الهاوية التي نلعب فوقها نحن المهرّجان‭.‬‬‬‬

طوال سنواتٍ لم تهدأ نار هذه القصيدة، عذاب الأمكنة الذي صرنا نحياه ويحفر في وجداننا، كان يعيد تلك القصيدة الساذجة غضة جديدة كل آنٍ، كيف لا وقد شربنا مقلبها ونحن شابان واهمان، وسحرنا زيف الترحال فيها ونحن لم نغادر عتبتي بيتينا، وها نحن نعيش حياتنا بمقتضاها كما لو أنها نبوءة ملعونة‭.‬‬

شيئاً فشيئاً صارت القصيدة عنوان حياته (حياتنا)، سيضمّنها في مسرحية له، سيجعلها مقدمة لكتابه الأول، سيعطيها لأصدقائه وزملائه الفنانين السوريين‭.‬‬

وكم كانت دهشتي كبيرة حين حضرتُ حفلة في جامعة دمشق ووقف الملحن والمطرب سميح شقير قائلاً سأغني أغنية قصيرة وهي لشاعر عراقي اسمه أحمد عبدالحسين، وغناها‭.‬ عرفت أن هذا الفنان القدير سمعها من صديقي ـ قريني وأحبّها‭.‬ اللحن حلو إلى حدّ أني كنت أخجل من كلماتها وأتمنى لو أن سميح وافق على أن أعطيه قصيدة أخرى ليضعها في هذا اللحن الآسر، لكن خجلي منها يذوب حين أسمعها بصوت ميديا التي طالما كانتْ تغنيها‭.‬‬‬‬

انظروا إلى ما فعل الشعر بنا، قصيدة بحجم “أمّ الفلسين” سكنت روح صديقي، ولن يعود كما كان قبل أن تقع عيناه عليها‭.‬‬

سيترك دمشق إلى كوبنهاغن ويكتب لي إيميليا من هناك: “ها الآن ارتاحيت أبو اللكو؟” الآن أنت هنا أم هناك؟ وسأجيبه أنا من تورنتو: مفزع أن تكون هنا، ويردّ عليّ: مفزع أن تكون هناك‭.‬‬

سيترك كوبنهاغن عائداً إلى دمشق مرة أخرى فكردستان فدمشق فبيروت ولن يكون إلى الأبد لا هنا ولا هناك‭.‬ انطلق السهمُ ولن يعيده أحد إلى القوس‭.‬‬‬

عدت إلى بغداد في 2005 لأجد صديقي (هنا) أعني (هناك)، لكننا في وطننا الآن ولم نزل نشعر أننا هنا وهناك معاً‭.‬ عزائي أني اكتملتُ الآن، فقريني أصبح معي، نلتقي بين حين وآخر، نخرج في تظاهرات، نسكر سوية، نتذكر أولى قصائدي المضحكة‭.‬‬‬

وقد أتيح لي أن أقول له أخيراً بوضوح: يا أخي كل ما كتبته كان قصائد مشتركة، كنت أنت تكتبها معي دون أن تدري‭.‬ يا أخي إنْ لم تكن قد أوقعتْك قصيدة لي في المصيدة فهي مخفقة مهما بدتْ علامات نجاحها‭.‬‬‬

يا أخي قارئ مثلك لا يقرأ بل يكتب، يا أخي أعتذر لك عن كلمة في قصيدة لي كانت يوماً ما سبباً في حزنك أو ألماً في قلبك، فالقصيدة لدى شاعرها ولدى قرينه أيضاً تقع في الموضع العميق من الوجدان حيث تُرسم المصائر وتُخطّ الأقدار‭.‬‬

وقد أكون كتبت في شعري ما كان سبباً في سقوطك من السلّم والتواء كاحلك، قد تكون جرحت يدك بالسكين وأنت في المطبخ بسبب جملةٍ في قصيدة! لا تضحكْ يا أخي، فقد خبرنا أنا وإياك كيف شحذنا معاً سيوف الأقدار بأجسادنا الطريّة‭.‬‬

الشعر ـ حتى لو كان تهريجاً ـ جادّ ومؤثّر بالمستحيل، مؤثّر عند من يريده أن يكون كذلك، سلطان في هذه النفوس والأجسام التي غطست في الوهم، صدقني‭.‬‬

آلام معدتك قد يكون لها سبب شعريّ، اسخرْ مني لكن حذارِ، ألم نقرأ أنا وأنت نيتشه (لقد عرف الناس أخيراً الخطأ الذي ارتكبوه بإيمانهم باللغة)، أكثر الناس لا يعرفون‭.‬‬

سماكة جلود وجدانهم تمنعهم من ذلك أما أنا وأنت، لدينا حياتنا في كفة وتلك القصيدة في كفة أخرى وانظرْ كم هما متساويتان‭.‬ اضحكْ عليّ واسخرْ مني لكني أعلمُ يقيناً أنك تفكر بما أفكر به، وربما قصيدة ما في بالك تمنعك من الاعتراف بهذا‭.‬ للشعر يدٌ في كل ما يحدث لي ولك يا صديقي يا قريني وشريكي في مداولات العدم‭.‬‬‬‬

ليلة السادس من أيلول 2011 كتبت قصيدة، أردتها فلسفية، كنت أفكر بالموت، ليس بوصفه المنجل الذي يحصد الأرواح، بل الموت باعتباره ردّ وديعة‭.‬‬

رأيتُ في تأملي أن كائنات ما، ربما هم كل الأشخاص الذين سبقونا، أسلافنا، كائنات غامضة ما، أعارتنا هذه النسمة، هذه الريح التي نحيا بها، هذا اللسان الذي به نتكلم، والعين التي بها نرى!

وسيأتي يومٌ يجيئون لنا فيه ليستردوا ودائعهم، وليس علينا أن نرتعب أو نجفل، علينا أن نتقبّل الأمر ونعيد للناس ممتلكاتهم، وإذا ما طرق صاحب الوديعة علينا الباب فليس لنا إلا أن نفتح له الباب باسمين:

هذه هي القصيدة بتمامها (لحسن حظكم أنها قصيرة):

افتحِ البابَ لترى الحقيقة

افتحِ البابَ لترى الحقيقةَ؛

الحقيقةُ مأهولةٌ بالتَراجِمِ

فإذا ما أصغيتَ إلى نفسِكَ

كنتَ إلى لسانِ الغرباءِ تُصغي

وبكلماتهم تتكلم‭.‬‬

هذا لأنكَ لمْ تعدْ

لأنّ أولئك الذين أخذوكَ منكَ لم يأتوا بكَ إليكَ بعدُ؛

وحتى حين فتحتَ فمَكَ وقلتَ الحقيقةَ

لم تقلْ،

كانوا هم القائلينَ‭.‬‬

لأنهم منذ القديمِ استودعوكَ الهمسَ والصرخةَ

حتى ظننتَ أنه همسُك وصرختُك

وهاهم قادمون‭.‬‬

الذين أعاروك لسانهم

جاءوا ليستردّوه‭.‬‬

افتحْ لهم البابْ‭.‬‬

أتممتُ القصيدة، وكان على شاشة الكومبيوتر كما في كلّ مرة، وجه صديقي يمدّ لي لسانه: هذه أيضاً أيها الشاعرُ، إنْ لم أختمها بختمي فلن يكون لها من قدر ولا داع‭.‬ لكني لم أكن بحاجة إلى هذا الخاطر لأعرف ذلك، فهو معي أبداً، ولمن أكتب إلا إلى نفسي وقارئي؟ وهل يقرأ شعري إلا أنا وهو؟ وكيف أجرؤ على التفكير في أني أريد قصيدة مؤثّرة دون أن تكون مؤثرة به هو لا بسواه؟‬

فتحت نافذة الفيسبوك، قرأت رسالته التي أرسلها أمس ويفكر فيها أيضاً بالموت، يهجس أن ثمّة من يلاحقه، تصله تهديدات‭.‬ فتظاهرتنا الكبرى بعد ثلاثة أيام وغربان السلطة السود تحوم على رأس كل من أعلن أنه سيخرج في التظاهرة‭.‬‬‬

قرأت رسالته، وفي نافذة الرسائل وضعتُ له قصيدتي الجديدة دون تعليق، عرفت أنه هناك، معي الآن في هذه اللحظة، وأنه قرأ القصيدة ما إن وصلتْ‭.‬‬

وتخيّلت التالي:

قبل أن تصله رسالتي التي فيها القصيدة، كان يجلس على الكرسي ووجهه إلى الكومبيوتر‭.‬ خلفه تماماً يجلس صديقنا الشاعر نصير غدير يتصفح كتاب شعر ويضحك مكيلاً انتقاداتٍ مشفوعة بتفصيل عمّا يجب أن يكتب الشاعر بدل هذه الجملة، أو هذه الكلمة‭.‬ وعلى الطاولة كأسان، وكان صديقي ـ قريني يهمّ بترك الكومبيوتر ليعود لمجالسة نصير حين وصلت القصيدة، فصرخ:‬‬

اسمعْ نصير بشرفك، اسمع هذا الشعر ولن أقول لك لمن هو، وقرأ القصيدة عليه بالشغف الذي لا يقدر عليه إلا الذين طعنهم الشعر في خواصرهم قديما‭.‬ حين أنهى القصيدة صمت نصير لحظة قبل أن يقول: هذه لأحمد‭.‬‬‬

بعد يومين فقط وجدوا صديقي مقتولاً بطلقة اخترقت وجنته لتخرج من رأسه، ممداً في مطبخ بيته وقد انكسر قرب جثته قدحُ ماء، ما يعطي انطباعاً أنه كان يريد أن يقدّم ماء لهؤلاء الضيوف القتلة الذين لا يزالون ككل القتلة في العراق مجهولين‭.‬‬

لكنْ، في اليومين اللذين سبقا مقتله، كم مرة ردد القصيدة، كم مرة أعادها، كم قرأها بينه وبين نفسه وهو يخرج من بيته إلى المقهى أو إلى الإذاعة حيث يعمل؟ كم من صديق سمعها منه، وإلى كم صديق أرسلها، إذا كان قد أرسلها إليّ وأنا شاعرها؟ أرسلها إليّ على هيئة صورة اشتغلها في الفوتوشوب‭.‬‬

كم ترعبني أنت يا صديقي‭.‬ كم ترعبني نفسي؟ كان بمقدوري تجنب هذا القدر من الرعب لو لم أرسل لك القصيدة، لكنْ هل كانت تستحقّ أن تكون قصيدة لو لم تقرأها أنت يا قارئي وقريني وأناي؟‬

نعم‭..‬ كان عليّ أن لا أكتبها، أن لا أفكر بالموت، أو أن أفكر به لكن دون أن أدوّن هذا التأمل، تأمّل المهرّج الضاحك خائفاً يسير على حبل وتحته الهاوية‭.‬‬‬

كم مرة رددتَ في سرك خاتمة القصيدة: افتح لهم الباب، افتح لهم الباب، افتح لهم الباب… حتى لقّنتَ قدميك المشي إلى الباب، ويديك إدارة المفتاح وعينيك رؤية القتلة‭.‬‬

صديقي، أخي، قريني، هل كنت لتفتح لهم إذ أتوك لو أنك لم تقرأ هذه القصيدة البشعة؟ هل كنت لتموت لو أن القصيدة كانت لها نهاية غير نهايتها؟ وماذا لو كنتُ ختمتها بجملة غير هذه؟

هذه نهاية اللعب يا صديقي! استغرقنا مديداً في لعبتنا، وظننا أننا لفرط ما أدمْناها صرنا قادرين على الخروج منها كل مرة سالمين نتضاحك‭.‬ الحبل مشدود بقوة، وأرجلنا اعتادت المشي عليه، أما الهاوية فهي سبيلنا لإدهاش من كان على شاكلتنا‭.‬‬‬

لكنك حدقتَ هذه المرة في الهاوية، تفرستَ فيها، وهناك لاعبون ومشاهدون جدد دخلوا سيركنا الأليف، لاعبون لا يعرفون الشعرَ، ولا يسمحون لقصيدة أن تغير حياتهم مثلي ومثلك، أتوا إليك وفي أيديهم مسدسات وفي جيوبهم ثمن قتلك وقتلي‭.‬‬

اليوم أتممتُ قصيدة جديدة يا أخي، لا أعرف مصير مَنْ ستغيّر، بمن ستؤثّر فلا أحد يعينني على هذا الوهم بعدك‭.‬ هي غير قادرة حتى على أن تؤثّر بي أنا، إذْ لا وجه على شاشة الكومبيوتر يقول هذه قصيدتي مذ غاب وجهك تحت التراب‭.‬‬‬

أنا حتى لو كتبتُ قصيدة عن موتي غداً فلن أموت، لأنك لم تعد هنا لتصادق عليها‭.‬ الشعر محض كلمات خلّب ما لم يكتبه اثنان: الشاعر وقرينه‭.‬ عليّ أن أتوقف‭.‬‬‬‬

أحد ما يطرق الباب بقوة، ذاهب لأفتح.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.