الضاحك وفي فمه جمرة
الأحد 2020/03/01
طوبى “للتكتكيين” الذين ابتكروا مكانة الأشياء التي كانت تعيش بلا مكانة،
طوبى للعراة،
طوبى للكائنات الصيفية في البرد القارس،
طوبى لمن يحاربون الجسر بعدم العبور،
طوبى للكلمة الحرة في عراق الأقفاص،
طوبى لمن لا يريد أن يعرف إمام زمانه ولا يريد أن يموت ميتة جاهلية
طوبى لمن يريد أن يعيش،
طوبى لمن أنهكتهم الليالي،
طوبى لمن تحولت وسائدهم إلى جمر،
طوبى لمن تؤلمهم عظامهم في أول الغروب،
طوبى لمن آمن بالحاضر وخلّى الماضي وراءه ماضياً لا أكثر ولا أقل،
طوبى لمن فضّلوا الغرق في البحر على الغرق في البركة الآسنة،
طوبى لمن يضحك وفي فمه جمرة،
طوبى للعالقين في مسرات التحرير،
طوبى للبخلاء الذين خبأوا القمح والنخيل في قلوبهم،
طوبى للحالمين بالمحاصيل،
طوبى للعائدين من الليل مروراً بالفجر إلى الشمس.