العنف الذي يجعلني أحبك

الجمعة 2019/11/01
لوحة فخري رطروط

ما وراء الشرفة

لن اطل من على الشرفة لاصطياد مشهد أو شعور. النور يلفّني وأنا في مكاني،  الصفاء يكلّل قلبي.  بهجة عارمة تغمرني ، أو ربما ثقة.  ثقة أنحدر معها الى حافة هذا النهار. سأستنسخ نهارات مشابهة.

الأشياء من حولي سعيدة في مكانها، تتغذى من الوقت ومن النور. تحافظ على نصاعتها، تستأنف رحلتها. أحاول أن أقلّدها في سلامها. أن أصبح وردة سعيدة في حديقتها، منسجمة مع الألوان التي تحيطها ، متأقلمة.

ثمة عنف في هذا السلام، سلام يقودني الى العنف.  العنف الذي يجعلني أحبك، وأبحث عن عاصفة تغيّر اتجاه دمي.العنف الذي رميته جانبا، ما زلت قادرة  على أن أستلّه في أية لحظة. أفضّل الحروب الناضجة التي ترميني في آخر الدرب على سهل...

لن أطل من على الشرفة، لأنه ، لربما أسمعُ صوتا يسرق مني صفائي، يغيّر ترتيب الأشياء،  يشوّش علي القصيدة. سأبقى في مكاني، أستقبل التناقضات.

لن أطل من على الشرفة،  لأن الشعور الذي ينتابني اليوم هو نادر وفريد. سعيدة بالمياه الراكدة، بلون ثيابي، برائحة الورق... سعيدة  بالأسماك التي تمضي في قلبي بتؤدة وبمودة. لا أريد أن اهز الأكواريوم ...

ربما يأتيني اتصال ملوّن، يعلن أن لي  جائزة، أو ستأتيني هدية غير متوقعة... لكن ما هو خارج الأكواريوم لا يعنيني. أنا الآن في رحم الأشياء. لا أريدها واضحة، أو  استعراضية. لن أنتقل الى ما وراء الشرفة قبل نهاية الرحلة.

زهد

ضوء القمر يستهدف  الجدران، يغير هندستها، يبعثر كل شيء. ثم يفرغ شحنته في قلبي. الأفكار  والأحلام والرؤى، تأتيني وأنا هنا . اذن لا داعي لأن أذهب اليها.

فراشة فوق الماء، سعيدة في رحلتها، في تلك الشفافية التي تجعلها تختبر حرارة الماء، دون أن تسبح فيها. كل شيء حاضر على صفحة الماضي. أبتعدُ قليلا كي أرى بوضوح.

لا أحتاج الى نكهات اضافية من أجل  أن يكون مساء. ممتلئة برحلات قلبتني رأسا على عقب. جعلتني زاهدة وحيادية.

نيزك

أن أرمي بابرة في المقلب الثاني،

وأنتظر رنينها،

هل ستعريني من يباسِ؟

هل ستصدر صوتا يهتز له الفضاء؟

أن ارمي بابرة في المقلب الثاني

وأراقب المشهد عن بعد،

الرجل الذي يقرأ الجريدة كل صباح، هل نبتت شجرة في قلبه؟

هل لمح من شباكه نيزكا؟

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.