الغجر حجّةُ الحبّ
الدُّخان غجرٌ في الصّدر.
رقصةٌ واحدة وَتَحمرّ الأرض.
قالتِ المليكة بالرّداءِ الأزرق:
آياتي حمراء. قالت أيضًا، أدخّن شفتَيْك.
نراقبُ ليلَ المَليكة
لِنُنقِذ نهارًا من الضّجرِ وَالخيانة
لِمَ لا نقتفي أثرَ النهّر؟
قد نصلُ معَهُ إلى آخرِ القِدَم
وَربّما زَحَفَت معنا حَشَراتٌ
وَلّدها الّلحنُ وَالعَرَق.
«آياتي حمراء»، تصيح ُالمَليكةُ
بإمكانِكَ أن ترى جفنَيْن مُتألِّمَين من النّشوة
بُركانَيْنِ من ألقٍ.
لا تَسقطي يا سيّدتي
يُقال إن شتاءَكِ شعلةٌ
إذا دفعتِ بأرواحِنا
وُهِبَ المكانُ غَيمةً راقصة.
لماذا أَشمُّ جلدي بقوّةٍ كلّما مَنَحتِني عُبورًا؟
لماذا أبدِّد اسميَ بلا ندمٍ تحت ردائِك؟:
عيناكِ مَليئتانِ بالحب، مَليئتانِ بِنا
وَنتساءل: «ماذا يفعل الهواء بين كائناتٍ جائعة؟»
غجرٌ كثيرون، غجرٌ كَالغيوم
من الرّواية والفيلم.. وَالأصابع.
هُنا نجدُ حبًّا في اللوحة الخرافية
عرائشَ وقطعاناً وَأرضاً ورديّةً
نسبحُ هنا كَي نَتوالى
ننِزّ بلِا وقت
طالما جِئنا بلا موعد.
هنا، في التاريخ الذي يترجّل
نجدُ حُبًّا يَحكي عن صناعة الوشم
وَعن التجاعيد التي قايضناها بالرّحلات
وَأحيانا بالبلاد.
جئنا بلا موعد
كانَ علينا أن نتركَ الأهل
قُلنا لا نحتاجُ إلى أفواهٍ، وَلا ديَكة
هنا نجد حبًّا
نجدُهُ في الّلحنِ السّاخنِ الذي ينبعثُ من السّرة
في الكلام الذي يسيرُ بلا عاهةٍ في العَصَب
لماذا علينا أن ننقب عن ألمٍ بين أسناننا؟
وَعن موتًى تحتَ أظافرِنا
إننا نطيرُ فوق المُدُن
وَنراها مثقوبةً بالدّبابيس
محكومةً بِسباّبةٍ ضخمة
وَظلٍّ شاسِع ٍ لنيشان.
لماذا علينا أن نُفقأَ بين دفّتي قاموس
أو نُدفن في خزانةِ عانس
أو ندورَ في ناعورةٍ من نار؟
لسنا خدَمًا كَي نُسرِعَ الخُطى!
إننا نطيرُ فوقَ الأرض
وَحين نرمي عليها وردتَنا
تردُّ من خاصرتها: «الغجرُ حجّةُ الحب».
الغجرُ الخارجون ذات يوْمٍ من عُلبة
حيث مليكةٌ واحدة تحكمُ وَردة الرّقص
بِرداءٍ أزرق
وَآياتٍ حَمراءَ
وَحواجبَ فضيّة.
