الغرافيتي
تكوّن السلطة المساحات العامة وتحافظ على شكلها المادي والرمزيّ بوصفها انعكاساً لسيادتها وهيمنتها على المكان وأحياناً ملكيّته، ولا نتحدث هنا فقط عن القوانين والتشريعات وأنظمة الرخص، بل عن التكوين الرمزيّ أيضاً كالألوان والأحجام وطبيعة الرسوم، إذ ترى السلطة أن في ذلك انعكاسا جماليّا لها ولحكاياتها التي تكونها التماثيل والجدران وما تحويه الأخيرة من صور وإعلانات، والتي تواكب الحدث السياسيّ وتقدم خطاب السلطة وديناميكيّة حركتها.
يُشار دوماً إلى الغرافيتي أو فن الرسم على الجدران في الشارع بوصفه الأسرع في انتقاد الحدث السياسيّ ومواكبته، ففنانو الغرافيتي هم الأكثر قدرة على العمل بصورة سريّة وتقديم منتج علني غير مرخص يعكس الأقاويل والشائعات والحكايات السريّة، وأحياناً يهدد الرموز الوطنيّة، وهذا ما نراه بوضوح في بداية الثورة في سوريا، كلمات قليلة على جدار مدرسة في درعا جنوبيّ سوريّة، حركت ماكينة القتل التي يمتلكها نظام الأسد، وبالرغم من أن عبارة “أجاك الدور يا دكتور” ليست عملاً فنياً، لكنها تحمل قيمة سياسيّة، ترتبط بنفي الشكل القائم ورأسه، بل إنها تهدد الدكتاتور بصورة مباشرة.
الإشكاليات التي يطرحها الغرافيتي لا ترتبط فقط بمواجهته للسلطة قانونياً ورمزياً، بل بوصفه عملاً فنياً مائع الحدود، ولا نتحدث هنا عن الرسومات واللوحات الهاويّة، بل عن تلك الجداريات التي يهددها دوماً التخريب والسلطة، إلى جانب عملية الصيانة الدائمة التي تخضع لها من قبل الفنانين، فـلحظة “نهاية” عمل الغرافيتي غير محددة بدقة، وقد يتلاشى دون أن يتكرر، كونه ولسبب بسيط “ممنوع″ ويعتبر تشويهاً للمساحات العامّة أو مسيئاً ، كحال السلطات البريطانيّة التي أزالت عام 2014 لوحة لبانكسي من أحد الجدران بوصفها عنصرية.
ساهم الربيع العربي بانتشار هذا الشكل من الفن بصورة كبيرة، سواء قام به الهواة أو المحترفون، وتحولت الجدران إلى مساحات للتعبير السياسي، ورد فعل على الوضع القائم، هي تهدد التكوين الرمزي “الطبيعي” وتقول ما يصمت عنه الكثير من المارة في الشارع، وفي كل مرة تظهر أو تختفي، تتجلى أمامنا تقنيات السلطة للهيمنة على “المكان”، وهنا يبرز الخطر سواء ذاك الذي تواجهه السلطة، أو ذاك الذي قد يتعرض له الفنان نفسه، الذي قد يضطر لإخفاء هويته حفاظاً على سلامته كحالة المصري كرايزر، الذي نشط قبل الثورة المصريّة، ووجّه انتقادات هائلة للسلطة والجيش، دون أن تُعرف هويته، وهنا تكمن نقديّة الغرافيتي، إنه يموّه “المخربين” بين الجميع، يتشابه المواطن الصالح مع الفنان الذي يختفي بين الجموع، وكأن “الكل” يقول ما يقوله الجدار.
واحدة من جماليات فن الشارع أيضاً هي تعامله مع الثقافة الشعبيّة ومنتجاتها، ويختلط إثره الراقي مع المبتذل، إذ يمكن أن نرى صورة لمحمود درويش مبخوخة على جدار، في ذات الوقت واحد من رموز أفلام الكرتون، هذه المقاربة تجعل فن الشارع تهديدياً للتقسيمات الفنيّة الثقافيّة وطبيعة تلقيها، كذلك يسائل الرموز الثقافيّة والوطنيّة، مقدماً حكايات وأشكال مختلفة، لا تشابه الرسمي والمتعارف عليه، هو يعيد إنتاج “الأيقونات” ويغير من إطاراتها ويسخر من القادة والرؤساء بوصفهم مسؤولين عن القتل في الكثير من الأماكن، كذلك يستفيد من خصائص الجدار نفس، إذ لا نعلم متى ينتهي الجهد الفنيّ ومتى يبدأ، وخصوصاً في أعمال الهواة التي تستفيد من خصائص الجدار نفسها وما يحتويه من أثار سياسية وثقافيّة، ترتبط بمكانه، وما حوله، وما عليه من إعلانات ربما، أو قد نرى الرسم على دمار سببه القصف ليصبح جزءا من تكوين المكان، وتعليقاً على الخراب والعنف الذي أنتج الدمار.
يستفيد الغرافيتي في المنطقة العربيّة من تراث المنطقة إلى جانب الارتباط الوثيق مع التراث الشعبي والثقافيّ، سواء كنا نقرأ عبارة عاميّة كتبها عشيق لعشيقته، أو قصيدة أو كلمات من أغنية ما، هناك هو يتبنى ما هو متداول ويرسخه علناً جاعلاً إياه مرئياً للجميع، في ذات الوقت، وهذا ما نراه مع المحترفين، العرب الذين استفادوا من الخط العربي، وعملوا على تطوير تقنيات التعبير فيه وإخراجه من جدران المساجد والبوسترات إلى الجدران العلنيّة، ليصبح أكثر حيويّة، إلى جانب تدنيسه في بعض الأحيان عبر تحريره من محتواه الأنيق وسلطة الراقي، واستبدالها بالكلمات اليوميّة وأحياناً المشينة.
هامشيّة فن الغرافيتي يتحكم بها عاملان الأول يتمثل في العلاقة مع المتاحف، والتي لا يمكن لها اقتناء الجدران، بل تقوم بدعوة الفنان للعمل على جدران المتحف، في ذات الوقت رفض الكثير من الفنانين العمل داخل المتحف في سعي لنفي سلطته الجماليّة، هناك أيضاً مفهوم الممنوع، الذي يراهن الغرافيتي عليه ويستثيره، سواء في المُنتج النهائي بوصفه ضمن مساحة عامة أو في مضمونه، بل إن البعض يميل إلى أن ما تُبيحه المؤسسة، وتتبناه فنون الشارع ويخضع للحماية، يفقد قيمته النقديّة كونه مرضيّا عنه، ليتحول إثرها إلى شكل من أشكال الزينة فقط، أو زخرفة لمساحات السلطة لتعبّر عن انفتاحها وتقبلها للفنون الأخرى، وهذا ما نراه في الكثير من الأشكال الوطنيّة لفن الغرافيتي، التي تسعى لترك أثر سياسيّ على المساحة العامة، أو”تغطيتها” في محاولة لإعادة التوازن الرمزيّ للفضاء العام، كحالة الكثير من جدران المؤسسات الرسميّة والعسكريّة، التي ترسّخ تحديقة السلطة، وسطوتها على المارة، و كأن حضورها كليّ لا فقط ماديّ بل رمزيّ في الشوارع والشاشات والكتب وكل ما “يظهر”.
لن نخفي وجوهنا
تجربة الأخوين عمر ومحمد قباني (لبنان)
ولدنا أنا عمر وأخي التوأم محمد قباني عام 1983، وتربينا وسط حرب أهليّة، وعشناها ونتائجها، وكان لهذا الجو أثر كبير علينا، فأثناء القصف كنا ننزل إلى الملاجئ، وحين يتم الاتفاق على الهدنة، نذهب إلى المدرسة القريبة من البيت مشياً، وعلى الطريق كنا نشاهد رجال المليشيات وهم يطبعون شعاراتهم على الجدران، كانت هذه المرة الأولى التي نرى فيها “الغرافيتي”، كانت أعمارنا حوالي ست أو سبع سنوات، وكان هذا الشكل من الغرافيتي حينها يعكس القوة والسطوة التي يمتلكها من يقوم به، إذ كنا نرى شخصاً يحمل سلاحاً ويرسم على الجدران وكأنه يسيطر على الشارع مادياً ورمزياً.
بقيت هذه المشاهد عالقة في رؤوسنا، إلى عام 2000 أو 2001، حين بدأنا بنشاطنا الغرافيتي الخاص، كنا نرسم على الجدران لنخفي آثار الحرب وصور السياسيين، كنا -وما زلنا -نرسم ونلوّن فوق آثار الشظايا والقصف والرصاص، كنا نعيد امتلاك المكان، وهذا ما يتجلى في الهاشتاغ الخاص بنا على وسائل التواصل الاجتماعي وهو #TheStreetIsOurs , #الشارع_لنا
إشكاليّة علاقتنا مع السلطة تلخص بكون “الغرافيتي” ممنوعا بشكل عام، إذ يعتبر تخريبا للممتلكات العامة، وفي بداية نشاطنا الفنيّ كنا نرسم بطريقة غير قانونية، نستغل الصباح الباكر، لنرسم على الجدران الصغيرة ثم نهرب كي نتجنب الاعتقال، لكن مع الوقت، وخصوصاً مع تنامي رغبتنا بالعمل على جدران كبيرة تحتاج لجهد ووقت طويلين، بدأنا بأخذ موافقة من البلديّة، فنحن كأيّ فنان شارع يرغب بممارسة نشاطه الفنيّ، إذ يبدأ عمله بطريقة غير شرعيّة، لكنّ السعي للعمل على مساحات أكبر والرغبة بأن تعرض أعماله لجمهور أوسع، يضطره لطلب الموافقات اللازمة، وفي بيروت، قامت البلدية بتنظيم فن الشارع، وبسبب كثرة العاملين في هذا المجال، بتسهيل إصدار إذن خاص للرسم على الجدران، ما يسمح للفنانين بالعمل في الأماكن التي يختارونها، وهذا ما يكسب العمل حماية رسميّة نوعا ما، كما يسهّل الأمر علينا إن كنا نعمل على واجهة بناء مثلاً، لكن في الشارع هناك العديد من العوامل التي تؤثر في اللوحة، والتي قد تهدد وجودها أو الشكل الذي أنهيناها به، فالجدار ملك للجميع، ولا نحتكر الحق به، لكننا نحاول أن نسرد تاريخ المدينة وحكايتها على الجدران، ما يعني أن هناك بعض الرسومات التي قد تأتي لاحقاً، كأن يقوم أحدهم بالرسم فوق عملنا أو إلصاق إعلان ما أو صورة سياسي مرشح للانتخابات، أو حتى تخرّب العمل بأكمله، وهنا تأتي جماليّة فن الشارع، فالطبقات والرسومات المتعددة فوق الجدار تحكي قصص المدينة وتعكس ديناميكيتها، وما تشهده من أحداث.
لا بد من القول إن بدايتنا كانت كمغنيي راب، ثم انتقلنا للغرافيتي، وهو ما جعل من أوجهنا معروفة للناس، وفي أحد المرات كنا نرسم على أحد جدران بيروت في الصباح الباكر، حينها، اقترب منا رجل شرطة، وسألنا عمّا نفعل، فأجبناه بأننا نرسم على الحائط، وحينها كنا ننجز كلمة “بيروت”، وحين سألنا من نحن، قلنا له نحن “إشكمان”، وهو اسمنا الفنيّ، المفاجأة كانت أنه يعرف موسيقانا ولم يبد أيّ تحفّظ تجاه ما نفعل، فهذه القدرة على أن نكون معروفين جعلتنا نتجنب الصدام مع السلطة من جهة، إلى جانب حبنا لمدينتنا نفسها ومسؤوليتنا تجاهها، فنحن لسنا “مخربين”، إذ نسعى لتجميّل الجدران “الوسخة” وإعادة تقديمها في الفضاء العام، وهذا ما يتضح في الأماكن التي نختار الرسم على جدرانها، والتي يجب أن تكون مرئيّة في البداية، لكننا في بعض الأحيان نختار مناطق بعيدة نوع ما عن المارة أو عن المراكز في سبيل تجميلها والتأثير على الناس من حولها، إذ تقصدّنا أن نعمل في بعض الأحياء الفقيرة، في سبيل إعادة تكوينها رمزياً، وخلق أثر نفسيّ إيجابيّ على المارّة، وهذا ما نسعى له في عملنا، إذ نرغب في أن نرسم في كل مكان، في فلسطين وسوريا و مختلف أنحاء العالم في سبيل نقل رسالتنا.
عادةً، وبعد انتهائنا من عمل ما، لا نعود إليه لترميمه أو إصلاحه، فعملنا كفنانين ينتهي بنهاية العمل، لأن ما يشهده لاحقاً هو جزء منه، وجزء من هويّة المدينة، فتعرضه للتخريب ولعوامل الطقس وغيرها من القوة الخارجية التي قد تغير شكله تشكل جزءا من مكوّناته، لكن لا بد من القول إننا لم نشهد الكثير من أعمال التخريب التي مسّت أعمالنا، وإن حصل، لا نستطيع القيام بشيء تجاه ذلك، فهذه جدران المدينة، وحين تكون بيضاء، هي خرساء، لكن مع تلوينها والرسوم عليها تتحول المدينة إلى فضاء ناطق، يتحدث مع المارة ومعنا كفنانين، وهذا جزء من الحوار الذي يفتحه فن الشارع بين المدينة وسكانها.
اختيارنا لرموز الثقافة الشعبيّة نابع من أهمية كل رمز وحكايته، إذ اخترنا غريندايزر مثلاً لأنه بطل طفولتنا، كما أنه كذلك للكثير من الناس في العالم العربي وفي أنحاء العالم، إذ نذكر أنه أثناء الحرب، وبعد انتهاء القصف، كنا نصعد من الملجأ كي نشاهد غريندايزر على التلفاز، وحين اخترناه كان السبب أنه يمثل بطلاً قويّاً يخلّص “العالم” من الأشرار، كما أنه يمثل أملاً للناس، فهو بطل الشعب في زمن مليء بالحروب والمآسي، وأظن أنه إن تمكّنا من التأثير ولو بشخص واحد ممن شاهدوا ما رسمناه على الجدار، فسنكون حقّقنا ما نريد، وهذا ما يتجلّى باختيارنا للرموز الأخرى التي نراها على التلفاز لزمن محدد، لكنّها على الجدار، موجودة دائماً، وهنا لا بدّ أن نشرح نظريتنا الخاصة، فلو قامت حرب عالميّة ثالثة وتهدّم كل شيء، فما سيبقى للحديث عمّا حصل هو الحجر، لذلك نسعى لسرد حكاية مدينتنا عبر رموزها التي نتركها على الحجر/الجدار إن بقي موجوداً سواء كان واقفاً أو مهدّماً.
لجعل رسالتنا “أضخم” وأشد تأثيراً أنجزنا “مشرع سلام” مؤخرا، وهي مبادرة قمنا بها لنشر رسالة سلام من لبنان، وتمثّلت في كتابة كلمة “سلام” بالخط الكوفي على سطح 84 بناء، لتمتد الكلمة على طول 1.4 كم في منطقة جبل محسن التي شهدت حرباً أهلية مؤخراً، إذ عملنا مع جمعية March، وشبان من المنطقة بل وبعض المشاركين في الاقتتال لرسم كلمة “سلام”، التي يمكن قراءتها من الفضاء، إذ تبدو مرئية على خرائط غوغل، هذا المشروع، أكبر ما أنجزناه حجماً، ويعكس رؤيتنا كفناني شارع، ومسؤوليتنا تجاه مدينتا وبلدنا، الذي يظهر دائماً في الأخبار بوصفه منطقة خطرة ومساحة للنزاع، ليأتي “مشروع سلام” كمحاولة لتغيير هذه الصورة وقد تعاونا فيه مع شبان من المنطقة لدفع الغرب لإعادة النظر في آرائه والصورة التي يرسمها عنا.
نسعى في علاقتنا مع الخط العربي الذي درسناه على يد معلم الخط علي عاصي إلى تحريره من قداسة جدران المساجد، فمثلاً حين يرى الأجنبي الخط العربي، مهما كانت الكلمات المكتوبة، يربطها دائماً بالدين الإسلامي، لا مشكلة في ذلك، لكن الخط العربي غنيّ جداً، ونحن نسعى عبر الخطّ العربي الذي نستخدمه في كل ما نكتبّه ونرسمه إلى تغيير نظرة الناس إليه وخصوصاً الأجيال الجديدة، إلى جانب توظيفه جمالياً وثقافياً ضمن سياقات مختلفة عن تلك المتعارف عليها.
بعض الأعمال التي أنجزناها موجودة في صالات العرض، وهذا يرتبط بفن الشارع نفسه والاعتراف الذي بدأ يناله، إذ دخل سوق الفن، والكثير من الأعمال المنجزة تباع وتشترى، وهذا برأينا يوفّر دعماً ماديا للفنان كي يستطيع إكمال نشاطه الفنيّ، كما أن علاقتنا مع صالة العرض ترتبط برؤيتنا الشخصيّة لفن الشارع، إذ لسنا شديدي الراديكالية، فإن أردنا أن نخفي هوياتنا ونعمل بطريقة سرية فلا نظنّ أننّا سنصل إلى أيّ مكان على مستوى الاعتراف والتداول، فهوياتنا العلنيّة تساعد بدعم فن الشارع وجعله أكثر مرئية وقبولاً من الناس، فهو برأينا وسيلة لتحقيق هدف، وهو إيصال رسالة محددة، ونقل هذا الفن إلى مرحلة مختلفة جمالياً وسياسياً، كما نسعى في المستقبل لأن يكون هناك ضمان لحقوقنا مادياً ومعنوياً، إذ نحاول ككثير من الفنانين إلى الاتفاق مع صالة العرض على الحصول على نسبة ثابتة من أيّ عملية بيع مستقبلية لأيّ واحد من أعمالنا، ذلك أن سوق الفنّ متغير، والزمن والاعتراف عاملان أساسيان في تغير ثمن العمل الفنيّ، ما يحوّله إلى استثمار مستمر في كل مرة ينتقل من مقتن إلى آخر.
نهاية ، لا بدّ من القول إن تجربتنا الفنيّة تتأثر بكلّ ما هو محيط بنا، كالسحلية التي تغيّر لونها بحسب المكان الذي هي فيه، فنحن نحمل خصائص المكان الذي نعيش فيه سواء في لبنان أو في الشرق الأوسط، وهذا ما يؤثر على أسلوب عملنا، ويجعلنا نعمل في بعض الأحيان “تحت الأرض”، كردّ فعل على الحدث السياسيّ، لكن دون أن نخفي هويتنا، فـ”الشدّة” التي نمضي فيها أعمالنا حاضرةٌ دوماً، وأظن قيمة أعمالنا هي التي تحمينا جسدياً ومعنوياً، إلى جانب الجمهور الذي يعرفنا ويتابع أعمالنا والقادر على التحرك دوماً في حال تعرضنا للخطر.