الغضب والعنف في النص الأدبي

الاثنين 2021/03/01

هل بالضرورة أن يكون النصّ الغاضب هو نصّ عنفي؟ إن الإجابة عن مثل هذا السؤال هنا ربما لن تكون باتجاهٍ مستقيمٍ واحد، ولن يكون في وسع الأجوبة العديدة أن تسير في اتجاهاتٍ متقاربةٍ أو وفق خطوطٍ متجاورة. فإذا ما اعتبرنا أن النصّ الغاضب يرتبط بالجرأة التي تحملها فكرة النصّ وحكايته أيضا، ومن ثم الجرأة في عملية التدوين والإنتاج النهائي، فإن هذا لا يعني أن النصّ سيكون عنيفًا في طروحاته، وإن اقترب من أفلام المخيلة الأكشن مثلًا، تلك التي تزيد من دموية المشاهد ورعب التصوير.

والنصّ الجريء هو نصّ الغضب المحوري الذي لا يريد أن يفلت عقاله من الجرأة التي تحملها ثنايا فكرة النص، وحتى اللغة التي يحاول منتج النصّ أن يبثّ بعض المفردات ليسوّق غضبه داخله، إذا ما شعر أن هناك تخوفًا من قبل السلطات المختلفة في بلاده، وأن جرأته في النصّ الغاضب تجاوزت حدوده، فيلجأ من أجل التعبير عما يريده الى الجملة المقصودة وبثّها بين ثنايا حوارٍ، أو متنٍ وصفي، أو مجادلةٍ تعبيرية.

ولهذا فإن الغضب في النصّ لا يعني العنف المجرّد، لأن المنتج لهكذا نوعٍ من العنفية في الكلمات لا يقبل الاندراج في هكذا توصيف، كونه صانعًا للجمال، والمنتج هنا يضع دائما خطوطًا عريضةً تحت التقسيمات الواضحة ما بين العنف والغضب، لأنه لا يريد إنتاج نصّ يعبّر عن جزءٍ من المجتمع بطريقة العنف، حتى لو كانت الفكرة المنتخبة هي فكرةٌ عنيفةٌ أو أن المجتمع كان عنيفا.. كمن ينقل واقعًا عن الحرب الأهلية أو جزءًا من جريمةٍ بشعةٍ أو محاولة استنطاق المسكوت عنه في العلاقة بين السلطة والشعب، فإنه لن يلجأ إلى العنف من أجل العنف، بل من أجل تبيان العنف في المجتمع عن طريق النص الغاضب.

إن العنف في الحياة لا يرتبط فقط في الجانب الاجتماعي والجرمي أو الجريمة التي تنفّذ خارج نطاق القانون، بل العنف هو الذي تقوم به الجهات السلطوية التي ترتكز أساسًا على من يملك القوة في هذا المجتمع أو ذاك. فبعض الدول لها سلطةٌ واحدةٌ هي سلطة الدولة أو الحكومة حتى لو كانت دكتاتورية، وبعضها لديها أكثر من سلطةٍ كسلطة الأحزاب، التي يمكن أن تتفرّع منها الأحزاب الدينية التي تحمل دائما صفة العنف في تطبيقاتها الإجرائية في الحكم، أو ما يعرف بالعنف الديني الذي صار مشهدًا من مشاهد ما بعد التغييرات التي حصلت في بعض البلدان العربية، والتي أنتجت لها سلطة انتهجت عمليات العنف ضد المعارضين بطريقةٍ أعنف من تلك التي كانت تقوم بها الحكومات الطاغية قبل التغييرات العربية.

 فالعنف الجديد هو عنفٌ ظاهرٌ ومقصودٌ ومرعبٌ، في حين عنف الطاغية عنفٌ سادي لكنه مخفيّ وإجراءاته لا تتّسم بالسريّة، لكنها على الأقل غير مرئية، وتبقى محسوسةً أكثر منها ملموسة، ولهذا فحكومات الطاغية ظلّت لسنواتٍ طويلةٍ مخيفةً كونها تمدّدت بشكلٍ سرّي في مفاصل المجتمع، في حين أن العنف الديني الذي تقوم به الأحزاب هو عنفٌ ظاهريٌ ملموس، وهو ما جعل منتج النصّ يواجهه بقوّة النصّ الغاضب، وليس النصّ العنيف، كونه لا يريد أن يكون بمستوى القوة العنفية، كي يكون ردّة فعل، وهو هنا يختلف عن إنتاج النصّ الغاضب الذي يقابل الواقع بالقوّة ويعاكسه بالاتجاه، من أجل البقاء في دائرة الضوء.. والقوّة الفاعلة التي يريدها المنتج كواحدٍ من مثقفي البلاد.

ولكن هل يمكن القول أنه لا يوجد نصّ عنيف؟

إن هكذا نصوصًا عنيفة، هي نصوصٌ مقصودة أو ما يطلق عليه مدفوعة الثمن، لكي يبقى العنف دائرًا في المجتمع، وبالتالي التأثير حتى على منتجي النصّ الغاضب.. فالنصّ العنيف هو نصٌّ خارج عن أطر الجمال التدويني المرجوّ من النصّ الأدبي، وربما يدخل في خانة التأشير للمرحلة أكثر منه في خانة التأليف للنصّ الجمالي، حتى لو كان يتناول موضوعة عنفية.. فلو كان المنتج يتناول حادثة عنفٍ في المجتمع، كأن تقوم السلطات برمي أشخاص من فوق مرتفعات أو عمارات، أو تقوم بتفجير أجساد معارضين لهم، أو تقوم بجرّ جسد رجل بين سيارتين متعاكستين في الاتجاه، فإن النصّ الذي يستثمر هذه الحادثة في إنتاجٍ أدبي، لن يكون مهتمًّا لأن يكون نصّه مرعبا، بل يريده أن يكون محمّلًا بالغضب من هذه الحادثة بطريقة الجمال حتى لو سرّب في داخل متنه السردي لهذا النصّ أو ذاك العديد من عبارات الرعب، فهي تأتي من أجل التوصيف والتدليل والوصول إلى الدلالة.. على العكس من منتج النصّ الآخر الذي تريده السلطات أن ينقل الحادثة برعبيتها وعنفها القوي من أجل إخافة الناس، وهو نصٌّ أقرب إلى الإعلام والصحافة منه إلى النصّ الأدبي.

السبب والمسبّب وواقعية النص

إن النصّ الغاضب هو نصّ السببية، في حين يكون النصّ العنيف هو نصّ المسبّب والقوّة التي تريده السلطات.. وما بين السببيّة والمسبّب ثمة بونٌ شاسعٌ لا يقع في هوّتها السحيقة منتج النصّ ذاته، كونه يعي الفرق بين النصّ العنيف والنصّ الغاضب والغاية من الاثنين.. فالنصّ الغاضب لا يتّصل بعنفية التاريخ أو الصراع السياسي أو الاستعماري أو الديني، ولا يحاول أن يغضب على الروابط التي تصل ما بين التاريخ والواقع الحاضر، رغم أنه يستفاد منه في صناعة الصراع والفعل الدرامي لفكرة النص، أو زيادة غلّة الحوار أو الوصف في المتن النصي من أجل زيادة جرعة التشويق، كون النصّ الأدبي أكثر جمالية من النصّ الناقل للأحداث بروحيتها وواقعيتها أو قصديتها وأسبابها.

إن هناك مقولةً نتذكّرها مفادها “العنف يبدأ واقعًا، وينتهي نصًّا، ثم تأويلًا، وليس العكس” وهي حقيقةٌ صادقةٌ، لأن العنف يسبق النصّ سواء ما كان أدبيًا أو غير أدبي، لكن ليس كلّ نصّ يعتمد على العنف، وليس كل نصّ غاضب يكون نصًّا عنيفًا.. فالجدلية بين الحالتين تقع في مفصلية القبول بأن ما ينتج من نصّ أدبي ما بعد المتغيّرات، هو نصٌّ غاضبٌ أكثر منه نصًّا عنيفا.. فالجدلية مع النصّ الأدبي إنه نصٌّ صانعٌ للجمال، وليس ناقلًا للواقع كما هو، كونه، أي منتج النص، لا يقبل أن يكون مجرّد مرآةٍ ينقل ما يعرفه المتلقّي، بل لكي يسلّط له الضوء على الأماكن التي لم يرها من قبل وسيراها من خلال النصّ، ولكن بطريقة المخيّلة الجميلة التي تجعل المتلقّي ينجذب للطروحات التي يحملها النصّ، على اعتبار أن لا نصّ لا يحمل فكرةً فيها الكثير من الطروحات، سواء على لسان الراوي أو الشخصيات أو الهدفية المسبّبة لمسبّب الحالة الغاضبة.

ورغم أن الكثير من المحلّلين والمفكّرين وحتى المفسّرين يربطون العنف بالحركات الدينية في كل الأديان والطوائف أو السياسية الراديكالية الباحثة عن السلطة، فإن النصّ العنيف هو نصٌّ تنتجه السلطات وما يتبعها ومن يؤلّفها، وهي أيضا تنتج نصوصًا من أجل التأثير على المتلقّي الذي لا يريدون له أن يبقى فردًا، بل جمهورًا ومجتمعًا للسيطرة على الأفكار وحركيتها وديمومتها.. وهو ما يعني أن النصّ الغاضب إنتاجٌ سياسي فوقي سلطوي ديني، والنصّ الغاضب هو إنتاجٌ ثقافيٌّ توعويٌ معارضٌ مواجهٌ جريء.

هوية النصّ العنيف

ربما تكون إجابة البعض من أن هناك نصًّا عنيفًا وخاصة في الرواية، ولديهم الكثير من الأدلة على وجود روايات من هذا النوع، فهو أمرٌ طبيعي، لأن لا تحديد لهوية العنف في النصّ الأدبي، بل عدّو كلّ نصٍّ مواجهٍ للسلطة أو يحمل جرأته في سكب المعلومة العنفية التي تحدث في المجتمع، على إنه نصٌّ عنيفٌ، في حين أنه نصٌّ غاضب.. وحتى حين يذكرون نماذج من هذه الروايات أو النصوص سواء السردية وحتى الشعرية فإنهم يتّبعون في ذلك الوصف الأقرب إلى التحليل المنطقي لهكذا نصوص، على اعتبارها ردّة فعلٍ لعنف السلطة، التي يقع فيه منتج النصّ كفردٍ من المجتمع، خاصة وأن الغضب مرتبطٌ بالحزن أو التمرّد أو المواجهة، وهو أمر طبيعي في النفس البشرية في حين يرتبط العنف بالسلوك غير السويّ، وهو أمر لا يختص به المنتج الأدبي باعتباره يمتلك جمالًا وروحًا توّاقة لصناعة الجمال، على الرغم من الاستثناءات، لكنها قليلة.. وما بين الغضب الذي يستدعي الكتابة، وبين وجود نصّ غاضبٍ يستدعي الاحتكام إليه في تفسير النصوص، فإن الأمر لا يقترب من النصّ الأدبي كونه نصًّا لا يستدعي نصوصًا أخرى من أجل مناقشتها بقدر ما يستفاد من هكذا نصوص لإثارة الفكرة وصراعتها وفعلها الدرامي، وهو أمرٌ طبيعي أيضا في معرفة أن النصّ لا يتحرّك وفق أهواءٍ وغرائزَ نفسية، بقدر ما يتحرّك وفق الظرف البيئي الذي ينتج هذه الأهواء من أجل رصفها في نص.

إن الوصف الغاضب لا يقترب من الوصف العنيف في النصّ، لأنه لن يكون هناك جمال محكم إلى المخيّلة أو أهمية وجود منتج النصّ في المجتمع، وسيكون أشبه بناقل الحدث كما هو، أو ناقل العنف مثلما يراد نقله من قبل السلطات، خاصة وأن الغضب هو انعكاس لشيءٍ حاصل في المجتمع.. وكما يقول ديكارت “إن حدوث الفعل في النفس يؤدّي إلى حدوث انفعال في الجسد، والعكس صحيح” لكن ما يراه سبينوزا غير ذلك حين عدّ “فعل النفس كصفة فكرية، يوازيه فعل جسدي كصفة امتدادية والعكس صحيح”، وما بين الفكرتين أو التعريفين أو الوصفين يقبع النصّ الغاضب بوصفه يحمل الاثنين معا، فإنه انفعالٌ لفعلٍ، أي بمعنى هناك فعلٌ ستكون له ردّة فعلٍ فيتحوّل من كونه محسوسًا إلى ملموس. على اعتبار أن منتج النصّ لا يريد أن يهزمه النصّ ذاته أو السلطة، ويريد أن يكون في مرتبةٍ قادرةٍ على إنتاج نصٍّ مؤثّرٍ في محيطه، لا يخضع إلى اعتبارات إنتاج العنف، لأنه حينها لن يختلف عمّن يصنع العنف من أجل السلطة والحفاظ عليها أو تمرير اجنداتها، سواء كانت دينية أو سياسية، وهو بالتالي كما يقول سبينوزا من أن الإنسان محاط بوابل من القوى والمعاني تصطدم به كل حين، لكن رأيه بإمكان الإنسان بحسب سبينوزا أن “يحسن توجيه تلك القوى عن طريق العقل. فالعقل كقوة طبيعية أيضا، موكول له مهمة استيعاب آليات اشتغال الطبيعة وقوانينها وأسبابها. وهو ما يسمح بتقليل الانفعال السلبي وأخذه نحو الإيجاب”، وهنا تكمن قوّة النصّ الغاضب أكثر من قوّة النصّ العنفي، كون الأخير هو نصّ لا يحتكم إلى العقل وصناعة الجمال، بقدر ما يحتكم إلى الغايات والأهداف. ولهذا فإن من الممكن ربط النصّ الغاضب بردّة الفعل اتجاه العنف الموجود في المجتمع سواء كان فرديًا أو سلطويًا جرميًا أو سياسيا.

النقد الغاضب والنقد العنيف

----

ولكن على الصعيد الآخر أو الجهة الأخرى للأدب وهو ما أعنيه بالنقد.. حيث يذهب البعض إلى وجود نقدٍ غاضبٍ ونقدٍ عنيف، وهو أمر طبيعي. فما بين الاثنين هو ما بين النصّ الغاضب والنصّ العنيف.. فحين يوجد النصّ الغاضب يوجد الناقد الغاضب، وحيث يوجد النصّ العنيف يوجد الناقد العنيف.. فالنقد نصٌّ أيضا، له أسسٌ ومعايير، سواء كانت فكريةً أو منهجيةً أو أكاديمية سواء كانت فطريةً نقديةً تأتي من خلال منتج النص، باعتباره ممارسًا للعملية الإنتاجية، أو من خلال الناقد الأكاديمي.

ولكن في كلتا الحالتين ثمة نقد يريد تهشيم الأسس المجتمعية إذا ما كان تابعًا للسلطة، أو أنه يزيد من جرعة النصّ الغاضب لتهشيم الفعل المسبّب. وفي الحالتين ثمة حاضنةٌ نصيّة يولد من رحمها الناقد وهي إما حاضنة النصّ الذي ينتجه المنتج، أو النصّ الذي تنتجه السلطة، أي النصّ الغاضب والنصّ العنيف، وفي الحالتين يمكن معرفة القوّة التي يطلق عليها البعض القوّة المتوحشة بين الحالتين لتمييز النصّ الغاضب عن النصّ العنيف.. وبالتالي فإن الناقد هو ملاحقٌ للنصّين، ولكن الأكثر قربًا للناقد الأدبي هو الأخذ بمميزات النصّ الغاضب على اعتبار أنه نصٌّ يواجه المتغيّرات، في حين النصّ العنيف هو نصٌّ مسكونٌ بالرغبة المسبقة للسلطة رغم أن البعض من النقّاد يعتبر النصّ الغاضب هو نصّ العنف، كونه يسرد أو يذكر أو يتبنّى موجّهات النصّ غير المألوفة فكرته أو حكايته أو تفاصيل ما يذكر عما كان، خاصة وإن الناقد كما يرى البعض أسير مدارس نقدية منهجية أو أنه متأثّرٌ ما هو قادمٌ من مصطلحاتٍ ومقولاتٍ نقديةٍ ذكرها البعض، وصارت لديه آراءً قارة، حتى لو جاء آخر وفنّدها كما هو حاصل مع البنيوية كمثالٍ وليس الحصر والتي تراجع الاهتمام بها في العالم في حين ظلّ الكثير من النقّاد العرب حتى الآن يفصّلون النصّ على أساس هذه البنيوية.

إن السؤال الأكثر إلحاحًا ربما يتوّلد من هذه المناقشة.. هل حقًا لدينا نقدًا غاضبًا ونقدًا عنيفا؟

إن الإجابة هنا ستكون بالإيجاب، هي يمكن اختصارها الشديد بعبارات مختارة.. إنه حيث وجد النصّ وجد الناقد، وحيث وجد أيّ النصّين الغاضب أو العنيف وجد الناقد الغاضب أو العنيف.

دوال واختلاف

ومما تقدم يمكن لنا تأشير ملامح النصّين وما يمكن وضعه من بعض الاختلافات ما بين النصّين التي اجتهدنا في تنسيقها، ليس بالصيغة التراتبية أو التصاعدية، بل بطريقة ضخّ المعلومة لكي تسير في الاتجاه الصحيح في دواليب المعنى.. ومن هذه العلامات أو الاختلافات:

النصّ الغاضب هو نصٌّ يريد محاربة الفعل المشين في المجتمع من خلال التأشير له.. في حين النصّ العنيف هو نصٌّ يريد إشاعة الفعل المشين ذاته والترويج له.

النص الغاضب هو نصٌّ يريد صناعة الجمال وزيادة الوعي بأهمية الأدب، في حين النصّ العنيف هو نصّ يريد صناعة الرعب وتراجع الوعي المجتمعي.

النصّ الغاضب هو نصٌ يحارب الخوف من أجل إثبات وجود الإنسان وأحقيته في الحياة.. في حين النصّ الغاضب هو نصٌّ يريد إشاعة الخوف والترهيب من أجل السلطة.

النصّ الغاضب هو نصٌّ يعتمد على الفعل والسبب في أنتاج مفعوله الجمال.. في حين النصّ العنيف هو نصٌّ يصنع الفعل ولا يقبل بوجود ردّة فعل وهو تابع للمسبّب.

النصّ الغاضب هو نصٌّ ثقافي أدبي يتبنى حيثيات الجمال من خلال ذكر حتى الفعل العنيف نفسه.. في حين أن النصّ العنيف هو نصٌّ يبتعد عن الثقافة ويقترب من عملية الوهم والقصدية العنفية.

النصّ الغاضب هو نصٌّ يريد تغليب العقل والانتصار إلى الجمال حتى لو كان في مقابلة مع القوّة السلطوية.. في حين أن النصّ العنيف هو نصٌ يريد تغليب الفكرة السلطوية وإنها الأكثر استحكامًا في الانفعالات العامة حتى لو جاءت بطريقةٍ مقلوبةٍ للحقائق.

النصّ الغاصب هو نصٌّ متخيّل جمالي وإن استند على فعلٍ واقعي أو واقعة حقيقية.. في حين النصّ العنيف هو نصٌّ مقصودٌ ويحمل متاعه ومبيّت في تفاصيله حتى لو استخدم الخديعة في عملية زيادة الوهم المجتمعي.

النصّ الغاضب هو نصٌّ فردي يعتمد على قدرة المنتج في عملية التدوين.. في حين أن النصّ العنيف هو نصٌّ فردي بقوّة جمعية ترتبط بالسلطة لإنتاج الخوف.

النصّ الغاضب هو نصٌّ يفتّت الغضب ويفتّت العنف ذاته.. في حين أن النصّ العنيف هو نصٌّ يزيد من كمية العنف في المجتمع وله أهدافٌ مرسومة.

النصّ الغاضب هو نصُّ ما بعد الفعل والنص الواقعي.. والنصّ العنيف هو نصٌّ يصنع الفعل ليأتي بالنصّ ومن ثم العمل على تثوير محتوياته من أجل مواجهة ردّة الفعل.

النصّ الغاضب هو نصُّ الجرأة المواجه لعنف السلطة أو المتغيّر غير السوي في المجتمع.. في حين أن النصّ العنيف هو نصٌّ يواجه الجرأة ويخيفها.

النصّ الغاضب هو نصٌّ يشير الى الوحشية في المجمع.. في حين أن النصّ العنيف هو نصٌّ يصنع القوة الوحشية للسيطرة على المجتمع.

النصّ الغاضب هو نصّ البديهية المخيالية الإبداعية.. في حين أن النصّ العنيف هو نصُّ القصدية المبيّتة التي تريد صناعة الحدث مما هو موجود في المجتمع بما يعرف.

النصّ الغاضب هو نصٌّ لا يريد أن تؤكل كتف المتلقّي بل يزيده معرفة.. والنصّ الغاضب هو نصٌّ يهدف إلى أكل كتف المتلقّي لإقناعه بالأسباب والقبول بالمسببات.

النصّ الغاضب نصٌّ لا يريد الهيمنة على المجتمع بقدر ما يريد للمجتمع أن يكون أكثر وعيًا في مواجهة المصاعب مثلا.. في حين أن النصّ العنيف هو نصٌّ يبحث عن الهيمنة الفكرية للمجتمع للسيطرة عليه.

النصّ الغاضب هو نصٌّ يواجه المسبّب ورفضه ومواجهته.. في حين أن النصّ العنيف هو نصٌّ يعطي المجال للمسبّب ليكون أكثر تأثيرًا في المجتمع.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.