الفكرة والشيء
الفكر معنى لشيء أو كصورة له اتفاق من خلال اللغة، كلما كثر وصفه اكتسب شكلا مغايرا لأصله المادي، وتلك التوصيفات والمعاني، يكتب عنها أو يتحدث، تصير مع الزمن، معاني للمعاني التي سبقت عملية صياغتها، فإن غدت تاريخا بحكم قدمها، خرجت من سياق ثقافي إلى آخر، لتجد لنفسها أصالة متوهمة حولها تتصارع الأفكار، تناقضا واختلافا، والأمر يزداد تعقيدا، بانتقال الفكر من وصف الأشياء والتعبير عنها، إلى الأحداث والوقائع التاريخية، مع التنبيه، إلى أن من عايشوها كشهود أو حتى مؤرخين، لكل منهم ما انتبه إليه ليتجاهل أشياء أخرى، بقصد أو دون قصد، فالعيون البشرية، تبصر ما يبدو للجميع، لكنها تتوجه لأجزاء لا تلتقط كلها رغم وحدة الحس البصري، وبذلك، تقع الاختلافات ضرورة، وقد تغني المشهد بعد أن مضى وكاد يمّحي من الوجود، ليصير تاريخا، متصارعا حوله، كوقائع ثم كدلالات لا غنى عنها.
هكذا تمضي الحضارة البشرية، باحثة عن ثبات بعض المعارف لتنتقل بدقة للاحقين كما عرفت، والأمر لم ينجح إلا في العلوم التي دمجت الرياضيات في معارفها كإحصاء وترابطات دلالية لها رمزيتها الكونية، بعد أن حققت قياسات للمسافات والمواد من حيث الحجم، والكتلة، وهي في طريقها لتحقيق ذلك من خلال تصوير الوقائع التاريخية، سواء كانت حروبا أو ثورات أو صراعات جسدية سياسية وعرقية ودينية وأيديولوجية اجتماعية، إضافة إلى الوثائق الإثباتية، رغم ما يرافق ذلك، من محاولات لتزييف الصور واللعب بها، لإعادة صياغة الوقائع وتشويه الشهادات كما يحدث في عالمنا المعاصر، ورغم ذلك، فمصداقية الصور وحتى الأصوات، غدت محكّا لمحاصرة الحقيقة وإعادة إنتاجها كما كانت أو وقعت، لكن الملاحظ يدرك أن الناس يختلفون حتى حول الصورة حاضرا، ليقوّلونها ما يبدو لها أنها حاملة من معان ودلالات، بل تصير هذه الدلالة رمزا لما لا يبدو ظاهرا، فالحقيقة دائما محتجبة، تحتاج إلى كاشف لها، من هنا برزت فكرة جديدة، وهي كون الحقائق تصنع ويخلقها البشر كما فعلت الآلهة في العصور القديمة، حيث ارتبط الناس بها ودونوها واعتبروها حقا مطلقا، بها تفرض الواجبات عبادة واعتقادا يقود حتما للخلاص من خطيئة وتعاسة لاحقت الكائن البشري منذ وجوده على هذه الأرض، فتناسلت التوسلات واجتهدت واضعة دربا للحالمين بالأبدية كخلود بالروح أو الأثر المرادف للمجد، تلك كانت رهانات الكائن المفكر الساعي لترسيخ وجوده، بما عرف وبما جهل عن مصيره ومآله المختلف عن كل الكائنات الأخرى.
الشيء والحس
الأشياء الطبيعية كما تنطبع في الحس، تبدو كما هي حسيا، فتعرف باللغة وباختلاف اللغات تسمّى صوتا بأصوات مختلفة وحتى كتابة، بعد انتقال البشرية من الشفاهي إلى الكتابي، والحضارة تساءل أهلها عن اسمها فسمّوها اتفاقا لتمييزها عن غيرها، فعرفوا الضار منها والنافع، لترتب حسب الحاجة إليها فيما بعد، وذهنية البشر، كانت لها هذه القابلية للتمييز، قبل بناء نظام التفاضل بينها وظهور القيم الفارضة لتقويمها قبولا أو رفضا فاستحسانا وتنفيرا، لكن أشياء الطبيعة بقيت كما هي، بناء على طبيعة البشر الذين حافظوا على المشترك بينهم، قبل التمايزات بينهم، لكن اليد البشرية انتقلت لصنع ما يحتاجه الناس، فاضطروا لتعريف ما صنعوا وبه تمسكوا إلى أن ظهر غيره، وكان أكثر فاعلية، فتبنوه بديلا لما صنعوا وغيروا فيه ليصير لهم، وهم عادة معتدون وفخورون بما صنعوا، وبه أوجدوا أشياء لهم بصنعهم، لكن الشيء بقي لديهم كما هو طبيعة أو صنعا، بل إن الصنع، فيهم من نسبه لآلهة معلمة حلت بروحها في أجساد الأجداد، فلقنتهم ما به يحفظون وجودهم ويدافعون عنه بها، فصارت تلك المصنوعات ممهدة لاستقلالهم عن بعض ما تهبهم الطبيعة إياه، فلم يسألوا عنه واكتفوا به كما هو، بذلك أدرك الإنسان القديم ما هو طبعي وما هو من صنعه كأدوات أو أشياء، يؤمّن بها حياته ويحفظ وجوده حتى ضد ما هو طبيعي.
الشيء والأصل
حين كاد الإنسان القديم يعتاد على الأشياء، بدأت الفكرة تغريه بمعرفة موازية، أصلها السؤال عن الأصل، يعني أن ما يشاهده طبيعة كانت له بداية، قبل أن يوجد هو، هنا بدأ يتجاوز المباشر الموضوع أمامه، بالسؤال عن أصله، من هنا انطلقت الأساطير، مصوّرة بداية الكل كوجود، انبثقت عنه تلك الأشياء الطبيعية، فتناسلت الصور منتجة البداية التي كانت فيها الآلهة حاضرة كسبب قديم، تصارعت فيما بينها لفرض سلطتها، ففيها من رأى في الإنسان عدوا صنعه بعضهم ليواجه به مخلوقات أخرى، من هنا بدأت ثنائية النور والظلام، التي نتجت عنها مخلوقات نورانية وأخرى ظلامية، أو أرضية وسماوية ثم فوق أرضية، حيث اختص كل إله بمجال، كالبر والبحر، ثم السماء وما تحت الأرض، وقد كان الخيال سائدا، قبل أن يحتل مكانه التجريد التأملي ليقصي الحكائي الأسطوري، وكانت تلك ملحمة صراعات متخيلة، بها وعليها تصارع البشر فيما بينهم، المتخيلون والمجردون، المعددون والموحدون، الخيرون والأشرار، فانحاز السحرة بسحرهم لعوالم مجهولة، هم ممثلو قواها الخفية، فصاروا وسطاء، يتصدون للعنات الغاضبين من الآلهة بتوسلاتهم وقرابينهم البشرية ثم الحيوانية.
الشيء والوعي
الوعي فعل ذهني لا يمكن عزله عن الحسي، فمنه بدأ وإن عليه تعالى، فتجربته معه، عندما اهتدى لوجود مفهوم الصغر الذي لا يدرك حسيا، لكن أثره يحس ويدرك بغيره، فكان لزاما إعادة تعريفه لا كما يبدو بل بما يؤول إليه أو ما كانه، فالوعي تذكّر وتخيّل كما كان من قبل توصيفا للتمييز بين الأشياء، بذلك صار المتخيل إعادة صياغة للموجود بما يضيفه الوعي له من صفات ليست مرئية أو ملموسة، فبدا الوعي إبداعا لأشياء أخرى، بإضافة معاني أخرى لها، فلم نعد أمام أشياء، بل أمام تمثلات لها، كأنها تزييف للبادي أو تعديل له، بناء على كون حقيقة الشيء، ليست في مظهره، بل فيما خفي منه واحتجب، وبذلك تحررت الفكرة من شيئية المدركات لتتجاوزها، تجريدا وتصغيرا لمكوناتها الظاهرة للحس، وكانت هذه المرحلة انتقالا للفكر بالوعي، من الارتباط الكلي بالأشياء إلى التحرر منها لتشييد عوالم محايثة للأشياء تخيلا في البداية ثم تجريدا، وتعاليا عن الشيء المحسوس وحسيته الآسرة للممكن من المعاني، فماذا عن اللغة التي بها يتحرك الفكر ملازما لها ومنفصلا أيضا في حالات أخرى؟
اللغة والوعي بالشيء
لا يمثل الوعي إلا باللغة المعبرة عنه، علامات ورموز تسمح بتعدد دلالات العلامة في صيغتها اللسانية، وقد دشنت اللغة علاقتها بالفكرة من خلال المجازات التي هي تجاوز للمباشر، بحيث يتولد المعنى عن معنى آخر حتى إن كان إحالة على شيء يتحول إلى رمز لمعنى آخر، ليس هو صورة الشيء، بل ما يرمز إليه، هكذا يكون الشيء واحدا، لكن دلالاته تتعدد بالأفكار المكونة عنه، تخيلا وتجريدا، فتصير له حقائق، تتراوح بين الملموس والمتخيل وحتى المجرد في رمزيته، وهو ما يشبه المادة في الفيزياء الكوانتية التي ذهبت في تصغيرها إلى الاقتراب مما يشبه طاقة بأثر يحدد دون معرفة مصدرها المادي المتناهي في صغره، فحدثت اختلافات في العلوم التي عرفت تاريخيا بدقتها، مما ولد أسماء جديدة لم تكن معروفة من قبل، شبيهة بمجازات مجردة تستحضر الاحتمال أكثر من الحتمية، التي أسس عليها المشروع العلمي في بداياته التجريبية.
اللغة وتشيؤ الفكر
إذا كانت اللغة تجسيدا للفكر بماديتها صوتا وكتابة، فهل يقبل الانفصال عنها ليوجد دونها؟
إنه كفكر يعرف بها ويهتدى إليه بها، فهي تجعله حاضرا ومستساغا، وأحيانا مكررا في تقاليد الحكي الشفاهي، وأشكال الكتابة المعبرة عن المعنى بأبلغ عبارة من خلال البيان وأشكال الصياغة الجمالية، مع تعديلات تتخذ شكل تناص أو وضوح لغة للعلم والقانون، فتتسرب إليه قوانينها في الصياغة وتتخذ أشكال المنطق وسلامة البديهة ووضوح الفكرة، وهي أي اللغة تجعل الأفكار مستوعبة بتجارب سابقة، لتحد من استقلال المعاني وتعاليها عن كل أشكال الحصر لها باسم تأويل أو تفسير لمكتوب أو منطوق، فينظر لما تجاوز ذلك، بالمغلوط والمتعسف والمؤول تأويلا مغرضا أو ساذجا، وغيرها من التوصيفات المتحاملة على تحرير المعنى ليصير رمزيا أو متجاوزا لرمزيته المتعارف عليها، إن اللغة بحرصها على التكرار تجمد الفكرة لتصير شيئا بهذا الجمود أو ما شابهه وتماثل معه، ولذلك، تجد كل اللغات البشرية تحافظ على ثوابت بتبجيل جمالية فيها كانت في عصر من العصور، ولا تقبل بما يخرق تشييئها للفكرة إلا بعد صراعات مريرة، وربما كان ذلك سر انبلاج لغة من أخرى واستقلالها عنها بقواعد ونظم أخرى، لا تنفي كل التشابه ولا تلغيه بشكل نهائي.
ما لا يتشيأ في الفكر
من الصعب ادعاء إمكانية انفصال الفكر عن اللغة، التي لها سلطة مادية على الصور الذهنية، سواء صمت المتكلم أو نطق، لكن ماذا عن اللغة عندما تبدو بفعل تعالي الفكر عليها، مداعبة لأفكار كأنها لا تطالها كليا، ولا يمكن تكرارها بما يصل إلى معناها إلا تحايلا واحتمالا، ولا مثال على ذلك، إلا لغة المتصوفة وبعض شعراء المناحي الوجودية والعبثية، التي يوصلون بها الفكر حرا ومتعددا في تلقي معانيه، فيغرى به فاهمه تجربة روحية وحتى من لم يطله، يدرك ما تناثر منه فيجمع الدلالات المتنافرة في ذهنه، كأنه بالسعي إليها يبتعد عن اللغة ويتأمل ما انفلت منها، موقنا أنه فكر انقشع ضياء منه وانطفأ، فبقي نوره ذكرى لا يمكنه نسيانها، فيه حكمة شبيهة بمحو، فيه ما تعالى على اللغة وتحرر من سلطة تشييئها له، فحفظ متعددا في مدلولاته، التي يمّحي بعضها ببعض، دون أن تفقد ما توحي به كومضة ضياء رآه وحده وتمثل ما فيه وهو عاجز عن إعادة بنائه بلغته، التي لم تقو على إعادة الصياغة أو تكرار ما يشابهها ولو اختزالا أو توضيحا بالإضافة، وما يشبه الشرح.
فماذا لو اتخذ هذا الشيء شكل وجود أو إنسان أو عالم؟
الجسد البشري
اعتبر ديكارت الإنسان شيئا مفكرا، فالشيء هنا هو الجسد، وهو محكوم من حيث شيئيته، بقوانين الطبيعة، من حيث احتلاله لمكان، وله حيز مكاني، وربما وزن وشكل، لكن ما به يختار في حركته، ليس بشيء، إنه نفس، أو روح له إرادة قد تتعارض حتى مع الغريزة نفسها، لكن هذه الإرادة الحرة، تم التشكيك في حدودها من خلال خضوع الكائن البشري، لحتميات تجعل فعله في سياق تجسده خاضعا لإكراهات، نفسية لا واعية أو اجتماعية، بل وحتى جسدية، بل إن اندفاعات الجسد، طالما صوّرت حرية كتعبير عن رغبة وإرادة، ليصير الجسد وسيطا بين الذات والعالم، أو الوجود نفسه، ودونه لا معنى للوجود البشري نفسه، إننا هنا أمام فكرة عن الجسد، أي معنى يهب الشيء صورة، متجاهلا مادته التي أدركت العلوم نسيجها ووظائفها بيولوجيا وطبيا، لكن تلك المعارف لم تمكّن من التعرف على الإنسان، فهو أكثر من جسده وأسمى كما يقال فلسفيا، فحتى دماغه، الذي هو مصدر الفكر، لا نعرف كيف ينتجه، ولا حركته التي منه تنطلق، الاقتراب منها في علوم أعصاب الدماغ لا يزيدها إلا غموضا، فحوار خلاياها، كيميائي في حالات وكهرومغناطيسي في أخرى، إنه وحده عالم، مختلف ومحايث للجسد بشكل مفارق، فيه لا يستغني عنه، لكنه به لا يُعرَّف.
رغم تطوّر المعرفة بالجسد بقيت دلالاته موضوع فكر، يتأمله كاشفا عن أبعاد أخرى فيه، فهو وسيط لا ينقاد إلى المعاني التي نكونه عنه من حيث أن له تاريخ ربط بالشهوة ثم النزوة ووصل الأمر به إلى القداسة، عندما صار فداء بعد أن كان قربانا، فبه تم الغفران بحلول الله فيه، تصوفا ومسيحية، إذ قالت المتصوفة “تحسب نفسك جرما صغيرا، وفيك انطوى العالم الأعظم”.
إنه حيث يحل اللامنتهي، ويظل مع ذلك منتهيا في عالمه، فانيا بمادته وخالدا في شكله، فقد قيل في الكتب المقدسة إن الله خلق آدم على صورته، وهذه الصورة خالدة، به خارجه، حقيقة أو تشبيها.
الجسد حافز قوة مؤثرة في الروح نفسها كنفسية، أي تلك الوحدة التي تشكل هوية الكائن العاقل والمتكلم، لها تاريخ هو نفسه تاريخ الجسد وهو ينمو ويتعثر وينجرح فيترتب من جروحه خوف وحذر وخبرة، تشكل ذاكرة، بها يشتاق الكائن لما افتقد ويحنّ إليه، حاجة ورغبة، وبهذا الجسد يعذب ويتألم ليرغم على البوح، أو الاعتراف بما لم يقترفه، فبألمه ينحط ويضعف، فيوضع في السجون مثقلا بها وهو مقيد، لتنكسر نفسه وتكاد روحه تتلاشى، وهو المدخل الجرمي لتشيء السجين والمعذب، فتركه يتسخ وتتعفن جروحه، لا يعرّضه للموت، بل للشعور بثقل الجسد وأحيانا كرهه والتنكر له، من هنا تبدأ هزيمة الإرادة واستسلام الرافضين والمتمردين على قيم عصرهم.
الجسد أيضا مصدر متعة، به يرتشى الكائن الهش، ويغوى بشهوته ليسلم بضعفه أمام الإغراءات، فيتنازل طامعا في متع، يحققها بجسده وله، ويفاخر متباهيا بما حققه مبالغا حتى في تعديل ما شاخ من الجسد، ليقهر الزمن ولو ظاهريا، فيصير رغم شيخوخته هدفا مصغرا، مرحبا بعودته لزمن الشباب ونزقه، فيبدو على غير ما هو عليه، متحديا حكمة الحكماء الذين يدركون أن الحياة مراحل، على الفرد أن يدرك تمايزها ويقتنع به، احتراما لعمره وسنه.
الجسد بين الذكر والأنثى
الأشياء في تأنيثها أو تذكيرها، لا يلحقها تغيير إلا في حركة نطقها أو كتابتها، وفي اللغات اللاتينية، هناك أوصاف تبقى كما هي، سواء وصف بها المذكر أو الأنثى، لكن الجسد رغم ما حققته البشرية من مساواة بين الجنسين ما يزال مشحونا بذكورة مفرطة في المجتمعات التي نصيبها من التقدم ضئيل، غير أن الجسد الأنثوي ما يزال مجال مجازات وإيحاءات إيروسية محرضة على استهلاك كل صوره كتحفيز على الاستهلاك لمواد بعينها، ليس لكونها نسائية، بل بالجسد الأنثوي تصير حاجة ملحة، فمقياس النجاح هو القدرة على إثارة جسد الآخر تمهيدا لحبه، لأسبقية الجسد على العاطفة، فهو ما يرى أولا، بل هو مقياس صدق العاطفة، فالقلب ليس مستقلا عن الجسد، بل فيه، وهو لا يرى، بل الجسد ما يدرك، وما يغري بالقرب، إنه جاذبية تختزل في الأنثى، أي الجسد المؤنث، ولذلك، فحتى الذكوري لينال احتراما عليه أن يتعلم نعومة نقيضه دون أن يشبهه إلا شذوذا، وتلك قصة أخرى، فقد تفهمّها سياق الوجود الاجتماعي وغدت شيئا مصرحا بوجوده وحقيقته، ولم يعد قابلا للتجاهل أو التعنيف اللفظي والجسدي، كما قد يحدث في مجتمعات محافظة ومنغلقة وذكورية في سلطتها، التي تخفي الشذوذ وتتعالى بتجاهله وأحيانا بنكرانه، وهي صيغة مشيأة لما لا يرضي أو يزعج القداسة المقلدة.
كاتب من المغرب