الملْهاةُ الدّمَشْقيَّة

لسان الجحيم
السبت 2020/05/02
اللوحات للفنان محمد علي مفتي

أَعْمَالُ الْمُسُوخْ

 

مَا مِنْ مَخْلُوقٍ رَأَى حُزْنَ الشَّجَرَةِ،

إِلَّا وَحَمَلَ النَّارَ بِعِيْدَاً عَنِ الْغَابَةْ.

 

لَكِنَّ مُسُوخَاً وَلَدَتْهُمْ أًمَّهَاتِهِمْ فِي جِرَارٍ سُوْدَاءَ،

نَزَلُوا إِلَى الْمُدِنِ،

وَأَضْرَمُوا النَّارَ فِي الْأَسِرَّةِ.

 

مُسُوخٌ بِعُيُونٍ ابْيَضَّتْ.

 

كَانُوا مُزَارِعِينَ فِي جِبَالٍ نائية،

مَلَأُوُا الْحَاوِيَاتِ ببرادةِ الْحَدِيدِ وَكُسُورِ الزَّجَاجِ،

وَدَحْرَجُوهَا

مِنْ قِمَمٍ جَرْدَاءْ على مُدُنٍ نائمةٍ.

 

وَفِي الْأَعْصَارِ،

فِي أَوْقَاتِ الْقَيْلُولَةِ،

لَمَّا تَسْتَرخِيَ الْأَرْضُ وَتَمْرَحُ النَّسَائِمُ فِي جَنَبَاتِ الْحُقُولِ،

يَطُوفُونَ بِأَحْذِيَتِهِمُ الْمُوحِلَةِ جَنَبَاتِ السَّمَاءِ،

وَيَجُزُّونَ الْغُيُومَ بِالْمَنَاجِلِ،

ثُمَّ يَجْمَعُونَهَا،

هِيَ والْجَمَاجِمَ،

تَحْتَ الْمَطَارِقِ،

فِي قُبُورٍ تَرْتَجِفْ.

 

مَا مِنْ مَخْلُوقٍ مَرَّ مِنْ هُنَا إِلَّا وَسَمِعَ بُكَاءَ الْأَسِرَّةِ،

وَنَشِيجَ الْمَلَابِسِ،

وَهَمْسَ الْأَشْبَاحْ.

 

a

هَشِيمْ

أَمْشِي مَعَ الْبَرْقِ فِي هَشِيمِ الْأَرْضِ،

وَأَهْوِي مَعَ الْأَرْضِ فِي مَا تَزَلَّقَ مِنْ كُسُورِ الْأَرْضْ،

لَا وَجْهَ لِيْ

وَلَا عَابِرينَ لِأَقْرَأَ وَجْهِيَ بَيْنَ الْوُجُوهْ.

 

أَهْوِي وَرَاءَ صَوْتِيْ

وَأَنْهَضُ

وَلِي عَيْنَانَ حَجَرِيَّتَانِ ...

إِلَهِي

مَنْ شَقَّقَ مَرْمَر عَيْنَيَّ وَأَعْطَانِيَ هَذِهِ الصُّوْرَةَ!

 

لَمْ أَكُنْ لَمْحَةً مِنْ خَيَالِ شَخْصٍ عَرَفْتُ،

وَلَا شَبَحَاً هَامَ عَلَى السُّوْرِ حَتَّى تَهَشَّمَ هُوَ وَالسُّورُ فِي صَيْحَةِ الْبَرْقِ

لِأَهْتِفَ هَذَا أَنَا..

 

هَلْ كُنْتُ أُشْبِهُ نَفْسِيْ؟

 

أَمْ أَنَّني ظِلُّ شَخْصٍ ولِدَ في سُمَيْسَاطَ على الفُراتِ الأَعْلى

وعاشَ في المَعَرَّةِ

ودُفِنَ في رافينا؟

 

كُلُّ مَا عَرَفْتُ أَنَّنِي نِمْتُ وَرَأَيْتُ نَجْمَتِيْ فِي صَقِيْعِ الْغَابَةِ

فَحْمَةً جَارِحَةً ..

والشُّعَاعُ الَّذِي اخْتَطَفَ بَصِيْرَتِيْ

مُزَقَاً رَأَيْتُهُ فِي هَشِيمِ الْأَرْضْ.

 

c

الصراط المشتعل

أَنْهَضُ مِنْ رُقَادِيَ،

وَأَقِفُ فِي الْمِرْآةِ.

 

مَنْ دَفَنَنِي هُنَا،

وَتَرَكَنِي

فِي

لُجَّةٍ

بِلَا بُوصَلَةٍ، وَلَا دَلِيلٍ سِوَى ذَلِكَ الضَّوءُ الشَّاحِبُ فِي شِقِّ النَّافِذَةِ؟

 

هَل أُشْبِهُ أَلِيْعَازَرْ؟

 

كَمْ مَرَّةً نِمْتُ وَآسْتَيْقَظْتُ،

وَنِمْتُ

وَآسْتَيْقَظْتُ،

حَتَّى لَكَأَنَّ رُقَادِيَ سَرِيرٌ مِنَ الشَّوكِ،

وَأَنَا،

صَخْرةٌ تَتَدَحْرَجُ فِي وَادِ سَحِيقٍ،

وَلَا تَصِلُ إِلَى أَرْضٍ!

 

الْأَمْوَاهُ تُقَلِّبُنِي،

كَمْ سَاعَةً نِمْتُ،

كَمْ لَيْلَةً مِنْ لَيَالِي الْهَارِبِينَ،

وَكَمْ يَوْمَاً مِنْ أَيَّامِ الْمَحَكُومِينَ بِالسَّلاسِلْ؟

 

أَنَا الْخَارِجُ مِنَ الْكَهْفِ،

لَمْ أَتْرُكْ فِي الْمَدِيْنَةِ بَابَاً ولَمْ أَطْرُقْ.

 

أَهُزُّ الْأَطْفَالَ فِي أَسِرَّتِهِم،  لِيَنْهَضُوا وَيَتَعَرَّفُوا عَلَيَّ،

 

أَنَا أَلِيْعَازَرُ الْهَائِمُ فِي دِمِشْقَ؛

تَرَكْتُ ظِلِّيَ فِي الشَّاِرعِ الْمُسْتَقِيم*؛

ظِلِّيَ مُعْجِزَتِي لِحَائِكِينَ وَدَّعُوا بِالدُّمُوعِ دُوْدَةَ الْقَزِّ، وَعَكَفُوا عَلَى الْكِتَّانِ يَنْسُجُونَ الْأَكْفَانَ لِفِتْيَانٍ مَهَرَةٍ أَقَامُوا الْمَكَايِيلَ فِي صَيْدَا، وَصُورَ، وَطَرَابُلْسَ، وعَكَّا، عَلَى مَرْأَىً مِنْ بَنَادِقَةٍ، وَجَنَوِيِّين حَاذِقِينَ!

تَنَافَسُوا،

وَآشْتَعَلَتْ فِي أَبْصَارِهِمْ أَمْوَاجُ الْحَرِيرْ!

 

فِتْيَانٌ يَتَمَدَّدُونَ الْآنَ صَرْعَى عَلَى صِرَاطٍ يَتَلَأْلَأُ بِدِمَائِهِمْ،

وَآبَاءٌ يَتَفَحَّصُونَ الْجِرَاحَ فِي الْأَبْدَانِ،

وَمُنْشِدَاتٌ عَلَى أَطْلَالٍ مُحْتَرِقَةٍ،

وَبُكَاءُ أَشْجَارِ صَغِيْرَةٍ،

وَنَحِيْبُ سَوَاقٍ:

 

يَا رَائِحِينَ إِلَى دِمَشْقْ،

هَاتُوا دِمَشْقَ بِهَمْسَةِ اْلِمْندِيْلْ،

هَاتُوا اْلقَمَرْ بِالْمِكْحَلَةْ،

والشَّمْسْ بِالْقِنْدِيلْ.

 

أَنَا أَلِيْعَازَرُ..

الْهَائِمُ بِقَدَمَينِ مُجَرَّحَتَينِ عَلَى صُخُورٍ ابْتَلَعَتْهَا الْأَمْوَاجُ،

فِي لُجَجٍ تُبْرِقُ،

رَأَيْتُ الْخُطْوَةَ الْغَرِيقَةَ،

وَالْفَادِيَ،

رَأَيْتُهُ مُسَجَّىً،

وَعَرَائِسُ الْبَحْرِ هَائِمَاتٌ بِهَالَتِهِ.

 

***

عَلَى الصِّراط الْوَرْدِيِّ أَعُودُ؛

لَا كِلَابَ تُطَارِدُ الْعَجَلَةَ،

وَلَا أَنْيَابَ تَغُوصُ فِي لَحْمِ الْأُفْقِ.

 

 هَلْ قُلْتُ لَكِ أَيْنَ كُنْتُ؟

 

مَرَرْتُ بِشُبَّانٍ طَافُوا عَلَى حَقَائِبَ طَافَتْ عَلَى حُطَامِ زَوَارِقَ فِي نَهْرٍ مُضْطَرِبٍ، وَفِي إِثْرِهَمُ فَتَيَاتٌ طَائِشَاتٌ عَلَى الْمَاءِ وَلَهُنَّ أَجْنِحَةُ فَرَاشَاتٍ تَحْتَرق.

 

رَأَيْتُ الْجِبَالَ تَتَهَدَّمُ،

وَرَائِيَ،

وَالظُّلُمَاتِ،

تَلْتَهِمُ الْهَاوِيَةْ.

 

 

هَلْ قَالَ لَكِ* الْبَرْقُ مَا لَمْ تَقُلِ الْكَلِمَاتُ؟

 

نِمْتُ عِنْدَ صَخْرَةٍ،

وَرَأَيْتُ كَلِمَاتي لَكِ حَبْلَاً مِنَ الدَّانْتِيلَّا الطَّائِشَةِ فِي الْمَطَرْ،

وَلَمَّا نَهَضْتُ رَأَيْتُ الْكَهْفَ يَبْكِيَ،

وَلَمْ أَجِدْ صَاحِبِي*،

وَرَأَيْتُ الْقِيْعَانَ تَتَهَاوَى بِالصَّارِخِينَ،

وَلَمْ يَبْقَ عَلَى هَذَا الصِّرَاطِ مَا أَرَاهُ بَعْدَ مُدُنِيَ الْمُحْتَرِقَةِ الَّتِي رَأَيْتُ،

سِوَى اللَّعَنَاتْ.

ولَيْسَ لِقَدَمَيَّ الْمُهَشَّمَتَينِ، بَعْدَ الْآنِ، سِوَى هَذَا الصّراطِ المَدِيدُ مِنَ اللَّهَبْ.

 

 

***

أَنَا أَلِيْعَازَرُ الدِّمَشْقِيُّ خَرَجْتُ مِنْ بَابِ الْفَرَادِيسِ* وَوَجَدْتُ الْجِنَانَ تَحْتَرِقْ.

 

وَفِي دُخَانِ الْحَرَائِقِ،

وَرَمَادِ الْأَشْجَارِ،

عَلَى ضِفَافٍ تَناهَشَتْهَا ضِبَاعٌ مُرَقَّطَةٌ،

تاه مُرْشدي،

ورأيتُ دَارْيُوسَ* الْهَارِبَ مِنَ الْمَعْرَكَةِ يُطِيْلُ السِّلْسِلَةَ الفارسيَّةَ  لِلْفَرْغَلِ السُّوريِّ الْأَعْمَى

تَحْتَ سَمَاوَاتٍ آدْلَهَمَّتْ كَصَفِيحٍ نَابِحٍ،

وطَافَتْ بِهَا طُيُورٌ بِأَنْيَابَ زَاعِقَةٍ،

 

طُيُورٌ

تَنْقَضُّ،

وَتَنْهَشُ الْإِسْفَلْتَ!

 

هَلْ قُلْتُ بِالْإِيْمَاءَةِ مَا أَرْعَبَ الْكَلِمَاتِ،

وَأَوْحَشَ الْمُتَكَلِّمَ؟

 

هَلْ قُلْتُ ما لَمْ أَقُلْ أَبداً؟!

 

أَنَا أَلِيْعَازَرُ الطَّارِقُ بَابَ الْقِيَامَةْ.

 

***

g

أَهَذَا هُوَ جَبَلُ الْفَلَّاحِ الَّذِي شَجَّ رَأْسَ الرَّاعِي،

والَّذِي مِنْ صُلْبِهِ تَحَدَّرَ التَّاجِرُ،

وَالصَّيْرَفِيُّ،

واللَّاعِبُ بِالسَّيْفِ؟

يَا لَهُ مِنْ جَبَلٍ مُوْحِشٍ

لَا يُقِيمُ فِيْهِ طَائِرٌ،

وَلَا تَنْبُتُ فِي عَطَشِهِ سِوَى الشَّقَائِقُ

لَاهِبَةً،

وَلَا تُرْسِلُ مَغَاوِرُهُ الْمُرَوَّعَةُ بِالْأَمْوَاهِ

 بَعْدَ

الْأَمْوَاهِ،

سِوَى حُطَامِ التَّأَوُّهَات.

 

عَلَى قِمَمِهِ يَلْهُوَ الْغُبَارُ،

وَالرِّيْحُ تَعْبَثُ بِالْحُطَامْ.

 

وَعَلى الْمُنْحَدَرَاتِ الشَّائِكَةِ حَيْثُ آنْهَمَرَتِ الْأَجْسَادُ عَلَى الْأَجْسَادِ وَسُمِعَتِ الصَّرَخَاتُ، تَلْهَثُ الشَّمْسُ، وبِلِسَانِهَا الْمُحْتَرقِ، تَلْحَسُ عِظَامَ الْهَالِكِينْ.

 

الرَّعْدَةُ تَدُبُّ فِي أَوْصَالِ الصُّخُورِ،

الرَّعْدَة تَقْصِمُ ظَهْرَ الْجَبَلِ،

وَالْحِجَارَةُ الْعَمْيَاءُ تَسَّاقَطُ عَلَى الْبُيُوتِ وَالْأَسْوَاق.

 

أَهَذِهِ إِرَمُ؟!

وَهَذَا الْجَبَلُ، أَهُوَ قَاسيُونْ؟!

 

أَنَا

أَلِيْعَازَرُ

الْمُعَلَّقُ فِي مِرْآةٍ تَحْتَرِقْ.

 

u

***

أَقِفُ فِي الْمِرْآةِ، وَلَا أَرَى وَجْهِي!

 

هَلَّا خَرَجْتِ لِي مِنْ غَيْبِ الصِّوَرِ،

وَكُنْتِ شَفِيْعَتِي؛

لِيُمْكِنَنَي النُّزُولَ مِنْ عَلَى هَذَا الصِّرَاطِ المُشْتَعِل،

مَاهِراً،

كَمَا يَفْعَلُ الرِّيَاضِيُّ فِي الْأُولِمبْيَادِ الْأَثِينِيِّ،

وَأَجْلِسُ عَلَى حَجَرٍ فِي الْمَدِيْنَةِ،

لِأَرْوِي لِلدَّمَاشِقَةِ، وَهُمْ يَكِيْلُونَ الْحَرِير بِالْأَشْبَارِ خَاطِفِينَ أَبْصَارَ الْجَنَوِيِّين وألْبَابَ الْبَنَادِقَةِ وَقُلُوبَ الْقَبَارِصَةِ وَدَهْشَةَ الْكِريتِيِّينَ وَخَيَالَ الْقُرْطَاجِيِّينَ، وَأَرْوِي لِلتُّركِ وَالْأَلْبَانِ وَالْخَزَرِ وَحَتَّى الصَّقَالِبَةِ الَّذِينَ وَصَلُوا مِنْ أَقَاصِي الشَّمَال، وَرُسُلِ إِلِيْزَابِيثِ الْقَادِمِينَ مِنْ بَحْرِ الظُّلُمَاتِ لِيَعُودُا إِلَى وِندْسُورْ وَيُضِيْئُوا السَّنَةَ بِفُسْتَانِهَا الدِّمَشْقِيِّ؟

 

وَفِي الْخُلَاصَةِ،

بَعْدَ الْجَحِيمِ، والْجَحِيمِ، وَالْجَحِيْمِ،

بَعْدَ الرَّمَادِ فِي الْآنِيَةِ،

أَأَنَا أَنَا؛

أَمْ أَنَّنِي

وَهْمُ صَاحِبي الَّذِي لَمْ يَصِلْ،

وَظِلِّيَ الَّذِي أَهْدَيْتُ لِلطَّريْقِ؟

 

وَمَا الْفَرْقُ، لَوْ كَانَ يُقَاسُ بِالْأَشْبَارِ، بَيْنَ إِيْثَاكَا، وَرَافِيْنَا، وَدِمَشْقُ الَّتِي تَحْتَرِقْ؟!

 

m

صَوْتٌ

لِمَ تَرَكْتَنِي هُنَا يَا لُوقْيَانُوس؟!

لِمَ تَرَكْتَنِي مُسْتَلْقِيَاً

عِنْدَ

تِلْكَ

الصَّخْرَةِ،

وَفِي رَاحَتيَّ المهَشَّمَتَيْنِ تَلْهُو شَقَائِقُ النُّعْمَانِ،

وَيَصْطَفِقُ الْهَوَاءْ؟

 

برُومِيثْيُوس رَاجِعَاً فِي عَرَبَةٍ

 

I

 

الْيَوْمَ أَتْمَمْتَ سَطْرَكَ،

وقَصَصْتَ رُؤْيَاكَ عَلَى القَصَصِ.

 

كُنْ مَا تَكُونُ،

وَلَا تَكُنْ

إِلَّا

مَا ابْتَدَرَتْ يَداكَ:

أَوَّلَ الكَلِماتِ فِي اللُّغَةِ،

وصَرْخَةَ البَحْرِ فِي الأَلْواحْ.

 

II

لَا كِتَابَ يَسِعُ جَسَدَكَ،

وَلَا أُخْدُودَ يَطَالُ جَبِينَكَ الْمُكَلّلَ بِالشَّوْكِ.

 

III

الْعَرَبَاتُ عَبَرَتْ بِالْمَسامِيْر،ِ

سِيُورُ العَجَلاتِ تَهَرَّأَتْ،

وجَسَدُكَ المُعَلَّقُ فِي الفَجِّ

لَمْ يَبْرَحْ يَمْلَأ الأُخْدُودَ

بالكَلِماتِ.

 

IV

 اسْمُكَ الشُّعْلةُ الصَّرِيعَةُ،

الْأَحْصِنَةُ الصَّاهِلَةُ فِي الشِّعَابِ،

شَجَرُ الْوَعْرِ مُخَضَّبَاً بِدَمِ الطَّائِرِ،

التُّفَاحُ مُشْتَعِلَاً عَلَى الْأَغْصَانِ،

لَهَبُ الْجُلَّنَارِ.

 

اسْمُكَ أَدْمَى الصَّحَائِفَ،

وبَعَثَ فِي الصِّراطِ هَوَاءَ الْقِيامَةْ.

 

الْحِبْرُ الْكَوْنِيِّ

اسْمُكَ،

والسَّمَاءُ الصَّفِيحُ الْمُلَطَّخُ بِدَمِ المَذْعُورِينْ.

 

V

الْآَهَاتُ الْحِبَالُ الْمُتَقَطِّعَةُ،

وَحُطَامُ الصَّرَخَاتِ يَمْلأُ الْهَاوِيَةْ.

 

VI

الْجَرَّافَاتُ تَعْمَلُ،

وَالْجِبَالُ تُعِيُد الصَّرَخَاتِ إِلَى الْجَثَامِينْ.

 

 

 

VII

 أنْتِ لِي،

فَلْتَكُونيِ مَا تُرِيْدِينَ

مِنْ أَرْضٍ،

وَمِنْ أَسْمَاءَ فِي الْأَلْوَاحِ،

أَنْتِ لِيْ.

 

VIII

الْأَقْمَارُ أَقْمَارِيْ وَقَدْ سَقَطَتْ عَلَى جَسَدِي،

وَهَذا المَوْتُ خَيْمَتِيْ فِي الْأَرْضْ.

IX

ارْتَجَّ الْقَبْرُ وَنَهَضَ السَّاكِنَةُ..

الْأَرْضُ شَبِعَتْ مِنْ دَمِ الْأُضْحِيَةِ،

فَلْيُقْبِلِ الطُّوفَانُ وَيَذْهَبُ بِعِظَامِنَا،

وَبِالْأَلْوَاحْ.

وَلنَمُتْ حَيْثما شَاءَ لَنَا الْمَوْتُ،

وَلَكِنْ

لَنْ

نَمُوتَ

هُنَا

أَكْثَرَ.

ادْفِنُونَا فِي الزَّوَارِقُ وَآدْفِنُوا الزَّوَارِقَ فِي الْبَحْرِ،

لَا قَبْرَ فِي الْأَرْضِ يَسِعُ صَوْتَ النَّايْ.

y

 

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.