بورتريه بلال خبيز
بلا مجد أو أثر
مدججاً بالغبار والصور
يلتف على صخرة ذائبة
ويذوي كمفردة مهجورة
لم نعرفه بعد
كان قد سئم الوضوح
ودخل في الغامض
حتى صار مطراً
وحبال إشارات.
تراكم في الصمت؛
تصلّب وقسا.
لم تعد روحه تصطدم بالألفة المألوفة
ولا باللغات المعرَّفة والشّبه
سقط في حفرة تأويله
حيث تغلي الأرداف والصنوج والأفكار
ولم يسمح لنا أن نلتقي به..
أو
أن
نلمسه
كان سريعاً كطلقة سأم .
كلّ ما تركه خلفه
صار
مستقبلاً..
وكنّا نحاول أن نمرّ من ثقوب المصائر
ليعيدنا إليها بخفة المارق
وبلاغة العابر.
مات عنا مراراً
وقتلنا أحياناً
وكان
ينجو
إذ يعود إلى أصله المتشظي
ويركّبه من جديد
على هيئة رثاء للمراثي
حينها كان يزدهر ويشّع
في الفوارق الدّقيقة
بين الحشد والصداقة،
الانتباه والسّهو
الأمل والنسيان..
بلا
مغفرة
يصطاد الأخطاء ويطلقها في البراري
متيقناً بأنها لن تعود
وأن حريّتها ستخلق حريّته
وتترك الرحلة تتجدّد.
رحيله كان سهلا،
وكان جبالاً وأودية
ولكنه غادر المكان كلّه
وصار نرد الزمان وسرابه السيّال.