بيستوليرو
بيستوليرو I
1
للقتل أجواؤه الكاريكاتورية
أتفرجُ عليها
أتذكّر نيرون.... لوحده.
2
أنظرُ إلى ساعة يدي
كمن ينتظر توقيت القيامة.
3
في رأسِ القائد
مستودع تبن
لم يذق يوماً
طعمَ الماء
وطعم عود الكبريت.
4
القمر
يمدّ رأسه وراء الباب
قبيل اختفائه
أما الرصاصة
التي تذهبُ إلى الجسد
فتمدّ مؤّخرتها
بزهو.
5
لا تضعي سعف نخلةٍ فوق قبري
اقتلعي أنيابي الأربعة
وضعيها على هيئة مربعٍ
في الحقل
لتبني حديقةً
من الدمِ وأزهار الجثّة .
6
كطفلٍ يكره البسكويت الناشف
أكره أن يقال لي
«آمن بالسلام».
بيستوليرو II
1
ما من صراخ أكثر من تشقّق جدارٍ رأى مقتلَ صبي.
2
الحربُ
لا تجيدُ لغة ضحاياها
فقط
حالما تبيضّ الشاشة في العينين
كمنديلٍ يلتهمه الكاميكازي
يصبحُ الحوار مفهوماً.
3
كنت أرغبُ بوضعِ بعضِ أصص الأزهار
على الشرفة
المطلّة على الحيّ المنكوب؛
كلّ نافذةٍ ترحّب بذباباتها
أمّا نافذتي
فبقيت مقفرةً كصحراء
يعوي صدى منظرها كخائنٍ مصاب.
4
كعصفورٍ
يحمل في جيبه عشبةً من الأرض الدافئة
أرحلُ عن مدينتي
أنا القويّ كطفلٍ يتشبّثُ بكرته
قليلاً ما فكرتُ
أن الطريق خلفي تطوى.
5
لكلّ واحدٍ من هؤلاء الموتى
واجبٌ واحد
وهم في المقبرة
ألّا يزعجوا بعضهم بعضاً بالكلام
ولكلّ واحدٍ من هؤلاء الأحياء
واجبٌ واحدٌ
وهم في مقهى الرصيف
ألا يتركون برهةً تمرّ صامتة
ولحفاري القبور
واجبٌ واحدٌ أيضاً
وهم في غرفهم التي تتوسّط العالمين
أن يمدّوا أياديهم إلى الشمس كعقارب الساعة
قائلين إن الوقت لا فرصة استراحةِ لديه.
6
الحربُ تغيرُ جلدها حين تشعرُ بالتعرق لتزاحمِ الجثث.
بيستوليرو III:
1
وقت دخلَ المصوّر
ذاك الحيّ المسقوف بالصفيح المثقوب
لم يكن هناكَ دخانٌ
إلا ما التصق بأرجوحةِ الساحة.
2
حتى الموتى
يجيلون أنظارهم في قبورهم
قبل أن يدخلوها.
3
الأصدقاء
لم يصلوا
وأغنية الجنازات الكريهة بعد.
4
أروح-أجيء
في دغشةِ المدينة المذعورة
ألمحُ مصباحاً
بحجم رأسِ من يبحثُ عن عمل
أظنّ
أنّي مشنوقٌ في وحشة أصواتي الداخلية
فأتوارى خلفَ حائطٍ مهجور
حجّ إليه آلاف المتبوّلين.
5
من خوفه
يمدّ الطفلُ لسانهُ وهو نائمٌ
لئلا يفكرَ الجنود للحظة
أنّه يوماً سيطلقٌ عليهم النار.
6
«إنّ القتيل لا يمدّ اصبعه الوسطى لقاتله»
......
قالوا