ثقافة الموبايل: رؤى غربية
تغطي المقالات الثلاث المنشورة، في هذا الحيز من العدد، الرؤى والأفكار التي أثارها الجدل الدائر في الغرب، بين المفكرين وعلماء الاجتماع، عن جهاز الموبايل بما أدخله على حياتنا من جديد، وما أتاحه من فرص، وما أثاره من تحديات اجتماعية، وقضايا فكرية، ووقائع اقتصادية في العالم.
إن الإشكاليات التي تتعرض لها المقالات المنشورة هنا، تفتح باباً للباحثين عن أجوبة لأسئلتهم الحائرة، بصدد هذا الجهاز الخطير الذي دخل على حياتهم من دون استئذان، فصدم المخيلة والعقل معاً، وخلخل الصيغ القديمة التي كانت الناس قد ألفتها في سلوكها ومعاشها، وفي طرائق تواصلها مع العالم، وسبل نيلها المعارف، بل وفي طرائق تعريفها لنفسها وطرح هويتها في عالم يزداد اتصالا بين أطرافه على نحو غير مسبوق في التاريخ.
من شأن هذه المقالات، إلى جانب أخواتها في غير حيز متاح من هذا العدد الخاص، أن تقدم معرفة وتثير نقاشاً لم يكونا متاحين، حتى الآن. فباستثناء مقالات متفرقة وشذرات من كتابات هنا وهناك، لم يقرأ هذا الجهاز قراءة ثقافية عربية، ولم يجر تناول الموضوعات والظواهر المتصلة به منذ أن لوحت بهذا الجهاز ذات يوم ليس ببعيد يد ستيف جوبز وهو يردد: انظروا إلى هذه اللعبة. هذه اللعبة الصغيرة ستغير العالم. صدقت نبوءة ذلك الحالم الذي غادر عالمنا بعد الإعلان عن ذلك الحدث بوقت قصير، تاركاً وراءه لعنات ومدائح، واسما سيخلده التاريخ.
قلم التحرير