حروف الأنثى
حينَ تكتبُ المرأة، ولا يهم إن كانت عربيّة أو غربيّة، فبرأيي التّكوين البنيوي للمرأة سواء أكانت من الشرقِ أو الغرب هو ذاته، فالأنثى هي أنثى في كلِّ الأكوان والعصور، فإنّه يكونُ لزامًا أو فطرةً أن تستحضرَ ثلاثًا، قلبها، روحها، فؤادها.. أي أن تستحضرَ لُبّها لتنثرهُ على الورق كزهور الّليلك، ليأتي رابعًا، عقلها، فيُرتبّه ويِنسّقهُ فبالتّالي يكون الناتج لوحة أدبيّة أنيقة، لوحة تُثبت أنوثتها في أيدي كل من يقرأها عامًة، ومن يقرأها من الرجال خاصًة.
وهنا تتفرّد المرأة مقارنةً بالرجل، وتُثبِت قِوامتها عليه أدبيًّا -أحيانًا-وأقولها أحيانًا من باب العدل، كي لا يثورَ إخواني في القلم “الرجال”. والقصد من قولي أنَّ المرأة تستعينُ بعاطفَتها قبل توكلّها على القلم، فوحدها العاطفة من تستحضر الصورة أو الحدث كما هو عارٍ، ليأتي دور القرّاء بسترهِ بأحاسيسهم اتجاهها والتّوحد به أو تركهِ عاريًّا كما هو. وهنا تنجح الأنثى في زعزعة الأحاسيس، بل تكاد تكون قلوب القرّاء كالصّلصال في يديها، تفعلُ بها ما تشاء إلى آخر صفحةٍ وحرف.
وهنا تكمُن سلطة المرأة الأدبية وقدرتها الهائلة على أسرِ قارئيها كّلما بدأتْ سطرًا جديدًا، حينَ يكونُ اختيارها للكلمات اختيارًا دقيقًا حذرًا فتثبتُ بصمتها وسطِ كوكب الرجال. هي ليست منافسة قدرَ كونها إثبات لذات وإثبات لقلم ووجود أدبي، ففي الكتابة تختلف القوامة، ولن تكون القوامة للرجل، سترفضها المرأة رفضًا تامًا بقلمها وروحها لأنها ستكتب بحروفها هي وليسَ بما يسمحه المجتمع لها، من قال أنَّ حروف العربيّة عند المرأة هي 28 حرفا؟ بل زِد على ذلك ألف حرفٍ وحرف، ولأجلي ألف، ولأجلكَ ألف.