شهادات مسرحية مغاربية
منذ ظهور النواة الأولى للمسرح في اليونان في القرن السادس قبل الميلاد مع أسخيلوس وسوفكلوس ويوربيديس وثيسبيس، ظهرت علامات التمرد والمقاومة والتجديد والثورة في هذا الفن الحي.. مرة في شكل تراجيدي وأخرى في شكل كوميدي، ومرة على الإنسان والمجتمع والحاكم وأخرى على الآلهة. وقد بقي نفس التمرد ملازما لتطور تاريخ المسرح في كل العصور حتى أصبح الفن الرابع يعرف بهذا الالتصاق المباشر لكل أشكال المقاومة والتمرد وزرع الوعي وبثّ الصدمة الفنية في المتلقي. وربما التحامه المباشر بالجمهور وقدرة الممثل المسرحي على الارتجال والتجديد وعدم السقوط في التكرار، كرّس هذا النفس الثوري المتمرد في النصوص المسرحية وفي العملية الإبداعية المسرحية بكل مكوناتها بصفة عامة، وجعلها مختلفة عن بقية الفنون أيضا. خلطة عجيبة وجميلة من الثورة على الأنساق الجاهزة والنصوص الميتة والوسائل الفنية الجامدة هو الفن المسرحي. ويبقى لكل كاتب أو ممثل أو مخرج مسرحي رؤيته وتجربته ومقاربته وشهادته لهذه الإشكالية المقترنة بالتمرد التي طرحناها على نخبة من المخرجين والممثلين والكتاب المسرحيين التونسيين:
إلى أيّ مدى يعتبر المسرح اليوم وعلى مر الزمان، فعل إرادة ومقاومة يزرع الوعي ويحرض على الاختلاف والتمرد في سبيل تحقيق الذات الفنية ونحت كائن بشري مبدع وخلاق ومتصالح مع ضميره، و «يقترب أكثر ما يمكن من مرتبة الألوهية» ويبتعد عن مرتبة الحيوانية كما يقول محمود المسعدي؟ وما هو وجه اختلاف المسرح عن بقية الفنون من خلال الممارسة خاصة؟
للمزيد:
المسرح عمل فكري وجمالي عميق وضد السلطة
المسرح فعل نضالي في مفهومه الواسع
المسرح أكثر الفنون التصاقا بالوعي والمقاومة
مسرح الهواية أكثر قربا من مفهوم التمرد والمقاومة
المسرح فعل صادق خلق ليسعد الناس
التعبير المسرحي مشاكس منذ القدم
المسرح ميزان حرارة الشعوب ومعدل نبضها الثوري
المسرح مقاومة ضد الانغلاق الفكري
الشهادات من إعداد: عبدالمجيد دقنيش