عن الحبّ والوطن والثورة
يتساقطُ المطرُ خجولًا على وجهك الخمريّ
ويلمس الهواءُ شعرك بشفتيهِ
تمرّ الأغاني هادئة فيك، مثل وردةٍ ناعسةٍ في الليل..
وتبتسمين لي من العالم الاخر الذي تعيشين.
أردّ لكِ الابتسامة والنظرة الخارقة
أبتسم لكِ،
وتتساقطُ من وجهي شفَقة المتعبين من الحياة
شفقةُ الباحثين عن وطنٍ في أيّ شيء
ولم يجدوا غير قبورِ أصدقائهم تتسلى بهم
يحلقون بالأمل البطيء وبالأيام الحزينة الدافئة
التي كسّرت أجساد من عرفوها
وتركت أسماءهم منقوشةً بحجر المقابر وقلوب الأمهات.
أبتسمُ لكِ جيدًا،
أنا أفتشُ عن وطنٍ أيضًا
في ابتسامةٍ عابرة
في خصلةِ شعرٍ تقبلها رياحٌ عابرة
في شفقةِ المتعبين، وفي تساقط المطر الخجول.
تنطقين كلامَكِ بهدوء شجرةٍ خريفيّةٍ عرفتْ حكمة الانتظار المرّ.
وأكلمكِ بصوتٍ مختنقٍ بالدخان والرصاص والجثث.
لا أملَ من أيّ شيءٍ،
هي الحياةُ الرديئةُ تبدل وجهها في كل حينٍ.. تقولين.
لا أملَ، أقولُ انا، ولكن ربّما.
تطبقين شفتيكِ، كمن انتهى من قبلةٍ هائلة قرب بحيرة باردة.
وأفتحُ فمي فاغرًا، كمن لمس قنبلة الغاز في رأسهِ
وأصمتُ بعدها إلى الأبد..
وأظلّ أسألكِ بجمالك كلّه، أن تجدي لي معنىً لكلّ هذا
أن تلمسي حياتي
أو تمسحي بخصلةٍ شقراءَ منكِ
شفقةَ المتعبين عن وجهي
تبتسمين لي
أبتسمُ لكِ، مثل أيّ عراقيِّ سيموتُ..