قصائد من الماضي القريب

الخميس 2019/08/01

مَن أنا لأكون سواي؟

الليلة ما من شجرة على المائدة

ولا زقزقة على الشباك

الماضي وحده يضع رأسه على ركبتي

وينظر إلي بعينين دامعتين

أمن أجل أن تضع فكرة في فم الكلمة

سيّجت حقولك بخراف خزفية،

إن انكسر أحدها غمرتها رائحة الخمر لتثغو؟  

هناك على الضفة الأخرى من النهر

منديل وردي مشتبك بالعشب

هو ما تحتاجه لكي يكون بكاؤك سريا. 

امش على الماء لكي تعبر النهر

فأنت أخف من ريشة توسطت عينك

حين هرب طائر من وسادتك. 

الليلة لا ينفع أن تتذكر

أنك عشت كما تريد

فما بقي من العمر لا يتسع لقدم واحدة.

2019-05-19

================

ذلك شخص آخر

سقط شبحه ميتا من غير أن يترك ظلا وراءه

فسمع ضحكة تنبعث من شجرة ورد

 صار العطر يتبعه كما لو أنه أبوه

يمسك بثيابه لكي يثنيه عن الهرب 

على برج القلعة البعيد حط غراب

ينعق باسمه ويقول له “يا أخي” 

ذلك شخص آخر، يشبهه

ويزج به في قبيلة تائهة.

=================

آثار أقدامه

كما لو أنه لا يسمع

كان يرى الحقول تتبعه

لأن عسلا من قدميه كان يسيل 

كما أنه لا يرى

كان يسمع حشرات تتبعه

لأن جوق ملائكة يتبعثر بين قدميه

آثار أقدامه تطلق النشيد الذي لم يسمعه أطفال القرى

منذ أن التفتت حواء إلى آدم بشهوة.  

=================

المياه لا تجري على الورق

هناك وسيلة واحدة لاكتشاف النهر

الغرق 

هناك صورة وحيدة للحب الذي يُهزم

الموت

هناك جدار زائل للضغينة بعد النجاة

الرمل 

هناك نبرة وحيدة لا تكذب حين الخوف

إذ النهر الذي يجري على الخرائط

لا تبلل مياهه الورق.

2019-06-1

صورة

 

لم يكن هناك شيء

مثل ضوء أنكسرُ على ورقة خضراء فأضيع

“ألم تكن ضائعا قبل شجرتين؟”. 

تقع الغيمة مثل زقزقة

“متى ستكف المرآة عن الثرثرة مع عصفور ميت؟”. 

رجل هو أنا وامرأة خفية يلتقيان

“أليس من العدل أن تصمت الغابة؟”.  

العصفور ليس وحيدا على شجرة ينفتح عليها شباك

“هل تصفر الأنوثة مثل ذئب؟”. 

=======================

زوال

الشجرة التي رُسمت

لم يبق منها شيء في الحقل

على صفحة دفتر مدرسي كانت خضرتها تكتظ بالعصافير

فيما جذعها يترنح.

=================

المهاجر

التفت لأتذكر فلا أرى سوى مشاهد رسمت بالأصباغ المائية

هناك شبح يشبهني يمتزج وجهه بوجهي ليرى بعيني ما لم أره

“ذلك الكوخ الذي حملت بابه مثل صليب هدمته العاصفة”

يقول لي قبل أن يمحوني بفرشاته.

2019-07-5

================

الفراشة

التقيت رجلا في غابة، كان يحرر قدميه من خطواته

قفزة بين خطوتين لكي يعرف أنه لن يصل

عاش ذلك الرجل حياته محلقا، يحمله الهواء كما لو أنه فراشة.

=================

صورة شخصية

كان قد سلمني صورة شخصية كنت قد فقدتها في طفولتي

حين أبلغني بأنه عثر على تلك الصورة في حقيبته المدرسية.

كانت أمه التي هي بمثابة أمي قد وضعتها هناك لكي يسلمها لي،

من غير أن تخبره أن غريبا مثلي لن يكون إلا وهما.

وأن المرآة التي أظهرتني هي مرآته.

بعد سنوات سأنظر إلى تلك الصورة الشخصية لأراه

من غير أن أتعرف على وجهي.   

========================

صديقان

حين صعدنا إلى القطار معا، نظر إليّ بدهشة فيما كنت أسأل نفسي “لمَ يرافقني وهو الذاهب إلى الشمال فيما كنت مسافرا إلى الجنوب؟”. في العربة نفسها جلسنا معا وكنا نرى المناظر الطبيعة وهي تهرب من حولنا. حين أغمضت عيني رأيته في حلمي نائما وهو يحلم بأني قد ودعته على رصيف المحطة. بعد ساعات توقف القطار وغادرته فرأيت صاحبي على رصيف المحطة كما لو أنه كان يقف في انتظاري.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.