قصتان قصيرتان جدا

الأربعاء 2018/08/01
تخطيط: حسين جمعان

عورة

ثقل المقود في يده وخفّف سرعة سيارته. زفر في ضيق وهو ينظر إلى ابنه ذي العشر قائلا “إن أسوأ تجربة في هذا القيظ هي أن تُجبر على تغيير إطار السيارة بعد أن كنت تتمتع بهواء التكييف داخلها”. نزل وهو يمسك بالكريك ومفتاح العجلات. انحنى علي العجلة، شعر بالهواء الساخن يلفح أسفل ظهره. لم يبالِ بعدم وجود حزام حول بنطاله. تركه ينخفض كاشفا عن جزء من مؤخرته. لم يبدِ أي نية لرفعه مخافة أن يضايقه العرق. سمع صوت المذياع يرتفع بعد أن عبث ابنه بأزراره. ما إن دهم مسامعه صوت مذيعة الأخبار حتى صرخ “سَكّر البلاء”. ثم هدأ وقال لابنه في نبرة لوم “ألا تعرف أن صوت المرأة عورة؟”.

إيذاء

انتظر أمام باب المسجد عسى أن يخرج ذلك الذي سد الطريق بشاحنته “الكنتر” على سيارته فيميط أذاه. ثمة مصلون بداخل المسجد يسبّحون ويحوقلون ويذكرون الله كثيراً، لعله بينهم.

انصرفوا واحدا تلو الآخر، في حين اتجه أحدهم بتثاقل إلى دورة المياه وهو يمسك ببطنه. نفد صبره فنادى:

“بالله أين صاحب الكنتر المركونة في الخارج؟ إنه يسدّ الطريق أمامي”.

خرج الرجل من الحمام وهو يربط تكته. مضى بتثاقل إلى الكنتر وشغل محركها قبل أن يمضي بها قدما.

- بما أنني تأخرت فلأدخل إلى دورة المياه أنا أيضا.

ولج من الباب الذي خرج منه سائق الكنتر، فاكتشف أنه نسي أن يدلق الماء على ذكرياته المؤلمة.

مقالات ذات صلة

إضافة تعليق جديد

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.