كائن ليس لي
عواء
القمر
شاحبٌ بما يَكفي
لِنرى ثقبًا غيرَ مكتملٍ
منَ الغدِ إلى الآن.
شاحبٌ بما يَكفي
لنَعويَ سويًا وَنُكمِلَه.ُ
أمّي وَأمُّك نامَتا
أيضًا لِنرى
لَم نَكُن لِنُخلَقَ مرّةً أُخرى
لَو لم تَناما هذه المَرَّة.
أبوانا مُسافران
لَم نَكُن لِنزرَعَ الماريجوانا
في حقولٍ تَرَكاها فارغةً فوقَ دَمِنا
لَو لم يُسافِرا مرّةً أُخرى.
القمرُ شاحبٌ بِما يَكفي
ليُذكّرَني بُكائي بِأنّني البارحةَ
سَمعتُ عواءكَ في عمودي الفقريّ
تَكوّرتُ على نفسي لأُمسِكَهُ، لأَحبِسهُ، لأنجبَهُ
لَكنّهُ قبّلَني.
مُؤامرة
سأذكرُ أنّني يومًا ما
لم أكُن لِأموت
لو لم يَشبِك مَعشرُ السّحَرةِ أياديهِم
لِمَرأى غرابٍ يحترقُ فوقَ قبّة الّليل
سُمعَ أنينُ لبوةٍ يشبهُ أنينَ عجوزٍ حُبلى
وَحصانٌ أبيضٌ مخضّبٌ بِدمِ الآلهة الصغار.
قالوا إنّ صَوتي تغيّر
لَم يَفهموا أنّ هذا فعلُ المَطر
عندما تُمطرُ يَصيرُ ترابُ صَوتي فوّاحًا
قالوا إنَّ سَوادَ عينيّ تَكاثر
قالوا إنّ يَدي يابسةٌ
وَإنّها ساقطةٌ لا مَحالة
وَإنّها تُحبّ أسرابَ الرّجال.
سَأذكرُ يومًا ما
أنّني متُّ في غَيرِ وَقتي
سَتذكُرُ هذا أنتَ أيضًا
سَتقولُ لامرأتِك:
تبًّا لِمتاهاتِ الأشياء
تعالَيْ نَعدو في الحقل
وَستموتُ امرأتُكَ
كَما متُّ أنا.
أنا الأمُّ الحزينة
أحبّ أمومتكِ يا أمي
وَأكرهُ أمومتي
تمامًا كما تكرَهينها
لحظة تَصفُرُ في البيتِ ريحٌ.
أنا ابنتُكِ العاقر
أجهضتُ نَفسي مِرارًا
ثمّ قلتُ:
في مرّةٍ أُخرى
سَأحْبلُ بِكائن ليسَ لي
أنا ابنتُكِ العاقرُ لأنّني أخافُ أن أكرهَ أبَ ابني
وَأحبَّ ابني
أخافُ العكسَ أيضًا
وَلِأنّني أخاف أن أبصُقهُما معًا إن لم يَرَياني جميلةً
وَلِأنّني صرتُ الآن أخافُ أن أهرم.
لأنّني هَرِمتُ يا أمّي
هزمتُ أترابيَ في سباقِ الشّمس
وَقفَتْ هناك مَشدوهةً بالفراغ
سَقَطتْ هناك مَشدوهةً بالفراغ
في جَوفِ حيتاني
لِيَحيا أمواتي
وَحينما تلمعُ الشمسُ في جدائلها وَفي براعمِها،
ستَسألُني ابنتي،
«لمَ لا ترتدينَ الأحذيةَ السّوداء ككلِّ الأمّهات؟»
سَأُجيبُها: أُميتُ سوادَ أحذيَتي بِالبَريق.