هذا العدد
يحتوي هذا العدد على جملة من المقالات التي تتصدى لقضايا فكرية وثقافية وتتعرض بالقراءة والتحليل النقدي لظواهر تطفو على سطح الحياة الثقافية العربية. وتقدم قراءات في نصوص وأفكار تطرحها النصوص أكانت فكرية أو أدبية.
في العدد ملفان، الأول تحت عنوان “يوميات عربية” ويحتوي على نصوص سردية ويوميات كتبها أصحابها خلال أسفارهم أو خلال إقاماتهم المديدة في ديار الآخرين. وهي تعكس، على تنوعها، رغبة كتّابها في استكشاف الآخر في عالمه، وقراءة ذواتهم من خلال مراياه، وعبر ذلك الجدل الذي تتيحه كتابة اليوميات بعيداً عن الأوطان، بكل ما تزخر به هذه الكتابة من أسئلة وبحث وتأمل ودهشة مما يفاجئ الذات الكاتبة بينما هي تغامر بعيداً عن عالمها الأول.
الملف الثاني في العدد يضم خمس مقالات في الشعر، على خلفية السجال الذي دار حول الشعر في مصر، وقد ذهبت المقالات إلى مراجعة فكرة علاقة الشعر بالجغرافيا، والظاهرة الشعرية باللغة والتاريخ.
وقد جاءت المقالات من نقاد وكتّاب عرب متمرّسين في قراءة الشعر ونقده .وقد ذهبت مقالاتهم إلى ضرورة مغادرة التعميم في النقد والتركيز على قضايا الشعر في ذاته أولا، بوصفه لغة وجمالا ومغامرة إبداعية فردية في المقام الأول وغير قابلة للتعميم.
في العدد نصوص قصصية وشعرية ومراجعات للكتب ودراسات نقدية إلى جانب حوار مع السينمائي السوري محمد ملص حول تجربته السينمائية الطليعية التي تنتمي إلى ما يسمى بسينما المؤلف والتي توجها مؤخراً بفيلم جديد تحت عنوان “سلّم إلى دمشق”.
بهذا العدد تواصل “الجديد” مغامرتها الفكرية، واحتفاءها بالجديد أدبا وفكراً، مواصلة دعوتها الكاتبات والكتّاب العرب إلى الالتفاف من حول مشروعها النقدي في ظلّ لحظة عربية دامية، وصراع فكري واجتماعي يزداد شراسة بين قوى النور التي تعبّر عنها الأفكار الجديدة والأجيال المتطلعة نحو المستقبل، وقوى الظلام التي تتوهم إمكان استعادة الماضي بوصفه نموذجا أصولياً، وليس لديها ما تبشر به بين الناس سوى أشباح أفكار وسبل لا تفضي إلا إلى الرجعة و الظلام .
المحرر