وقت عميق جداً
في هذا الوقت الصعب على الجميع، أشتغل كثيراً، أكثر من ذي قبل، لأنني أُدرِّس من خلال الإنترنت، أشتغل أكثر ليكون الدرس أفضل. ويجب أن أحضّر العديد من النقاط والملاحظات مستعملة الكثير من الصور المصاحبة للدرس عبر البوربوينت.. لكي يتمكن طلابي من تمثل الصور وتأسيس مخيلة خاصة بالعالم العربي، صوره، أماكنه الجميلة والغريبة، حضارته القديمة وصور الأشخاص المؤثرين في تاريخه وثقافته مرفقة بسيرهم.
بيتي جميل، والحمد لله ولديّ شرفة كبيرة فيها نباتات وأزهار أهتم بها كلما وجدت وقتاً.
مؤخرا، لم أخرج من البيت لمدة أسبوع، لكنني في هذا الوقت أغير مكان جلوسي باستمرار، وبشكل منتظم، من غرفة النوم إلى غرفة ابني الذي في كندا، بعد ذلك أنتقل إلى الصالون. عندي أكثر من طاولة وطرابيزة أشتغل عليها. وزعت عملي على النحو التالي: المنضدة الموجودة في الصالون أشتغل عندها على كتابي عن البحر المتوسط، من وجهة نظر تاريخية وثقافية. والطرابيزة الموجودة في غرفة نوم ابني، هناك أكتب موضوعات مرتبطة بالتدريس، لكنني أرجع باستمرار إلى الصالون حيث توجد طرابيزة أخرى مخصصة لأعمال الترجمة، ترجمة الشعر.
أتواصل مع أصدقائي من خلال برنامج (زوم) أو عبر برامج الإنترنت (واتس آب). أطبخ كثيراً، أكلات طيبة، وزوجي سعيد جداً، لوجودي في البيت، فعادة ما أكون خارج البيت، في الجامعة غالبا، ولا وقت للقيام بالطبخ. أطبخ الطعام الإيطالي، الصيني، العربي. يعني كل يوم تكون لدينا زيارة لمطعم مختلف، من دون أن نخرج من البيت. أخرج مرة واحدة في الأسبوع لأتبضع من السوبرماركت، الخضار واللحم والحاجيات الأخرى.
أصلّي كثيراً، وأقرأ كثيراً وأسمع الموسيقى وأشاهد الأفلام. هناك أيضا، في التلفزيون الإيطالي برنامج ثقافي مهم جداً أحب أن أتابعه ليلا، عندما أكون قد تعبت وأحتاج إلى شيء من الراحة.
أقوم بتمارين رياضية، وأنام. ليس كثيراً، لكنني أنام. أيضا، كسيدة بيت أشتغل في تنظيم البيت وخلال تنظيفه وترتيبه أكتشف رغبتي في الترتيب. لا أشعر أنني في سجن. الوقت الذي أقضيه مع نفسي في القراءة والكتابة هو وقت عميق جداً، إلى أبعد الحدود. ولأعترف أنني اكتشفت مؤخراً أنني قضيت وقتا طويلا في البيت من دون أن أنتبه إلى انصراف الوقت.