المسرح فعل صادق خلق ليسعد الناس
حسب اعتقادي جميع البلدان العربية لا تزال عذراء من الفعل الثقافي مقارنة ببلدان أخرى فأفقر وزارة تقريبا هي وزارة الثقافة في الجمهورية التونسية، وأغلبية الشعوب العربية غير مدركة لأهمية الثقافة وخاصة المسرح في تغيير ونضج العقول والخلق والإبداع بعيدا عن الإرهاب الفكري والتطرف. وهنا يأتي دور الفنان المسرحي، فالفعل المسرحي ممارسة ومقاومة وجهاد في سبيل الإنسان والإنسانية. نحن خلقنا لنسعد غيرنا دون مقابل، لأنه حسب تقديري لا يوجد ثمن نقدي يمكن أن يقيم ثمن لوحة فنية أو مشهدا مسرحيا. فالمسرح أرقى من أن يباع ويشترى، نحن من يقطع آلاف الكيلومترات لنسعد أطفال الأرياف المهمشة بمشاهد مسرحية فنزرع البسمة والأمل في قلوبهم، فالذي يقوم بعمل بيده نسميه عاملا والذي يقوم بعمل بيده وعقله نسميه صانعا أما الذي يقوم بعمل بيده وعقله وقلبه ذاك هو الفنان المسرحي. نحن من تجاوزنا عقدة الجسد فأصبحنا ننظر للمرأة آلهة جميلة تسعد العالم وليست مجرد آلة خلقت لتنجب وتعدّ ما لذ وطاب كما لا نراها عورة كالبقية.. نحن من يعطي دروسا دون مقابل.. نحن الإنسان.. الإنسان الباحث عن السلم والصدق والحب.. لنقوم بعد كل هذا بثورة ثقافية، ثورة مسرحية، ثورة عقول، وتعطش للفعل المسرحي والثقافي فنصنع أجيالا من المسرحيين والمبدعين والفنانين..
فالمسرح مقاومة أو لا يكون. المسرح فعل نبيل صادق خلق ليسعد الناس ليس كغيره من الفنون.. فالمسرح أب الفنون كلها حيث نجد الرقص والغناء والموسيقى والشعر والسينما وجميع الفنون في المسرح.