المسرح مقاومة ضد الانغلاق الفكري
حسب ، مهما كان نوعه وجمهوره، هو بالأساس فعل مقاومة. مقاومة ضد الانغلاق الفكري، ضد الوحدة التي تضخم الذات، ضد الواقعية المجحفة، ضد الخرافة المقدسة. الفن مسرحي كان وﻻ يزال، مهما كانت القضية التي يطرحها، مناضلا من أجل مكانه في النظام الاجتماعي وفي الفضاء العام، كمشارك فعلي في التطور الروحي والفكري للمجتمعات.المسرح لا يقدم الحلول، ﻻ يقرر، وﻻ يأمل، هو فقط يستفز الجميع، المسرحيين والجمهور على حد السواء، له القدرة الكافية على زعزعة القناعات، وإحداث بلبلة في الأذهان. المسرح هو مواجهة مباشرة وآنية للدغمائية، هو ﻻ يناقش الأفكار والمبادئ بل يعمل على تحريكها، يحرض الملكة النقدية على العمل، كل هذا في إطار احتفالي جماعي. الركح بالنسبة إليّ هو عبارة عن بلاتوه سياسي، أين يمكننا أن نسخر بجدية من مشاكلنا المصيرية. على الركح نعيد اختراع الشخصيات الاجتماعية المألوفة لدينا، نحوّل تركيز الجمهور إلى الهوامش بهدف التصالح مع ذواتنا وواقعنا مهما كان القبح الذي نراه فيهما.
المسرح هو المصالحة، قبول الأنا والآخر أوﻻ، ثم البحث عن المشترك دوما. الفن المسرحي متميز عن باقي الفنون لأنه آني، ﻻ يرنو إلى الخلود. لأنه فان، علاقته مع الجمهور مباشرة، ومفتوحة للتفاعل الروحي والفكري. في ظرفية زمانية مكانية ﻻ تتكرر أبدا، يكون العرض كتجربة شخصية مشتركة مع الجميع.