هذا العدد
يحفل هذا العدد من «الجديد» بالعديد من المقالات الفكرية والنصوص الأدبية والشعرية والحوارات والسجال النقدي ومراجعات الكتب، ويضم ملفين فكريين الأول تحت عنوان «المخيال التديني». والثاني تحت عنوان «صادق جلال العظم ولعنة التحريم».
مقالات الملف الأول تتناول الاشتباك الحاصل بين العقائد والتصورات الدينية والاجتماعية والسياسية، على قوس التحولات العاصفة وما انتجته وتنتجه من هزات آخذة في خلخلة البنى المجتمعية ومعها العقائد والأفكار والتصورات عن الحاضر والمستقبل، وذلك انطلاقا من قراءات هي «تبدلات المخيال التديني ـ من الجمعي الشمولي إلى الفردي الذاتي كما تعكسه حركات التطرف والإرهاب الإسلاموي» لنجيب جورج عوض، «في نقد نظرية التسامح» لعبد المعطي سويد، «الأناشيد الداعشية وملهاة البحث عن معنى» لأحمد ندا، و åغيبوبة العقل ـ أزمة العقلانية وأزمة الدولة في الخطاب الفكري العربي» لعلي حسن الفواز.
في مكان آخر من العدد مقالات وموضوعات تتسق وهذا الملف، وتتكامل معه.
الملف الثاني تشارك فيه نخبة من الأقلام العربية، من تونس، الجزائر، مصر، سوريا، فلسطين، والعراق في مناقشة المفكر صادق جلال العظم في أفكاره التي طرحها على صفحات العدد الماضي من «الجديد»، والتي تناول فيها عددا من الموضوعات الفكرية الشائكة، اتصلت على نحو خاص بثلاث موضوعات أساسية، الأولى تمثلت بالسياق المتعلق بالمسافة الفاصلة بين ظهور كتابه الشهير «نقد الفكر الديني» واللحظة الحاضرة، وقد تفشى الفكر الديني وتفاقم في جل المجتمعات العربية منتجاً خلاصته المتطرفة والعنيفة المتمثلة بـ»داعش» وأخواتها. والثانية في النقد الذي وجهه العظم لأفكار إدوارد سعيد في «الاستشراق»، والثالثة حول الأسباب التي حتمت غياب الفلسفة من بين الموضوعات الفكرية الفاعلة في بينة الثقافة العربية.
«الجديد» إذ تواصل نهجها في فتح أبواب الحوار والسجال، وتحض عليه كتابها، انطلاقا من التزامها بمضمون بيانها التأسيسي، إنما تحتفظ للمفكر العظم بحق الرد والنشر على صفحاتها، معتبرة أن أثمن ما يمكن القيام به فكرياً، في هذه الأوقات العاصفة، هو تمكين الأقلام الفكرية العربية من ممارسة دورها المنتظر منها في الحوار والسجال باقصى قدر ممكن من العقلانية والموضوعية.
المحرر