هذا العدد
بهذا العدد نفتتح سنة ثالثة من عمر “الجديد” سنة نتطلع إلى أن تكون حافلة بالجديد كما كان الحال في السنتين الماضيتين من حياة المجلة.
مع هذا العدد نؤكد على الخطة التي انتهجناها في أعدادنا السابقة، ونواصل ترجمة البيان التأسيسي للمجلة والذي رسمنا فيه خارطة للطريق وخطة للعمل تحيط بالثقافة العربية في كل جغرافياتها، إن في الأوطان، أو في المهاجر والمنافي غرباً وشرقاً، وتستكشف جديدها المبتكر والشجاع إبداعاً وفكراً وسؤالا ثقافياً، وتستقطب الأقلام التي تعبر عن اللحظة العربية في تحولها وتوق الأجيال الجديدة إلى مستقبل عربي مختلف، وسعيها الجاد إلى تفكير حر وإبداع مبتكر.
في هذا العدد مقالات ودراسات وأفكار ونصوص أدبية وشعرية وعروض كتب. وفيه ملفان رئيسيان وحواران عربي وأجنبي. الملف الأول “ذكورة وأنوثة” وتركّز حول جدل الكتابة والمرأة والمجتمع والتغيير، وشارك فيه عدد من الكاتبات والكتاب العرب من سوريا، تونس، مصر، العراق، السودان، الجزائر. وتواصل الجديد في هذا الملف ما بدأته في أعدادها السابقة من ملفات تتعلق بكتابة المرأة وبالأنوثة بوصفها حيزا مجتمعيا وفكريا مهمشا في مجتمع بطرياركي عربي.
الملف الثاني حمل عنوان “مرايا نقدية” ويضم خمس مقالات سجالية تحاور المفكر سيد القمني انطلاقا من الأفكار والآراء التي أطلقها في حوار أجرته معه “الجديد” في عددها الأخير لسنة 2016، ورقمه 23. القمني الذي عرف عنه تحريك الجمر تحت الرماد، أقدم بشجاعة على إثارة القضية الأكثر تداولا اليوم في جل الأوساط الاجتماعية العربية، ونعني بها المكانة المجتمعية للدين، قيمه وأدواره وتجلياته في مجتمع عربي يعاني من الطغيان والثورات والتطرف.
الحوار العربي في العدد مع الكاتب العراقي جمعة اللامي، ويقدمه الحوار بوصفه أحد رواد الكتابة السردية العربية الجديدة. أما الحوار الأجنبي فقد أجرته “الجديد” مع المفكر السلوفيني سلافوي جيجك، وهو الأول له مع مطبوعة عربية وحمل عنوان “أممية جديدة” والحوار يتناول طيفا واسعا من القضايا التي يشهدها العالم ولكنه يركز خصوصا على التحولات العاصفة الجارية في العالم العربي.
مع مفتتح سنتها الثالثة تدعو “الجديد” الأقلام العربية الجادة والجريئة للمساهمة أكثر فأكثر في مشروعها التنويري المفتوح على كل الجغرافيات العربية، إيمانا منّا بأن الثقافة العربية هي القلعة الأخيرة الباقية لنا نحن العرب نعتصم بها في هذا الدجى الذي لم تعد تضيئه سوى الحرائق، ولا يرى فيه سوى الخراب والموت. الثقافة هي البيت الرمزي الذي يسع كل العرب، والقلعة الحصينة التي ستنقذهم من الزوال.
المحرر