هذا العدد
يحفل هذا العدد بمقالات فكرية ونقدية، ونصوص إبداعية، ويوميات، وحوارين، عربي، وأجنبي. وفي العدد ملفان وافيان، الأول حول مواقف مفكرين ومثقفين عربٍ من الوقائع والأحوال التي شهدها العالم العربي في سياق ما سمي بـ»الربيع العربي»، وآخر حول المؤنث في الثقافة والاجتماع. وقد شارك في كلا الملفين، وفي مجمل موضوعات العدد، نخبة من بعض أفضل كاتبات وكتاب العالم العربي مشرقا ومغربا.
يترجم هذا العدد جانبا من توجهات المجلة واستهدافاتها، وهو العدد الأول، في رحلة ستترى أعدادها، لترسم موضوعاتها لوحة الثقافة العربية الراهنة بمغامرتها المعاصرة وتطلعاتها المستقبلية.
ما هو منشور في هذا العدد هو السطور الأولى في رسالة، والدفق الأول في نهر «الجديد».
نشير إلى الأهمية الخاصة التي يكتسبها الملفان، الأول لما يباشره من طرح للأسئلة الشائكة حول هذا «الربيع الدامي»، وتكتسب جملة المقاربات التي قام بها الكتاب المشاركون فيه أهميتها من كونها تعبر عن ملامح من أفكار مختلفة تنطلق من منظورات فكرية خاصة بأصحابها، تختلف في التوصيف وتتفق على الفكرة والمسألة.
أما الملف الثاني فهو يفتح الباب واسعا لطرح السؤال حول مكانة المرأة في الثقافة والمجتمع، ويطل على الهوامش التي حشر الوعي العربي فيها الأنوثة كحيز إنساني ما برح يتعرض للقمع والسلب والإخضاع. ويتفق كتاب وكاتبات كلا الملفين على المخاطر التي تحيق بتجربة المرأة في المجتمعات العربية، وثقافاتها الشعبية والمهيمنة بفعل ظهور دعوات لإعادة المرأة إلى البيت رافقت التحولات العنفية التي شهدها الربيع العربي، سيما السبي والرجم والجلد والتحجيب، وهو ما يهدد منجزا قلقا ومتأرجحاً للمرأة عمره مائة عام من الكفاح والمعاندة والصبر على سوء الاحوال.
هذه إشارات، ليس إلا، إلى ما احتواه العدد الأول من «الجديد» آملين أن نتلقى من قارئاتنا وقرائنا الكرام النقد والملاحظة والرأي في ما نشر، وفي الوقت نفسه ندعو كتابنا العرب إلى مساجلة المنشور إغناء للحوار الفكري والأدبي.
المحرر
