دنيا الكوميكس
أقرب الفنون إلى السينما فن الكوميكس، كلاهما يشترك في سيولة الزمن والتقطيع الفني والقصة والحوار وحتى الموسيقى والمؤثرات البصرية التي يتم التعبير عنها من خلال رسم العلامات الموسيقية.
منذ ثلاثينات القرن الماضي يحتل هذا الفن مكانا خاصا لدى القراء الشباب والأطفال وذلك لعدة أسباب أهمها متعة القراءة ومشاهدة الصور المرسومة والمعبرة عن الحدث بالإضافة إلى المؤثرات الخاصة التي أصبحت لغة تشكيلية بحد ذاتها، كما يمكن مشاهدة كتاب الكوميكس وقراءته في أماكن مختلفة كوسائل المواصلات أو خلال السفر، ويمكن الاحتفاظ بالكتاب وإعادة قراءته واكتشاف تفاصيل جديدة لم يكن اكتشافها سهلا في السابق.
من خلال التجربة، تعتبر كتب الكوميكس إحدى وسائل المعرفة الحديثة والممتعة في آن واحد من حيث التشويق الأدبي والبصري.
لقد أصبحت لفن الكوميكس في العالم كله دور نشر خاصة لتسويق ونشر فن الكوميكس مثل DC ومارفيل ودارغو… إلخ. ويحتل فن المانغا (الكوميكس الياباني) الصدارة والغزارة في إنتاج هذا الفن وأصبح يقتحم أكبر مراكز بيع الكتب في العالم.
إن أهم ثلاث مدارس في هذا الفن هي المدرسة الأوروبية والمدرسة الأميركية والمدرسة اليابانية.
في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي السابق لم يتم الاعتراف بهذا الفن خلال سبعين عاما للأسف، ولا يمكن ذكر اسم فنان مهم على هذا الصعيد.
كما في السينما والأدب، هناك نجوم لفن الكوميكس لهم جمهورهم الذي ينتظر بفارغ الصبر صدور إنتاجاتهم الجديدة، كما يوجد هواة اقتناء كتب الكوميكس القديمة والمهمة والتي أصبحت مؤلفات كلاسيكية كأعمال هوغو برات، ودينو باتاليا، وستان لي، وفرانك ميلر، وديف ماكين، وآشلي وود وغيرهم.
يعاني هذا الفن في العالم العربي من قلة المهتمين به، مثله مثل باقي المطبوعات في الرواية والشعر والقصة، بالإضافة إلى عدم اهتمام الجهات المعنية بذلك حيث تتراجع إصدارات الكتب والمجلات المصورة عاما بعد عام خصوصا بعد دخول الفنون المرئية عبر الأجهزة الإلكترونية. وإذا استثنينا ما هو مخصص للأطفال، فإن عدد مجلات الكوميكس في العالم العربي لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.
في عالمنا العربي حاول البعض ترجمة كلمة comics إلى أنها القصص المصورة أو الرسوم المتسلسلة أو الحكايات المرسومة. ولكن هذه الترجمة لم تف بالغرض، لأن فن الكوميكس فن جديد ومركب والأفضل إدخال الكلمة كما هي إلى اللغة العربية وفي هذا إغناء للغة واعتراف بخصوصية هذا الإبداع.