فضاء الاستنارة ومنصّة الثقافة الإنسانية
منذ انطلاق المجلة، وفق مسار رسمته إدارتها، وهي تأخذ على عاتقها مهمة توسيع دور المنبر الثقافي، ليشمل الكتابة التي تبحث في مختلف الظواهر التي تشكل جغرافية الثقافة العربية.
كثيرة هي الأطروحات والإشكالات التي تثيرها “الجديد”، ومن تشابكاتها يأتي السؤال الأصعب على الإطلاق؛ “سؤال المستقبل”، في واقع عربي مرتبك، يبدو التمسك فيه بالعقلانية والتوجه نحو الحداثة مغامرة غير مأمونة العواقب.
كتّاب ومبدعون وأدباء ومثقفون مصريون، توقفوا عند أعداد “الجديد”، قرّاء ومُناقشين ومُحللين، وجدوا في موادّها الكثير الذي جعلهم يصفونها بفضاء الاستنارة ومنصّة الثقافة الإنسانية، فهي – بتعبيرهم – المجلة التي تأخذ على عاتقها مهمة جعل الفكر والثقافة والإبداع “هنا والآن”. وهي الكيان الذي يتحدى نفسه بالوجود، والحدث الذي يليق بالثقافة العربية المعاصرة، بما تقدمه من حوار خصب ونقد بناء لفهم الماضي وتأمل الحاضر والنظرة بإمعان إلى مستقبل الشعوب.
من جهة أخرى، أدلى هؤلاء الكتّاب والمبدعون بدلوهم، مقترحين ما يرونه مثمرا في مسيرة التواصل والتطوير، وهو ما تحرص “الجديد” على الاهتداء به في انطلاقها وتجددها، فهي الصوت الجمعي للمثقفين المعنيين بالفكر الجديد، وواحة لمحبي الأدب من القراء.
قاطرة المبدعين
الشاعر محمد فريد أبوسعدة، يطلق وصفا خاصا على مجلة “الجديد”، إذ يراها بمثابة قاطرة تضع المبدعين في قلب العالم وحضارته، فالمجلة تأخذ على عاتقها مهمة استثنائية، تتمثل في جعل الفكر والثقافة والإبداع “هنا والآن”. ويقول أبوسعدة إن مثل هذا الرهان “هو القادر أبدا على تماهينا معه، كاسرين تابو التحريم الذي يريد أن يخرجنا من الجغرافيا، بعد أن كاد يخرجنا من التاريخ”.
بتصفح أعداد “الجديد “، وفق تعبير أبوسعدة، يتكشف كنز وراء كنز، لكأنها مغارة علي بابا تنفتح أمام القارئ، حيث مراودة الجواهر المختلفة المتنوعة، فيجد القارئ ذاته يتنقل بين الياقوت والمرجان واللؤلؤ، وتتخطفه الأبواب المتميزة: “الافتتاحية”، “المقالات”، “الدراسات”، “الحوار”، “الأصوات”، “الشعر”، “القص”، “المسرح”، “الكتب”، “الكتّاب”، “الفنون”، “الرسامون”، “الأخيرة”.
محمد فريد أبوسعدة: تأخذ على عاتقها مهمة جعل الفكر والثقافة والإبداع “هنا والآن”. وهي الكيان الذي يتحدى نفسه بالوجود، والحدث الذي يليق بالثقافة العربية المعاصرة
ويستطرد أبوسعدة: إذا كان لي أن أقترح شيئا في هذا الشأن، فهو يتلخص في عدة نقاط؛ أولا: إضافة “معجم المصطلحات”، على أن تكون في كل عدد من الأعداد مجموعة من المصطلحات في “مجال واحد”، مثل المسرح، الشعر، السرد، إلخ. ثانيا: إصدار مجلدات سنوية تضم الأعداد التي تصدر في العام من المجلة. ثالثا: التفكير في ترجمة بعض النصوص الإبداعية العربية، كل أربعة أشهر، ونشرها في ملحق منفصل، أو مع العدد السادس، على أن يكون جامعا للنصين العربي والأجنبي.
نافذة الثقافة الحديثة
يقول الناقد الدكتور مصطفى الضبع، إنه منذ صار يتابع مجلة “الجديد” بشكل شهري، وقد تكشفت له نافذة جيدة كان يفتقدها كثيرا في ما يتابعه من دوريات اعتمدت طريقة إعادة تدوير المنتج السابق، كما اعتمدت على كتّاب جاهزين يعيدون اجترار الأفكار التي حفظناها منذ سنوات.
في ظل ابتعاد القارئ عن الدورية المطبوعة منتجا نوافذه الإلكترونية الخاصة، كانت “الجديد” كيانا يتحدى نفسه بالوجود، وحدثا يليق بالثقافة العربية المعاصرة أن تعتمد عليه في التواصل، وفي وصل ما انقطع من الثقافة الجادة، وقطع ما اتصل من ثقافة الابتذال والسطحية، هكذا تأتي رؤية مصطفى الضبع للمجلة، وما زالت تلك الرؤية تتبلور في عدد من الملاحظات هي بمثابة سمات للمجلة، وفي الوقت نفسه بمثابة منظومة القيم التي تكون المجلة مطالبة بالحفاظ عليها والتنويع في الوفاء بها.
يستعرض مصطفى الضبع هذه السمات التي تنفرد بها “الجديد” بقوله “المادة متنوعة ترضي ذائقة قطاعات متنوعة من القراء، المادة جادة ورصينة تناسب الثقافة الأصيلة، الاشتغال على مجموعة أوتار مجتمعة تتمثل في أفكار النخبة من كتاب المجلة، تقدم المجلة مادتها لقطاعين أساسيين: القارئ العربي في الوطن، والقارئ العربي خارج الوطن العربي (الغرب الأوروبي)، وهو ما يجعلها نافذة للشرقي على الغرب، وحلقة وصل للغربي بقضايا الثقافة العربية.
كذلك، فالمجلة منفتحة على الثقافة الحديثة، بقدر يسمح لها بالإسهام في تشكيل خلفية معرفية جادة للقارئ، وجميعها سمات تمنح المجلة القدرة على تحمل مسؤوليتها والوفاء بدورها لخدمة الثقافة الإنسانية”.
وبنوع من الثقة في مجلة يحرص مصطفى الضبع على متابعتها، ويثق بوعيها القادر على التطوير حفاظا على مسؤوليتها وتحقيقا لأهدافها، يقترح الضبع أربعة أمور؛ الأول: تقديم مشروع نقدي منظم، يتوفر عليه مجموعة من النقاد يتابعون الجديد على الساحة الأدبية العربية، وما يستهدفه ليس المتابعة فقط إنما تحقيق مجموعة من الأهداف: تقديم المنتج الإبداعي، تشكيل وعي القارئ نقديا، إيقاف سيل الأعمال الأدبية ضعيفة المستوى والمحسوبة على الإبداع العربي، تشكيل خارطة الإبداع العربي على أسس علمية، حل أزمة النقد بخلق تيار نقدي منظم ممنهج، تشكيل جيل من النقاد عملا بمبدأ أن لكل جيل نقاده.
الأمر الثاني الذي يقترحه مصطفى الضبع: الاهتمام بالثقافة العلمية عبر تقديم الجديد في المجالات العلمية (الطب – الفضاء – الإلكترونيات – الهندسة – الفيزياء)، والثالث: باب للسينما لا يتوقف على المتابعة لكن استكتاب نقاد أو كتاب يتعاملون مع الفيلم السينمائي بوصفه نصا وليس مجرد كتابة عن ظروف إنتاجه ولا تكلفته ولا غيرهما من أمور سطحية لا تشبع ولا تصنع ذائقة المتلقي. والرابع: تقديم الجديد من الكتب الصادرة في أوروبا تحقيقا لكون المجلة نافذة للقارئ الشرقي على الساحة العالمية.
انحياز للاستنارة
أشارت الفنانة التشكيلية سماء يحيى، تلتقط خيط الحديث، إلى أن مجلة “الجديد” تعد رغم حداثة صدورها واحدة من أهم المجلات الثقافية التي تصدر في الوطن العربي، فهي مجلة تهتم بكافة جوانب الشأن الثقافي العربي على مختلف أصعدته ومجالاته، حيث تميزت بالموضوعات الجادة التي تطرح العديد من جوانب القضايا الثقافية الجديدة كما هو اسمها “الجديد”.
وإلى جوار اهتمامها بالقضايا التي تحفل بها الساحة الثقافية العربية على تنوع مجالاتها من النقد والسينما والفنون التشكيلية والأدب، فإن “الجديد” لم تغفل أيضا أن تقدم مستجدات جديدة ثقافيا على الساحة الدولية والعالمية للمثقف العربي وللقارئ العادي المهتم بالثقافة، كما أن اهتمامها بالمنجز النسوي العربي على كافة الأصعدة الثقافية بشكل لافت يعد من أهم مميزاتها.
جوانب أخرى ميزت المجلة، منها الطرح المختلف لموضوعات الفن التشكيلي، فقدمت عرضا لمنجز وأعمال فنانين من المحيط إلى الخليج برؤية شاملة تعكس بانوراما للفن التشكيلي في الوطن العربي بكافة مدارسه واتجاهاته.
وتنوع الأفكار والرؤى ليس وحده هو اللافت للنظر، كما ترى سماء يحيى، لكن أيضا حرص القائمين على إعدادها على إظهار منجز العديد من الفنانين من أجيال مختلفة، بعضهم لم يعد موجودا في عالمنا من أمثال شاكر آل سعيد وأحمد فؤاد سليم وجميل ملاعب، وبعضهم معاصرون من أمثال رباب نمر ورندا مداح وبهرام هاجو وجنان مكي وحسن راشد وزينب السجيني وغيرهم، ليس على مستوى الأعمال والمنجز الفني فقط، بل على مستوى الرؤى والنظرية والكتابة التشكيلية والإضافة للفن التشكيلي.
كما تم طرح مواضيع مهمة تخص الساحة الداخلية في الأقطار العربية في مقالات مثل “أشكال يثقلها الراهن” لسعد القصاب الذي تناول فيه حالة النحت في العراق على الأخص بعد الغزو الأمريكي، ومقال “أربعة رسامين من تونس″ لفاروق يوسف الذي تناول فيه تجربة هؤلاء الفنانين.
كذلك لم يكن فن الغرافيتي بعيدا عن المشهد، كما توضح سماء يحيى، فقد تناولته المجلة في عددها الصادر في ديسمبر 2016 في مقال “غرافيتي بغداد أسئلة الهوية” لمحمد حياوي، كذلك تم تناول موضوعات فنية عامة كالفن وتجليات الهوية، وأين تكمن قوة الفن، وحيرة الفن العربي في متاهة السوق، وغيرها.
ولم تكن الصور الفوتوغرافية أيضا بعيدة عن موضوعات المجلة، فقد طُرحت في موضوعات مثل “أبراج الصور المشيدة: لعنة النجاة من الصورة” لميموزا العراوي، كذلك لا يمكن الحديث عن مجلة “الجديد” دون الإشارة إلى عامل مهم من عوامل نجاح المجلة هو الرسوم الخطية مجاورة للعمل ومستقلة بغرض التزيين أو رسوم الإلستريشن التي رافقت الموضوعات فأثرت محتواها البصري والجمالي، وتخص سماء يحيى بالذكر: يوسف عبدلكي، صفوان داحول، فيصل لعيبي، عادل السيوي، أسامة بعلبكي، رندة مداح.
وترى سماء يحيى أن المجلة بحق محققة لهدفها الرئيس الذي لخصته إدارتها في حث الكتاب على مباشرة السجال ومغادرة ثقافة الكسل والانفتاح على الآخر داخل الثقافة العربية وخارجها، ونجحت في هدف آخر هو حث القراء على مغادرة ثقافة الكسل أيضا بصريا وذهنيا عبر طرح مختلف ورؤية مجددة ومبتكرة. وتقول سماء يحيى “من وجهة نظري، يحسب للمجلة أمران، هما ما يجعلانها أكثر تميزا في نظري؛ الأول هو الانحياز للفن والجمال على اختلاف مشاربه، والثاني هو الانحياز القلق للمرأة كمبدعة وكمثقفة وكعضو فاعل في المجتمع، والأمران في حد ذاتهما انحياز للاستنارة، وانعكاس لدور فاعل في خلق ثقافة عربية أفضل”.
قضايا الجماهير
يوجه الكاتب والمعارض المصري سليمان الحكيم التحية لمجلة “الجديد”، ويحدوه الأمل في أن يراها تصل دائما إليه “فهي الجديرة به، ونحن المستحقون له”. ويطمح إلى أن تتجاوز المجلة حدود النخبة العربية وما يشغلها من اهتمامات تخصها أكثر مما تخص مواطنيها، فضلا عن أنها مجلة تنبذ التقعر والغموض.
ويقترح الحكيم إفراد المزيد من المساحات لمشكلة الديمقراطية وعلاقتها بالدين، وهل الدين عائق أم دافع؟ فضلا عن قضايا جماهيرية من قبيل الفقر وأسبابه في الواقع العربي، والتعليم وهل هو مشكلة سياسية أم مشكلة اقتصادية؟ ولماذا فشلت الثورات العربية وانتهت إلى ما انتهت إليه وبه؟ ومشكلة التربية في البيت العربي، وهل هي مشكلة دولة أم مشكلة أسرة، مشكلة تراث أم مشكلة منهج؟
وظاهرة حكم العسكر في المجتمعات العربية، وعلاقتها بفشل النخبة في القيام بدورها، ومستقبل المدنية في المجتمعات العربية، إلى آخر تلك المشكلات التي تهم المواطن العربي، والتي يمكن لمجلة الجديد أن تستغل فرصة صدورها من لندن، وتخلصها من خناق السلطة وهيمنتها، فتطرح ما لا يمكن أن تطرحه مجلة أو صحيفة عربية تصدر في الداخل تجنبا لإزعاج السلطات والتعرض لخناقها.
سماء يحيى: الاهتمام بالصورة وبالمنجز النسوي العربي أهم مرتكزات المجلة
سليمان الحكيم: يجب إفراد المزيد من المساحات لقضايا الديمقراطية والدين والفقر والتعليم
سمير الفيل: مجلة ذات نبض حداثي تدرك أهمة الاختلاف
روح الاختلاف
أما الكاتب الروائي والقاص سمير الفيل فيحكي أنه كان في زيارة إلى الإسكندرية منذ بضعة شهور، فأهداه أحد الأصدقاء العدد 33 من مجلة “الجديد”، الصادر في أكتوبر 2017، وهو عدد ربما يمثل خطة هيئة التحرير في الإعداد الجاد لقضايا مهمة، وملفات ذات خصوصية، تقدم بقدر كبير من المهنية إضافة إلى عنصري المصداقية والانفتاح على آفاق رحبة للثقافة العربية.
يقول الفيل: العدد يحمل عنوانا خطيرا هو ‘الثقافة والعنف’، ويبحث عن الانفلات الديني والهيمنة الأبوية والنكوص الاجتماعي. ولأن ثمة إشارة إلى كون المطبوعة ثقافية عربية جامعة تصدر من لندن، فأحسب أنها قد حققت إلى حد كبير شروط الجودة والإتقان، وبسط وجهات نظر مختلفة حول القضية الواحدة، وهو ما يعني أن المجلة تدرك أهمية التنوع، وضرورة التباين في المقاصد بالرغم من نبضها الحداثي الذي يتردد في الأعداد السابقة التي بحثت فيها، أيضا.
في هذا العدد المشار إليه، موضوعات تدور حول القضية الأم، منها: “حيوية النسق الظلامي وضعف التنوير المقاوم”، “الإصلاح الديني والتنمية الاقتصادية”، “التنوع الثقافي وحوار الحضارات”، “الثقافة ومأزق المثقف الجديد”، “السرد والهيمنة الأبوية”، وهكذا تحتفي المجلة دائما بقدر لا بأس به من الدراسات التي تشتبك مع قضايا ثقافية حية، تتسم بكونها لا تنفصل عن الواقع، ولا تتعالى عليه، بل تدخل في حالة جدل لا يتوقف حول الماهية والمفاهيم والتطبيق على الأرض.
كان السجال الثقافي الثاني، كما يقول الفيل، يخص قضية لا تقل أهمية عن قضية العنف، فهي تطرح عنفا من نوع آخر “الأنوثة والمؤنث في الثقافة والاجتماع″، وقد شارك في النقاش الفكري عدد من الكتاب، وفي العدد نفسه 26 قصة من المغرب العربي، بسطت نصوصا متنوعة تثري الوجدان ببهجة وارفة، وجمال لا يحد.
ويشير الفيل إلى أن الأعداد الأخيرة التي سبقت هذا العدد قدمت بدورها بحوثا ثرية، منها: سينما المرأة العربية، أرض الزلازل وأوهام الهوية، تحطيم أوثان العقل، ثقافة القمع الأبوي، الكتابة المسرحية وأصوات المجتمع، العودة إلى ما قبل التاريخ، الأنوثة المقموعة، مصارع الأيديولوجيا، احتضار العولمة، انفجار الهويات، التفكير والتكفير، المستبدون والعقلانيون، هاوية الماضي وسراب المستقبل، ثقافة النخبة وثقافة الناس، وغيرها.
ويرى سمير الفيل أن هذه العناوين وغيرها قدمت حالة من الحوار الخصب والنقد البناء لفهم الماضي، وتأمل الحاضر، والنظرة بإمعان إلى مستقبل الشعوب، وكيف تكون بنية النص في عصور قادمة تبحث بهدوء وبثقة واستبصار عن محاولات الإجابة عن الأسئلة الصعبة التي ظلت مؤجلة لأزمنة طويلة.
ثراء فكري
“لعل أول ما يقفز من أفكار عند الحديث عن مجلة الجديد، هو أنها دورية لها ملامحها الخاصة، ولنقل لها شخصيتها التي يمكن أن نتعرف عليها فور الاطلاع على الفهرست والرسومات واﻹخراج الفني، وتلك الميزة وحدها يجب الحفاظ عليها وسط كم الدوريات المحررة باللغة العربية”. هكذا يفتتح الكاتب والقاص السيد نجم حديثه، مشيرا إلى أن المتن الثري فكريا يبقى كسمة عامة.
ويقول نجم: أنا كقارئ أشعر بحاجتي ﺇلى الاطلاع على الجديد في الفكر واﻹبداع في أوروبا، فالترجمة قد لا تنال الاهتمام الواجب، وهي حلقة الوصل التي ننتظرها من الجديد بحكم موقعها ومكان اﻹصدار. والسؤال الذي أبحث عن إجابة له الآن: ما “الجديد” الذي يمكن أن يعرفه القارئ العربي فى مجالات الموسيقى، الفن التشكيلي، القصة، الرواية، الشعر، المسرح، وغيرها؟
ولعل المجلة تجيب عن الأسئلة اﻹشكالية المطروحة الآن بين مبدعي العالم العربي، وفق السيد نجم، مثل رفض أو قبول شعر النثر، ومثل رواج القصة الومضة التى أيضا هناك من يعترف بها ومن يرفضها، ومثل التجارب الموسيقية التي برزت منذ سنوات قليلة من حواري القاهرة بمجموعة من الشباب الذين لم يدرسوا الموسيقى وهي “موسيقى المهرجانات”، وقد شاعت الآن حتى أن قنوات تلفزيونية ترصد التجربة من باب التوثيق. وهناك الكثير من القضايا المطروحة، ربما تحسمها الجديد بطرح القضايا والظواهر الفكرية الأوروبية الآن.
ويطمح السيد نجم إلى المزيد من التركيز على ملاحقة الأحداث والقضايا المثارة في العالم العربي وفي أوروبا، والتي تعبر عن فكر وثقافة الكاتب والمبدع العربي، والتقابل الثقافي بين أوروبا والعالم العربي، ويقول “ما أعنيه هو تقريب القارئ العربي من الأجواء الثقافية والفكرية واﻹبداعية فى أوروبا الآن”.
مواكبة الساحة
يروق للكاتبة والقاصة انتصار عبدالمنعم تصفح مجلة “الجديد”، فهي تكفيها كوجبة شهرية تطل من خلالها على مجالات الفن والأدب المتعددة، بما تقدم من ملفات تتناول كافة الفنون الأدبية، وظواهر وقضايا نقدية متنوعة.
وترى أن “الجديد” ملأت فراغا كبيرا على الساحة، ففي عدد واحد يستطيع القارئ أن يقرأ عن وفي كافة الفنون، وأيضا هناك مقالات تجعله مواكبا لما يجري على الساحة والآراء المثارة هنا وهناك، بالإضافة إلى أن نوعية الحوارات المتضمنة في كل عدد تسهم في تعريف القارئ بشخصيات فاعلة لها تأثير لافت في مجالي الفكر والثقافة سواء من العرب أو غيرهم.
وترى انتصار أن هذا التنوع مفيد جدا، وسقف الحرية الممتد على اتساعه وبصورة ملاحظة في مواد المجلة يزيد الأمر ثراء، وتقول “أتمنى أن تتضمن المجلة دراسات أوسع عن المسرح والشعر لتعطي المجلة اكتمالا مثل اهتمامها بنقد الرواية، كذلك أتمنى أن تصل المجلة إلى قاعدة أكبر من القراء، وأن تباع مثلها مثل الجرائد اليومية والمجلات الشهرية عند الباعة في كل مكان، وأن يتم الإعلان عنها أكثر، فلولا أن بعض الأصدقاء يكتبون فيها، وقاموا بوضع روابط مقالاتهم على صفحاتهم الشخصية ما أسعدني الحظ بعد ذلك بالبحث عنها وقراءتها بشكل دائم”.