الأب باولو دالوليو.. سوريا سُرّة المتوسط
الأب باولو دالوليو رهين محبسين اليوم، رهان روحه على الحرية والكرامة الإنسانية التي شارك بها الشعب السوري نضالَه، وهو الذي عاش في ظهرانيه طوال أكثر من ثلاثين عاماً، منذ أن أعاد ترميم دير القديس موسى الحبشي في جبال القلمون، وسكنه، وجعل منه قبلة ثقافية وروحية ومنبرا للحوار بين الأديان، ورهين حبس المجهول الذي أراد إخفاءه عن الساحة السورية، لما له من تأثير كبير، ولما لرسالته من معانٍ نبيلة وسامية، هذا الراهب المسيحي الذي يعيد سيرة اسلافه ممن نذروا أنفسهم من أجل الانعتاق من القيد الصغير للإنسان، والانطلاق نحو قداسة الرسالات السماوية وتمثيلاتها الأرضية، دون أن يوقفه شيء عن اندفاعه الطفولي بحثاً في شتى القضايا التي تخدم سوريا ومجتمعها، بعد أن قام نظام الأسد بطرده من سوريا جراء تأييده المعلن للثورة، ومساعدته الأهالي والسكّان على تضميد جراحهم، وإعانة النساء والأطفال والشيوخ.
أبعد الأب باولو من سوريا ليواصل كفاحه من أجل فكرة الحرية حيثما حلّ، وصنع لنفسه بريداً إليكترونياً يعبّر به عن موقف كتب حروفه بالشكل التالي: [email protected] وحروفه تقرأ كما تلفظ (مطرود زعلان) ليكون رسالة توجّه كل لحظة للجميع، ثم عاد إلى سوريا من جديد، رغماً عن النظام، فدخل طوراً جديداً من حكايته الرائقة، جمعتني به صداقة خاصة حين اقترحت دعوته للمشاركة في مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، الذي عقد في منتصف العام 2012، وكان عليّ أن أهدئ من روعه، حين فوجئ بانسحاب الوفد الكردي من المؤتمر، فلم يتمالك نفسه من الصراخ كطفل وسط المؤتمر وأمام المسؤولين الأجانب والعرب وأمين عام الجامعة العربية بعربية خانتها اللحظة المتوترة: "الشعب السوري واحد، واحد، واحد، واحد..العلوي بدّو شقفة، الكردي بدّو شقفة. العلوي بدّو شقفة الكردي بدّو شقفة. ماهذا؟!" وعندما انعقد، المؤتمر الفكري الأول للمثقفين السوريين في القاهرة، لم يتردد الأب باولو لحظة في الموافقة على الحضور والمشاركة، بعد أن دعوناه للحضور الصديق الشاعر نوري الجراح وأنا، دون أن يسأل عن التفاصيل، وكي يؤكد موافقته أرسل رسالة نصية قال فيها ما هو أبلغ من الكلمات (معكم حتى نحصل على الحرية معاً).
وهناك ألقى كلمة، تضمنت الكثير من المعاني الدقيقة والهامة، لفتت نظر الجميع، ثم ذهب إلى الشمال السوري ليرى عن كثب ما يحصل، ويحاور الجهاديين من واقع أنه يؤمن بما يؤمنون به، لكن على طريقته. مهمة الأب باولو طالت، ودخل في غياب. آخر أثر له كان في الرقة التي سيطر عليها الدواعش، غاب الأب باولو وبقيت رسالته، حتى اليوم، في أكثر من أثر. السوريون، الذين انتمى إليهم وثار معهم على الاستبداد، اعتبروه غائبهم الكبير، وهم مازالوا إلى اليوم بانتظار عودته إليهم، ليعود معهم إلى بيته المتقشف في دير مار موسى الحبشي في النبك في سوريا حرة قادمة.
كلماته التي رنت في في قاعة المؤتمر القاهري وسمعتها آذان رفاقه ومحبيه، لم تنشر، ولم يقرأها من عرفوه عن بعد أو سمعوا بأخباره.
"الجديد" تنشر، هنا، نص المحاضرة الأخيرة للأب باولو قبل غيابه في الأسبوع الأول من آب أغسطس 2013.
أ.ج
المقدس الكبير هو الإنسان
الأب باولو دالوليو
أنظر إلى نهر النيل الذي يسمونه واهب الحضارة، وأفكر أن سوريا هي ينبوع الحضارة المتوسطي العظيم، وتذهب قلوبنا إلى إخوتنا وأخواتنا في البلد، فنحن لا نستطيع أن نتكلم ونأكل ونشرب وننام، إلا ونحن في وحدة كاملة وتضامن كامل، وألم وخوف وشجاعة وسخاء. وفي كل المشاعر، ونحن مع أهلنا في صف الجهاد الأمامي، لا أجد تعزية في أحياء الآن، إلا في الالتزام المضاعف مع الشباب وأمهاتهم، والجرحى، والأطباء، والمسعفين، في هذا الجهاد الأليم. يقال سوريا في حالة صوملة، أو أفغنة، طيب ما هو ذنب تلك الشعوب حتى يضرب فيها المثل؟ هل نحن أحسن منهم؟ نحن لسنا أفضل منهم، فلنعمل من أجل سوريا، كأننا نعمل من أجل العالم كلّه. سوريا ليست إلا حقل الالتزام الإنساني والإيماني، ونخدم العالم كلّه، الصومال وأفغانستان والكونغو، هؤلاء، أيضا، أهلنا، فنحن نعمل ونجاهد من أجل سوريا لأننا ملتزمون بقيم وأخلاقيات من أجل العالم كله، وفي كل مكان.
أريد القول إن تجمعات السياسيين هامّة للغاية، ومنها هذا التجمّع الذي أصنّفه على أنه، اليوم، من أهم التجمّعات، فلقاء المثقفين والمفكرين هو الذي يرسم الرؤية، فإذا غابت النظرة ماذا يبقى، والذين كانوا يعيشون في مغر يبرود كانوا يقتلون أنفسهم في الماضي السحيق، ويشعرون أنها حالة طبيعية، كنت أزور تلك المغر والكهوف وأرى كيف عاش الإنسان القديم. الإنسان خلق للحرب والمشاكل، ولكن نحن اليوم، وبعد كل هذا المشوار الطويل من التحضّر، تقع علينا مسؤوليات كبيرة، أوّلها أن نبسط نظرة جديدة واعية لسوريا المستقبل.
عروبة سوريا قبّة ثقافية كبرى لكل الأديان والأعراق في المشرق والعالم. المقاومون هم المطالبون بالحرية وعلينا أن نسترد من اللصوص كلمة "مقاومة"
جوهر الإشكال
صحيح، نحن في سوريا لدينا مشكلة الوحدة، وهذه مشلكة ثقافية بامتياز، الوحدة كانت مفروضة علينا من حزب، ولم تكن اختيار الشعب، كانت مفروضة، بالقمع والحبس والتعذيب، واللهم إذا نظرنا إلى ضفاف النيل نشعر بانتماء عربي، لدينا لغة، ولابد لنا أن نعبر من هذا ونزرعه في قلوب أبنائنا كموقف وقاعدة شعبية من الطبيعة، وحدة شعبنا من حقيقة تاريخنا.
أريد الحديث عن مفهوم العروبة الذي يواجه، اليوم، الكثير من الجدال، إن العروبة لا يصحّ أن تقارن بالمواقف القومية الألمانية، أو القومية الإيطالية، أو القومية الفرنسية، التي حاولت أن تلبس اللباس الشمولي وتظهر نفسها في خدمة الثقافة العالمية، القومية العربية ولدت قبل كلمة القومية، والشمولية العربية هي قالب فكري ونظرة شاملة أصلها القرآن الكريم، ورثت شمولية، إلى حد ما، دون التفوق والتعالي، التي كانت للحضارة اليونانية. وإذا كانت اللغة اليونانية وحّدت المتوسط، فاللغة العربية ورثت هذا الدور، والحضارة العربية قبّة وسقف للعالم، يعيش في ظلها تنوّع الناس بأديانهم وطوائفهم ولغاتهم وانتماءاتهم الإثنية والقومية، فالكردي اشترك في تحقيق هذا الحلم العربي وإنجاحه، ولا سيما في تحرير القدس في زمن صلاح الدين الأيوبي، فلا تناقض بين من يعيش في هذه الارض وهو أرمني ومشاركته في هذا الحلم العربي، ولا تناقض بين كونك تركمانياً أو شركسياً أو بربرياً في المغرب العربي، ومشاركتك الفعالة في هذا الحلم العربي.
الأب باولو دالوليو
العروبة كمفهوم حضاري
أظن أن هناك من يقول «لا عروبة بعد اليوم»، و»سوريا لا يجب أن تكون عربية حتى لا يجرح فلان أو علان»، وأنا أشعر أنك تُجرح حين لا تكون عربياً، وحين تقول «عربيّ» تقول «توافقي»، تقول «توافقي» وتقول «تناغمي» شامل جامع، فماذا تريد أن تكون، سوريا؟! نحن جميعاً ضحايا النفي والطرد، وربما كان بعضنا يحمل جنسية أخرى، ولا يشعر بمشكلة، وعلى الجميع التفكير بهذا المنطق.
أي سوري مهما كان عرقه، سوريّته ستبقى، وعروبته ستبقى، العروبة السورية هي ضمان في الداخل لتعددية المجتمع السوري المبني على قيمة مقدسة، إنسانية وثقافية، أصلها اختبار الإنسان في مغامرة مع الله، تُخرجه من كل شدّة وانتماء قبائلي تعصّبي، وترميه إلى مراتب عالمية من القيم والقداسة، في الداخل وفي الخارج يفتح لسوريا آفاق من الترابط بين الشعوب والأمم.
فرحت كثيراً حين كنت في أحد لقاءات البرلمان الأوروبي عندما بدأ الحديث عن وحدة المتوسط، وقلت لهم ولكن جنوب المتوسط كلّه تحت استبداد الحكومات، وهذه الوحدات إيجابية لبناء مجتمع بشري كما نرغب أن يتمتع به ويعيش فيه أولادنا. نحن نعيش، اليوم، هذه الكارثة.
السلمي والمسلح
هناك مسألة أريد طرحها على المثقفين بالفعل، وهي مسألة تناول العنف واستخدام القوة في هذه المقاومة، كلمة مقاومة لنا. يستخدمون كلمة المعارضة لأن كلمة المقاومة سرقها واحتكرها النظام، لا، هذا لا يجوز، يجب أن نسترد الكلمة، نحن من يقاوم اليوم، ويجب ان نسترد الكلمة، فهذه المقاومة تواجه الحرب، وسننتصر فيها بعون الله تعالى، وتنتصر سوريا بكل أطيافها وأديانها والشعب السوري الواحد.
المثقف لا يستطيع تزيين الواقع أو إنكاره، لأن الإنكار هو قتل الواقع، الكارثة ذبحتنا وجرجرتنا، ومع ذلك يجب أن نكون ملتزمين حتى النهاية، لا سيما حين فرض علينا الشباب أن هذا هو الوقت المناسب. النظام لم يحترم مطالب الشباب السلمية، وأجبرهم وأجبرنا على القتال المسلّح، بكل ما فيه من تدهور أخلاقي، وخطر إنساني، وخسائر مادية وإنسانية، وإذا كنا قد دخلنا هذا الدرب بقرار، فهذا لا يلغي عنه صفة الوجود في الكارثة.
نحن، كمثقفين، علينا أن نعمل مع شبابنا ونسائنا، في هذه الجبهة الدامية، عليهم أن يحافظوا على إنسانيتهم، بهذا المستوى الراقي، وعلينا أن نحافظ على مبادئنا لا على مبادئ غيرنا. لذلك فإن من يحافظ بعمله الثقافي على اللاعنف، لا يكون في تعارض مع الشعب المسلح في الشوارع، هذا كفاح واحد وعمل واحد. درونا، والمطلوب مني أنا شخصياً وغيري أن أشهد بالقيمة الإنسانية، في الكفاح المسلّح، وبعد الكفاح المسلح، أي مرحلة المصالحة.
المصالحة ستأتي
ستحصل مصالحة بين أبناء الشعب السوري، أنا واثق من هذا، البعض يعتقد أن المصالحة ضد الكفاح المسلّح، ولكن هذا نغمٌ من أنغام النظام، من لغته وتفكيره، والنظام لديه بعض المصطلحات والعبارات الرنّانة. المصالحة التي نقترحها هي المصالحة التي أقرّها النبي محمد عليه السلام بعد أن فتح مكّة، المنتصر الذي يتغلّب عليه أن يفرض بنفسه المصالحة مع الشعب كلّه، علينا أن نحارب الرغبة في الانتقام الموجودة في أنفسنا، ماذا نفعل إزاءها، هناك جراحات متراكمة قديمة، نريد التعبير عنها، ولكن إذا عبّرنا علينا أن نعبّر، فلنعبّرنّ بعد مراقبة قلوبنا ونفوسنا، لدينا مسؤولية، مثقفون يبغضون فأهل البلاد يتذابحون. علينا أن نصنع السلام الحقيقي المسيحي الإسلامي الشيعي السني في قلوبنا بعون الله حتى يتحقق على الأرض.
يقظة العلويين
لدينا دستورياً ما يجب أن نلتزم به، أن لا ينشق هذا البلد، سوريا هي سرة المتوسط، والكل يريد أن يستعمل سوريا للنزاعات الإقليمية، يجب أن لا يكون لدينا أجندات. هناك مسؤوليات تقع علينا، وعليا أن نواصل، ونتوقف عن رمي المسؤولية على غيرنا. العلويون أمام اختبار تاريخي، ثقافة وهوية، وعليهم أن يقفوا موقفاً من كل الدماء التي تسيل والدمار والخراب الذي أصاب المدن السورية، في الوقت الذي لم تتعرّض فيه مدنهم للتخريب أو النهب، يجب أن يسألوا أنفسهم: لماذا لم يهجم علينا المجاهدون ويقصفون السكّان والمدنيين ويرتكبون المجازر، كما فعل الشبيحة وقوات بشار الأسد في كل المدن، وكما فعلوا في حمص! هل قصة «سوق السنة» قصة عادّية؟ وإذا كانت فئة منهم غيبها النظام والمخابرات وانجرّت إلى العنف والشعور الطائفي، فليس الكل كذلك. لذلك أقترح التالي، لماذا لا نقوم بتسليح العلويين، مقابل دعمهم للثورة والعمل الجدي لإسقاط الأسد، ونطلب منهم أن يحافظوا على السلاح معهم، حتى بعد سقوط الأسد، ليكون ضمانة لهم. لأن النظام وحلفاؤه يخوفونهم من الانتقام بعد سقوط الأسد، فإذا كانوا في خطر حينها سيتمنكون من حماية أنفسهم، وإلا فلا مبرّر لخوفهم من الغد.
الأكراد يخطئون
الأكراد في لحظة تاريخية هامّة، بعضهم يتعامل معها بطريقة خاطئة، يظنون أنهم يجب ألا يفوتوا الفرصة، والحقيقة هي أن الفرصة الكبيرة هي ثورة الشعب السوري كلّه، وإن بقوا مع العرب دون أن يساوموهم على الحصص، ويبتزونهم بوقوف بعضهم مع بشار الأسد، والكراهية الكبيرة التي يبدونها نحو مفاهيم كبيرة في ثقافة إخوتهم من غالبية السوريين العرب، فسيحصلون على كل ما يضمن لهم حرية التعبير، والهوية الثقافية والوطنية، وإدارة مناطقهم، ضمن وحدة التراب السوري. لا يمكن أن يلصقوا بالشعب السوري جرائم الإبادة التي ارتكبها صدام حسين ضدّهم في حلبجة حين استخدم السلاح الكيماوي، ولا يجب أن يتهموا العرب السوريين بأنهم عنصريون قبل أن يرنوهم كيف سيتصرفون بحرية، ودون قمع. على الطرفين الكرد والعرب ألا ينزعوا من بين أيديهم أقوى سلاح يملكونه، وحدتهم وثقافتهم المشتركة.
هناك من يقول: سوريا يجب أن تكون عربية حتى لا يجرح فلان أو علان، وأنا أشعر أنك تجرح حين لا تكون عربياً
طائر الفينيق
كل هذا الدمار لا يهم، ما دامت الخرائط والمخططات بحوزتنا، وهي موجوة في مراكز الأبحاث في العالم، والمنقبون وعلماء الآثار الذين جاؤوا إلى سوريا درسوها بالكامل ونسخوها، ويمكننا أن نبنيها من جديد. وأنا جرّبت هذا في دير مارموسى، وجربته في كنائس أخرى في العالم، الأهم هو ما نخسره اليوم، الإنسان، وهو قيمة لا يمكن تعويضها. سوريا هي طائر الفينيق.
شعارات السوريون
سوريا بلد إسلامي، ولا يمكن أن تطلب من المسلمين أن يرفعوا شعارات أوروبية أو أمريكية! القاعدة الشعبية مسلمة متدينة، ومتى يلجا الناس إلى الدين والله؟ إذا أصيب واحدٌ من هؤلاء بجرح صغير يصرخ يا الله، هذا كلّه طبيعي، لكن المخاطر تصبح أكثر حين يتحوّل انعدام التوازن بين النظام وجيشه والثوار السوريين، وكذلك الخذلان الذي يتعرض له الشعب السوري من الحكومات الغربية التي تسعى إلى مصالحها، حين يتحوّل هذا كلّه إلى رد فعل متطرّف، وتنتج أشكال تكفيرية، هذه هي البيئة المناسبة لنموّها وظهورها. هنا الخطر، أما عن الشعب السوري، فهو ليس كذلك. يتحدثون عن الخلافة والخوف من المطالبة بالعودة إلى الخلافة. ومن قال إن الخلافة أمر سيء؟! المهم ماذا يفعل بها المسلمون بعد أن يسترجعوها؟! لا قيمة لكل تلك الأمور بلا إنسان، المقدس الكبير على الأرض، وحين أقول جهاد فأنا أعنيه، تماماً، كما يفهمه المسلمون، الجهاد بالنفس والمال من أجل الحرية والحق والعدالة والحضارة، أليس هذا ما تعنيه عبارة « في سبيل الله»؟! هل يمكن أن يكون سبيل الله غير تلك المفاهيم النبيلة؟!.
مسيحيو المشرق
رأيت هنا سوريين وعربا مسلمين سنة وغيرهم، وكلّهم يتحدث لغة حضارية، الشيخ سارية الرفاعي شيخ الشام المناضل، وكذلك العلامة هاني فحص، الذي تحدّث عن موقف الشيعة، وانتقد الدعم الإيراني، وقال بالحرف الواحد أمام الجميع «جئتُ لأصحّح موقف طائفتي» ووضّح ما يشعر به عقليا ً وعاطفياً ووجدانياً. تسألني عن المسيحيين السوريين، منذ متى كان موقف قياداتهم الروحية من المطارنة والخوارنة ينعكس على مواقفهم السياسية؟ هناك هيمنة من الطبقة الدينية وارتباط مع المؤسسات الرسمية للنظام، وبعض تلك العلاقات قديمة جداً، ولا أريد الخوض في الأسماء والتفاصيل، وبعض مواقفهم مبني على الحذر الغربي من دعم الثورة، ولكن هذا لا يعني شيئاً. المسيحيون من أصل الثورة ومعها، ونعرف أن كثيرين من الناشطين المسيحيين كانوا يذهبون للخروج من الجوامع إلى المظاهرات. وجود شخصيات مثل جورج صبرا وميشيل كيلو وآخرين، هؤلاء مسيحيون مع الثورة وقادة لها، ولكن حين تطلب تأييد الثورة من الزعامات الروحية فيجب أن تتحدث عن إصلاح الكنيسة أولاً، وهذا لم يحدث).
كاتب ورجل دين من سوريا من أصل إيطالي