القضاة ورجال الشرطة يكتبون
لطالما كانت ساحات الأدب الرحبة جاذبة لقطاعات متباينة من الكُتّاب من شتى التخصصات والاهتمامات، فلم تكن الكتابة الأدبية مقتصرة يومًا على فئات بعينها بل استقطبت كُتّابّا من مهن قد لا يستسيغ البعض أو يتفهم دوافع انضمام أصحابها إلى فئة الروائيين والمُبدعين رغم ما تقتضيه تلك المهن الأساسية من صرامة ودقة وحيادية بشكل قد لا يراه البعض مُنسجمًا مع رحابة الكتابة الإبداعية وفضاءاتها الشاسعة وحدودها غير المُعلنة.
الكتابات الأدبية للقضاة ورجال الشرطة ظاهرة لافتة ظهرت تجلياتها في الآونة الأخيرة بما يُنشر من أعمال روائية نجح بعضها في أن يصل لتصنيف “الأكثر مبيعًا”، أو أن ينال اعترافًا رسميًا بتميّزه جرّاء النجاح، فيقتنص جوائز مهمة. معايير نقدية وأخرى جماهيرية تضعنا أمام نوع من الأدب يكتبه القضاة ورجال الشرطة، ليس بالضرورة خارجًا من تجاربهم الخاصة في العمل بتلك القطاعات لكنه منفتح بشكل ما على آفاق أدبية، في كثير من هذه الأعمال، لا تتعانق مع أجواء الشرطة والقضاء، أو على أقل تقدير لا تستند بشكل رئيسي إلى اهتمام بالرواية البوليسية التي يقتضي تفكير مبدئي الظن بأنها ستكون الوجهة الأثيرة لمثل هذه القطاعات.
نظرةٌ على أبرز الأسماء والإصدارات الأخيرة قد تكون كفيلة بتقديم صورة عامة عن طبيعة وجود رجال القضاء والشرطة في الأوساط الأدبية، فمؤخرًا صدرت للقاضية المصرية نهى الزيني روايتها الأولى بعنوان “بلا وطن” والتي قال عنها الناشر “تقدِّم لنا نهى الزيني بانوراما شائقة للتطورات السياسية والاقتصادية والثقافية في مصر خلال سبعينات القرن العشرين، حيث تنامى تيار العنف الإسلامي وصراع الهويات واشتعال الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط والتحولات الأيديولوجية العميقة التي غيَّرت حياة المصريين للأبد”.
ليس هذا هو الإصدار الأول للزيني، فقد صدرت لها من قبل مجموعة قصصية بعنوان “اغتسال” وتدور قصصها في إطار اجتماعي، فضلًا عن كتابات ترتكز على قضايا التاريخ السياسي مثل “أيام الأمازيغ”، و”العائد بالبيت: أضواء على التاريخ السياسي الإسلامي”.
من جهة أخرى يُمكن أن تكون أسماء مثل المستشار المصري أشرف العشماوي، الذي حظيت أعماله بحفاوة نقدية وجماهيرية، والمستشار حسام العادلي، الذي أصدر عمله الروائي الأول حديثًا وسط اهتمام وحفاوة نقدية أيضًا، من المؤشرات على تشكّل هذه الظاهرة وتبلورها والتي تدلّ بطريقة ما على أن اهتمام هذه الفئة بالأدب لا ينبع بالأساس من رغبة في نقل خبرتها بعوالم الجريمة والبوليسية إلى الأدب، وإنما ثمة أفكار أخرى لكل كاتب قد تسبق هذا الاهتمام وتؤطره.
يمكن الركون إلى تفسير الظاهرة بالفورة الروائية في العالم العربي التي جعلت كتابة الرواية ونشرها وقراءتها على رأس الاهتمامات الإبداعية والنقدية والجماهيرية كذلك، فبات التعبير الروائي هو الطريق الأبرز والأيسر أحيانًا للتعبير عن جملة انفعالات أو أفكار قد لا تكون جاذبة أو مؤثّرة إن كُتبت في شكل آخر غير روائي. لكن هذا التفسير بمفرده قد لا يكون كافيًا لا سيما وأن الظاهرة ليست مستحدثة وإنما لها امتدادات في التاريخ الأدبي القديم والحديث، ولم يكن ظهورها قديمًا سوى تجلّ بالأساس لاهتمامات ومواهب شخصية يحملها كل فرد، وهو ما قد ينطبق على الوضع الراهن بصورة ما.
وعلى صعيد رجال الشرطة، قد تكون تجربة الضباط الأحرار في مصر خير مثال على قِدم ذلك الاهتمام بالأدب، فنجد الرئيس المصري الراحل أنور السادات من أكثر الضباط اهتمامًا بالكتابة الأدبية؛ إذ أصدر عددًا من الأعمال من أبرزها “البحث عن الذات”، “30 شهرًا في السجن”، “يا ولدي هذا عمّك جمال”. كما أن الرئيس جمال عبدالناصر كتب يومياته في “يوميات الرئيس جمال عبدالناصر”، و”في سبيل الحرية”. كذلك الرئيس محمد نجيب الذي كتب “كنت رئيسًا لمصر”، و”كلمتي للتاريخ”.
ورغم التجارب الثرية الراهنة، لا سيما مع طبيعة المتغيرات التي رفدت المجتمع المصري في العقود الأخيرة وطغيان ظواهر العنف والإرهاب، لرجال الشرطة الذين قرروا أن يخوضوا غمار الكتابة الروائية إلا أنهم لم يجعلوا من تلك التجربة المعين الرئيسي والأوحد في أعمالهم الروائية بل كانت تلك التجارب واحدة من الروافد التي نجح بعضهم في أن يُحسِن استخدامها فيما يكتب.
“الجديد” استطلعت آراء عدد من رجال الشرطة والقضاة الذين اتجهوا صوب الكتابة الإبداعية محاولين التعرف على أسباب ذلك الاهتمام بالأدب من قِبلهم وجذوره، فضلًا عن طبيعة اهتمامهم بالأدب البوليسي وحدود علاقتهم به على مستوى القراءة والكتابة والأسباب الكامنة وراء شكل تلك العلاقة.
الحسّ الجنائي
حسام العادلي، روائي مصري من مواليد 1982، صدرت له مجموعة قصصية بعنوان “لمحات” ورواية بعنوان “أيام الخريف”، ويعمل قاضيًا في المحاكم الاقتصادية. يتحدث العادلي عن أسباب توجّهه نحو الكتابة الأدبية قائلًا “موهبة الكتابة ظهرت لديّ في وقت مبكّر عندما كان عمري حوالي 12عاما، مع حبي لدروس اللغة والبلاغة والنحو، وتفضيلي لسؤال اكتب قصة في اختبار اللغة العربية وكنت دائما أحصل فيه على الدرجة النهائية، وتطوّر الأمر معي خلال سنوات الدراسة والعمل كوكيل للنائب العام بكتابة بعض القصص القصيرة ونشرها، حتى صار الأمر مع الوقت احترافيا”.
ويستطرد: الرواية البوليسية من تعريفاتها “الأدب الجنائي” ومن خلال عملي في النيابة العامة والقضاء الجنائي لما يزيد عن خمسة عشر عامًا اندمجت لا إراديا مع فهم الجرائم الغامضة وتعقبها، والأهم مقابلتي لأنماط غريبة من المجرمين والتعرف على دوافعهم الإجرامية التي يمكنك من خلال التحقيق معها التعرف على أدق خبايا النفس البشرية من المنظور الجنائي، فضلًا عن أن عملي كمحقق جنائي ثم الترقية إلى قاض يحكم في القضايا الجنائية أسهم بشكل كبير في صياغة الحس الجنائي لديّ.
رغم أن عمله الروائي الأول لا يمكن تصنيفه بأيّ حال على أنه أدب بوليسي إلا أن العادلي يتطلّع للكتابة مستقبلًا في نمط الرواية البوليسية، ليس بشكل بحت مثل الرواية البوليسية عند آرثر كونان، أجاثا كريستي، جورج سيمنون، لكنّه يُفضِّل الرواية على غرار “اللص والكلاب” لنجيب محفوظ كمثال. فهو يرى أن الرواية البوليسية جاذبة لجميع القرّاء من جميع المراحل العمرية، وبقدر ما هي ممتعة للقارئ فهي ممتعة للكاتب أثناء الكتابة أيضاً.
ويُبين العادلي أنه قام بالتحقيق في العديد من الجرائم الغريبة وربما تكون بعضها نواة لكتابة رواية بوليسية، فمن أغرب الجرائم التي حقق فيها كانت جريمة حدثت قبل عشر سنوات في إحدى نيابات الصعيد لسيدة قتلت رجلا ثم مزقته بالساطور لتخفي جثته، ثم وضعت أجزاءها في فرن بلدي وأشعلت فيها النار، ثم اعترفت بالجريمة التي ظلت غامضة، وكشفها مصادفة وجود حذاء المجني عليه أمام منزل القاتلة.
يعتقد العادلي أن الإنتاج من أدب الجريمة ليس قليلًا لكنه غير متميز، لذلك لا نشعر دائما بوجوده، فهناك تجارب لكثير من الكتاب في هذا المضمار ولكنه يرى أن الكاتب أحمد مراد له السبق في صياغة روايات على قدر عال من التشويق والإثارة البوليسية.
رواج تجاري
الروائي المصري أشرف العشماوي، يعمل قاضيًا بمحكمة الاستئناف، صدر له عدد من الروايات هي “زمن الضباع″، “تويا” التي وصلت للقائمة الطويلة للبوكر للرواية العربية عام 2013، “المرشد”، و”البارمان”، و”كلاب الراعي”، وأصدر في يوليو 2016 رواية “تذكرة وحيدة للقاهرة” وفي 2018 صدرت له رواية “سيدة الزمالك”.
يتحدث العشماوي عن علاقته بالأدب البوليسي قائلًا: قراءاتي الأولى كانت في القصص البوليسية مثل قصص أرسين لوبين، لكنني أحببتها جدًا واستمرّت معي، لا أجد أيّ حرج في القول بأنني أحب هذا اللون من القصص والروايات لكني لم أكتبها بعد، أظن أنني لو كتبتها لن أنهج الطريق الكلاسيكي المعروف بمن القاتل مثلما فعلت العبقرية أجاثا كريستي، سأكتب بطريقة مختلفة عن أدب الجريمة، عن نفسية القاتل، عن الجريمة ذاتها وانعكاسها على الآخرين من أبناء المجتمع، عن الأخطاء الصغيرة التي تؤدي لجرائم كبيرة، هذه الفكرة تشغلني منذ فترة لكني لم أشرع في الكتابة فيها حتى الآن ومع ذلك أقوم بالتحضير لها بين رواية وأخرى فمن المؤكد أن يوم كتابتها قريب.
ويتابع: تأخرت عن عمد في كتابة الرواية البوليسية لأنني أريد تقديم جديد في أدب الجريمة، لديّ عدة أفكار لكني لم أكتبها بعد، أظن أنني أحتاج وقتًا لتقليبها أكثر في رأسي قبل مغامرة الكتابة في هذا اللون، كما أن لديّ رصيدًا كبيرًا من خبايا الجريمة بحكم عملي بالنيابة العامة، لكني كما أوضحت أنني لا أريد كتابة ذكريات عن جرائم فقط من باب التسلية.
يرى العشماوي أن القارئ العربي يحب القصص البوليسية وأنها لون من الأدب يجب أن يكون موجودا باستمرار على أرفف المكتبات، ولا بد أن يجد تشجيعًا أكبر من الصحافة الثقافية، وتخصص له جائزة لتجويد هذا الفن بدلا من الاستسهال فيه طالما يحقق رواجًا تجاريًا، وهي آفة كبيرة عندنا في الشرق، هذا اللون الأدبي محبب للناشئة والكبار وحتى القارئ النوعي في احتياج له بين كتاب وآخر.
ويستطرد: للأسف ليس لدينا من يكتب هذا اللون ببراعة مثل دان براون مثلاً، لكن كانت هناك روايات جيدة جدًا ثم توقفت فجأة من الروائي أحمد مراد بعدما غيّر جلده وكتب في اتجاه آخر، بالطبع له أسبابه التي تحترم وربما شغلته السينما وكتابة السيناريو، المحصلة الآن لم يظهر من بعده جيل آخر يكتب في هذا الاتجاه. قلة الكتابات في هذا النمط الأدبي ترجع إلى صعوبة كتابته، فعلى عكس ما يعتقد البعض بأن فكرة الجريمة وإخفاء القاتل أمر سهل لكنها تحتاج لذكاء الكاتب وقدرته الهائلة على التشويق لأنهما عمودا الكتابة لهذا اللون الأدبي. ورغم وجود بعض المحاولات إلا أنها غير مشبعة وعادية.
أدب الشرطة
حمدي البطران، لواء شرطة سابق وكاتب روائي، صدر له عدد من الأعمال مثل “يوميات ضابط في الأرياف”، و”محاكمة رواية”، و”اغتيال مدينة صامتة”، كتاب “الأمن من المنصة إلى الميدان”، و”تأملات عنف وتوبة الجماعات الإسلامية”.
يرى البطران أن الأدب البوليسي هو نوع من الأدب مثير للاهتمام، يتعامل مع الجريمة وكيفية كشفها ومكافحتها، وهو أدب يجذب قطاعات كبيرة من الشباب، فكانت قصص شارلوك هولمز وأرسين لوبين، وهي قصص وروايات مترجمة، لم يكن فيها من جمال اللغة أو حتى رقة السرد، ولكنها كانت مليئة بالحركة والانتقالات الفجائية إلى أن ظهرت الكاتبة أجاثا كريستي فكانت كتاباتها مليئة بالألغاز وجذبت قطاعًا كبيرًا من طبقة أكبر سنّا من القراء.
يتابع: البعض بدأ يُطلق لفظ الأدب البوليسي على ما يكتبه بعض ضباط البوليس، ومنهم سعدالدين وهبة وحمدي البطران وغيرهم، وهناك بعض الضباط كانوا شعراء حالمين مثل اللواء حسن فتح الباب، واللواء مجدي النجار مؤلف الأغاني، واللواء إبراهيم موسى مساعد وزير الداخلية الأسبق الذي ألّف أغان للفنانة شادية، ومنهم من عمل في الوسط الإعلامي والفني مثل ممدوح الليثي ونجاحاته والشاعر المعروف حسن فتح الباب.
ويتحدث عن تجربته قائلا: أنا لم أفطن إلى أن لديّ مشروعاً روائيًا محدّد المعالم إلا عندما بدأت أشعر بمدى فداحة ما يُعانيه المصريون في الصعيد، معاناتهم متعددة المعالم والأنواع، فهم يعانون مع الحكومة سواء في شؤون الزراعة أو في شؤون المساكن أو في شؤون الصحة والتعليم أو كل الخدمات التي تُقدّمها لهم الدولة، دائما تتعامل معهم بمنطق العجرفة أو السيادة لأن الدولة تمارس سلطاتها دائما مع المواطن بتعسّف. المواطن في الصعيد يستشعر هذا التعسف بحساسية زائدة، مع أن له ميراثًا طويلًا يمتد عبر آلاف السنين مع هذا الظلم الرسمي، إلا أنه في الأيام الأخيرة بدأ ينفر من تلك الأساليب السلطوية ويرفضها، لأجل هذا حاولت أن أكتب عن هذا الجانب المظلم في التعامل الأمني الرسمي مع الأهالي.
يتابع: لم أشعر بأيّ قلق لأنني كشرطي شعرت بمدى المعاناة، وربما كان الإحساس بها، بسبب معايشتي للناس، فكنت أشعر بفداحة ما يحدث، وخصوصا عندما يتولّد عن تلك الأعمال الروتينية، التي يمارسها زملائي ضرر، قد لا يرونه واضحًا أمامهم، ولا يستشعرونه. فعلي سبيل المثال عندما يستوقف الشرطي رجلاً مشتبه فيه ويستمر احتجازه بقصد التحرّي عنه يوما أو أكثر ثم يطلق سراحه، لا يعلم الشرطة أو المسؤول الضرر الذي نجم عن هذا الاحتجاز القسري، بعيدًا عن الألم النفسي الذي هو أقسى وأشد.
ويستطرد البطران: البعض رأى أن هناك تناصًا بين روايتنا “يوميات ضابط في الأرياف” ورواية توفيق الحكيم “يوميات نائب في الأرياف”، لكنني لم أقصد منافسة توفيق الحكيم، فهو قامة شامخة في مجال الفكر والأدب، وله الريادة في الحديث عن المسؤول الحكومي السلطوي، عندما يعمل وسط الأهالي، فكتب “يوميات نائب في الأرياف”، ومن محاسن الصدف أنه كتب عن نفس الأماكن الجغرافية التي كتبت عنها أنا، ولكن في سياق زمني بفارق خمسين عاما، ولعل الناقد هو من يدرك الفرق بين معالجته ومعالجتي لنفس الظروف. ولكنّ هناك خيطًا رفيعًا يربط بين العملين، هو التسجيل اليومي للأحداث.
الأكثر تشويقًا
نزار السيسي، ضابط شرطة سابق واستشاري شؤون قانونية، روايته الأولى”الضحية” كتبها متأثرًا بما حدث لزملائه من الشرطة والجيش جراء العمليات الإرهابية، يتحدث عن تجربته في الكتابة الروائية قائلًا “اتّجهت صوب الكتابة الروائية لقدرتها الكبيرة على توجيه رسائل معيّنة في إطار قصصي مثير يستهدف أكبر شريحة من المجتمع وخاصة الشباب. ويتعانق عملي الأول مع الروايات البوليسية في نقاط تماس من كشف غموض الحوادث الإرهابية في أسلوب كشف غموض تلك الحوادث، فالأدب البوليسي من الأدبيات الأكثر تشويقا وتحث القارئ على الاستمرار في القراءة”.
يتابع: من أشهر الروايات المفضلة بالنسبة إلىّ “قناع الموت الأحمر” لأدجار آلان بو، والتي تدور أحداثها عن محاولات الأمير بروسبيرو تجنب وباء يعرف باسم الموت الأحمر عن طريق الاختباء بالدير وإقامة حفلة تنكرية، وتتوالى الأحداث في هذا السياق.
يعزو السيسي قلة النتاج الأدبي في هذا النمط إلى عدم وجود مادة ثرية يستقي منها الكتّاب العرب هذا النوع من الجرائم، وضرورة وجود أحداث حقيقية يتمّ كشف غموضها في إطار قصصي روائي وهذه مسألة صعبة، مشيرًا إلى أنه بدأ بالفعل في طرق هذا الباب من الأدب لكن ما زالت الفكرة لم تكتمل معه إلى الآن، لكن سيكتب في هذا النوع من الأدبيات لأنه أكثر تشويقًا.