هذا العدد
جديد "الجديد" في هذا العدد رحلة عبر يوميات نساء ورجال، قرّر شخص ما، مثلهم، إنسانٌ لا يميزه عنهم سوى سلطته على سلبهم حريتهم، واقتطاع سنوات من شباب كل منهم، خلف القضبان، وفي فضاء الظلام الأسود.
كثيراً ما جلبت الوثائق التي كتبها سجناء سابقون، الكآبة والغم على قارئها، بعض القرّاء مولع بتلك النكهة المريرة. لكن القارئ الجديد، لا يبحث عن ذلك الاستمتاع المازوشي بالألم والتعرّض إليه، بل يبحث في معرفة التفاصيل، وكيف أثّر هذا كلّه ليس فقط على وعي أولئك الضحايا، بل على الناس من حولهم، وبالتالي على مناخهم العام، والمستقبل الذي صنعوه، عبر تراثهم الفني والأدبي والفكري، حتى لم يعد يُعرف من هو السجين بالفعل، الواقف على هذا الجانب من القفص، أم الواقف على الجانب الآخر منه، وللقارئ أن يختار لذاته ما يجد نفسه تميل إليه.
في هذا العدد، نتتبع اليوميات، الصغير منها والدقيق، والإنساني البسيط. يوميات من العراق وفلسطين وأخرى من السعودية وسوريا، يوميات شاعرية تجلبها رياح السودان، وصولاً إلى يوميات الحروب والكوارث التي تصيب الأمة، ومن حولها الأمم، إذا تقع في مصيدة التاريخ، وتحين ساعة الاستحقاقات جميعها، استحقاق التنمية، والتنوير، والعدالة، والديمقراطية، والرؤية الإستراتيجية، من دون أن يكون قد حسب لها أحدٌ من الممسكين بزمام الأمور حساباً من قبل، فإذا هي ماثلة أمامهم اليوم، على طاولة الجد لا الهزل.
تقف المجلة مع الشاعرة والناقدة الفلسطينية الكبيرة سلمى الخضراء الجيوسي، وتجادلها في منجزها، وكيف ترى العالم اليوم، وهي التي تقرع جرس الخطر متسائلة، عن سر تلاشي النخب العربية، وانفراط عقد العرب، إن صحّ القول، وهي التي لطالما اهتمت بصورة العرب ومكانة الثقافة العربية عند الآخر في أصقاع الأرض.
وتذهب الجديد مع الفكر الغربي، حتى تخوم أسئلته الجديدة، وقضاياه التي تؤرّق مفكريه، عبر الحوار الذي تجريه المجلة مع المفكر الأميركي بروس لورانس الذي يقرأ في الأصولية والحداثة وما بعد الحداثة، وكذا المفكر العربي صادق جلال العظم، وهو يستعرض المشهد الدامي للحظة العربية اليوم من خلال الوقائع الشاميّة.
وفي عالم صناعة الصورة، توسع المجلة اهتمامها بالصنوف الكتابية، ليشمل النص المكتوب للسينما، من خلال سيناريو المخرج السينمائي القدير نبيل المالح “الشلال”.
ما تزال الجديد في لحظتها هذه، تصرّ على مواكبة الحدث العربي، فكرياً وثقافياً وإنسانياً، لتتقدم على البرهة، وتتنبأ بها، بدلاً من أن تفاجأ بالتحولات.
المحرر