أسلاك كهرباء مكشوفة للريح والمطر
لا تناديني؛ لا تنتزعني من بين ذراعيّ الأحلام، نائمة في حلمنا الذي ليس لنا خائفة من صحو يُجفل الروح ويشتت الخيال.
٢٠ تموز ٢٠٢٣
********
البنت العائدة من المدرسة صعوداً إلى البيت تختصر المسافات الطويلة بين زمن وزمن؛ تركل الوقت والأمل والألم والحزن والغضب وعلب الكولا الفارغة بحذائها الأبيض، تفتش عن ظلها لتدوسه، تشتري كيس عصير مثلّج كي تروي عطش المسافات ما بين عطش وعطش؛ المدرسة عطش الأسئلة والبيت عطش الأجوبة وما بينهما مسافات لا تُقطع إلا بركل الملل.
دائماً في منامي هناك بنت وطريق وشوارع ضيقة والكثير من الأسئلة والعطش.
١٩ تموز ٢٠٢٣
********
غبت؛
لم يعد يجدي التنويه، كان لا بدَّ من التلويح.
١٩ تموز ٢٠٢٣
*******
صباح مفعم بالحزن أو باليأس لا فرق؛ كيف أنت الآن بعد عنادنا وغيابنا، كيف صرت وهل أكلت سفرجل الملل أو تجرعت كؤوسه مثل سكير عتيق، هل قتلت صغيرنا (الأمل) وغطيته بملاية السرير، هل جلست القرفصاء في زاوية المطبخ وكسرت كأس الماء وجرحت وجه الوقت ونزفت حزناً وبكيت حسرة على الذي لن يعود.
صباح مفعم باليأس أو بالحزن لا فرق؛ أمّا أنا فلن أعود.
١٩ تموز ٢٠٢٣
******
مثل عرق مريمية أقلّب مواجعي في الشمس.
١٩ تموز ٢٠٢٣
******
اليأس نجاة من أمل كاذب.
١٨ تموز ٢٠٢٣
*****
الكتابة لعبة مخاطبة الآخر حتى وإن لم يكن هناك آخر.
١٨ تموز ٢٠٢٣
*****
قاوم إن استطعت حضورها الضوء في ليل منافيك البعيدة، قاوم أناملها تجعد خصلات الوقت على وجه الغياب، قاوم رياح الحنين تأتيك من وراء النوافذ الموصدة ومن وراء الباب، قاوم جنون الحب يشعل الطرقات شوقاً، يدخل النفق الأخير ذهاباً إلى المجهول ولا يفكر في إياب.
١٨ تموز ٢٠٢٣
*****
لا أريد من الحب إلا التفاصيل.
١٧ تموز ٢٠٢٣
*****
أدوزن أوتاري كي تنتظم التنهيدات.
١٨ تموز ٢٠٢٣
*****
ما أجمل المنامات والأحلام يا صديقي، في الليل أذهب إلى المسرح الوطني أكون في حضرة الكتاب والأدباء والشعراء وأصحاب المسرح والفن والرقص والطرب والغناء، ولا أدري هل يوجد هذا المسرح الوطني حقيقة، لا أدري أني أجهل وجود الأشياء في هذه البلاد حتى على الخريطة لا أعرف أين تقع هذه الأسماء الكثيرة التي تسمونها معالم البلد ويتوه اصبع السبابة وأنا أفتش عن أشياء رأيتها في المنام. أتكون محض منام؟
١٧ تموز ٢٠٢٣
*****
مثل منديل ساحر ليس له آخر يكون كلام العشاق وقد ينقطع بشكل عرضي مباغت أو بفعل فاعل وقد تضيع قبعة السحر أو يموت الساحر.
١٦ تموز ٢٠٢٣
*****
أعرف امرأة تسرد على الليل حكايات وحكايات، لا لتقتل وحشة الوحدة أو تجر نجمة نحو الأرض من ذيلها، لا لتقنع الحبيب بالعدول عن المغيب، بل لكي تنام يائسة ومفرغة من كل أمل على جنبها الأيسر أو الأيمن لا يهم، بمحاذاة العتمة، باحتضانها أو مديرة لها ظهرها لا يهم، امرأة لا تنام لأن الحكايا المخبأة في كفها تؤرقها، تفتح الكف بسخاء حكاء وتحكي، لا تفتّش عن مستمع أو منتبه وحيد، لا تتبع صدى الكلمات لكنها تخاف من صدأ المفاتيح المنسية في الأبواب المغلقة، تزيت المفتاح بالكلمات ولا تحرك المفتاح لينفتح القفل ولا تهمها الأقفال، امرأة تريد أن تفترش الخواء وحقول العوسج بكلمات وحكايات لا لتكسر عنق الأشواك لأنها معتادة على الوخز، تريد أن تثرثر لأن الحاوي مات في الفصل السابق ويزعجها ضجيج الحشد، لا تريد أن تكون الحكاء الأول ولا الأخير لكن ضفاف النهر فاضت وليس ثمة زرع.. وفاض نبع الدمع وكانت تظنه قد جف.
١٦ تموز ٢٠٢٣
*****
تضل القافلة أحياناً ويتوه الركب أو يعترضها قاطع طريق، تلك كانت حياتي.
١٥ تموز ٢٠٢٣
*****
– هل تذوقت الكأس المرّ؟
– مراراً.
– ثم ماذا؟
– أصبح الطعم مستساغاً حين كسرته بدمعي.
١٣ تموز ٢٠٢٣
******
فقط عندما أغمض عيني وأدخل منامي أعيش الحياة وأتنفس عطر وردها وكلّما صحوت متّ.
أنا واحدة من موتى كثر، من جنازات مؤجلة، لا تحدثني عن الموت بمفهوم العلامات الحيوية كالتنفس والنبض؛ ثمة أجهزة متطورة يمكنها أن تبقيك حياً لمجرد ربطك بها بأسلاك كثيرة، لا تشرح لي نظريات الطب المعقدة وآخر ما توصلت إليه المختبرات من اختراعات واكتشافات مذهلة.. الحب، الأمل، اللهفة، الانتظار، الشغف هي العلامات الحيوية الأكيدة لوجود حياة، أنا الميتة التي كانت تسابق الأيام لكي تكبر، لا لتصير صبية بعمر الورد وتزف لحبيبها بثوب أبيض؛ ولا لأجل بلوغ عمر الحكمة، أردت أن أسابق الأيام وأكبر دفعة واحدة كي أبلغ عمر الموت، وأرتاح لسكينة اليأس وانقطاع آخر خيط أمل، أردت أن ألقي كل الأحمال عن ظهري وأن أفرغ روحي من آخر نقطة شغف وأدخل الصحراء بقلب ميت مطمئن ليقين التراب.
فقط عندما أغمض عينيّ تعاودني الحياة وكلما انتبهت متّ.
١٣ تموز ٢٠٢٣
******
أتفيأ شجرة الكلمات؛ ليست استراحة مسافر كما تظن، ولا غفوة متعب؛ إنها إقامة المطرود، المنفي، المنبوذ من الحياة.
١٣ تموز ٢٠٢٣
******
ثم يفيض عليك الحب من حيث لا تدري ولا تنتظر، تغترف بيديك منه وتفيض على قلبك المتعب المنتظر الذابل مثل زهرة، تسقي روحك تعمدها، وتعمد مراراً إلى المعين تغترف بيد مرتجفة وأنت تخشى مواسم الجفاف والعطش، ترقص انتشاء، تصرخ ارتواء، تبتهل شاكراً. تصحو من نومك مبتلاً بحبات العرق تنادي بصوت ضائع ماء.. ماء وتعود إلى سيرة العطش.
١٢ تموز ٢٠٢٣
******
قد تبدو مشاعرنا أحياناً مثل أسلاك كهرباء مكشوفة للريح والمطر.
١٢ تموز ٢٠٢٣
******
الصمت قاطع حديث العشاق؛ الكلام قافلة من القلب إلى القلب والصمت قاطع طريق.
١١ تموز ٢٠٢٣
******
كان عندي ما أهديه لك؛ كلمات.
صار عندي ما أهديه لك؛ كلمات وغياب.
١١ تموز ٢٠٢٣
******
يحبونها؛ امرأة من نار ونبيذ وعسل، ولا يظفرون إلا بما تناله الريح من بلاط.
١١ تموز ٢٠٢٣
******
لا تمتحن صبري ولا تمتهن صمتي؛ تنهار الجبال دفعة واحدة.
١٠ تموز ٢٠٢٣
******
لا يهم من أنت ومن تكون، لا يهم إن كنت حتى من فصيلة الكائنات ذات الدم الحار أو البارد، الأزرق أو الأحمر لو كنت بلا دماء اصلاً.
أصدقائي؛ قبيلتي الافتراضية جيشي السري يحقد عليك ويمقتك، لقد حرضتهم عليك، إنهم يكرهونك حين أكرهك ويحبونك حين أحبك، يلعنون غيابك حين ألعن غيابك، وحين أرميك بسهام الكلمات يسددون رميي ويشيرون إلى مواضع ضعفك، وحين يدخل السهم القلب يبكونك كما أبكيك وينثرون تحت منشوراتي الورد.
١٠ تموز ٢٠٢٣
******
يقول الشاعر المتدثر في كنبة وثيرة والذي يستحوذ على الضوء والنور والأوراق والشمس والطاولة والنافذة : يا له من صباح باذخ الجمال.
تقول الأنثى المركونة في زاوية الكون المنسية في النسيان والظل: يا لهذا الكذب الفادح.
لا يسمع ما قالت، ولا تلتفت لما قال ويظلان على أطراف النقيض، لا يختصمان ولا يصطدمان ولا يصطلحان وتتناسل من النقيض والنقيض كلمات.
٩ تموز ٢٠٢٣
******
مرضى بالأمل ويوجعنا الانتظار.
٨ تموز ٢٠٢٣
******
لا سبت لنا ولا أحد، كل الأيام متشابهة يلوكها الملل.
٨ تموز ٢٠٢٣
*****
عزيزي يا صاحب الظل الطويل:
إن كان لا بد من الصمت فليكن صاخبا.
٨ تموز ٢٠٢٣
*****
في ذكرى غسان كنفاني
يمكننا أن نحب الشهداء دون قيود، أن نعلّق صورهم في صدر البيت أو في قلادة على صدورنا، يمكننا أن نقبلهم على الجبين في كل حين، أن نعانق صورهم حين نفتقر للبطولة، أن نتقوى بهم مثل مشروب سحري أو فيتامينات مقوية، أن نبكي على قبورهم حين نشتاق ولا نثير غيرة الحبيبات أو الزوجة، يمكننا أن نستند عليهم ونحن نعلم أنهم لن يخذلونا حتى لو ضمهم التراب، يمكننا أن نكتب لهم الرسائل السرية التي يمكن أن تصل أو لا تصل، يمكننا أن ندعي أننا عرفناهم عن قرب وأن نذكر أسماء مقاهي خيالية ارتدناها معاً وشوارع بعيدة ضمت خطانا معاً ويمكن لامرأة مصابة بخذلان الأحياء وقساوتهم وظلمهم أن تقول مثلاً: حبيبي “غسان” متناسية فرق السنوات بين استشهاده ومولدها، يمكننا أن نحب الشهداء علانية ونكون بمنتهى الصدق والحب والولاء، يمكننا أن نختلق حوارات معهم، أن نطرح عليهم ألف سؤال معلّق وننتظر إجابات إلى ما شاء الانتظار وقد لا نتلقى إجابة، يمكننا أن نحب الشهداء دون خوف أو وجل لأن لقب شهيد يمنحهم قدسية الآلهة والأنبياء؛ إنه اللقب الشرعي الوحيد المكتسب بالدم المراق، يمكننا أن نتشبث بما قالوا وأن نردده في كل مناسبة أو دون مناسبات لأن كلماتهم دخلت في دائرة المقدس وصارت نهجاً ودينا، يمكننا أن نحب الشهداء وأن نتقاسم هذا الحب مثل ضوء فالشمس تمنح نورها دون حساب.
٨ تموز ٢٠٢٣
*******
أنا البنت التي كانت تتصرف مثل الأولاد الأشقياء؛ كنت أسرق حبات اللوز الأخضر من أرض جارنا وجار جارنا أضع طرف ثوبي القصير المتسخ بين أسناني وأضع حبات اللوز في طية الثوب وأركض بركب وسيقان نحيلة ممتلئة بالخدوش والجروح، أفترش زيتونة عتيقة وألتهم حبات اللوز مع كمشة ملح ملفوفة بصرة صغيرة من دفتر مدرسي عليه كتابات أو أرقام بقلم الرصاص، وكنت أسرق اللوز الذي قسى قلبه أيضاً أكسر القشرة الصلبة بالحجر وألتهم القلب وأعود إلى أمي متسخة تماما وقد علق على جديلتي ما علق من التراب وأوراق الشجرة، وأتجهز للعقاب المنتظر.
٧ تموز ٢٠٢٣
******
في الليل ينامون وأصحو وأصير نحاتة قماش؛ أشكل الوسائد والأغطية على هيئتك، أغمض عينيَّ وأنا أخلق يدك ووجهك وتفاصيل تفاصيلك أُجعّد القماش وعندما أنتهي من نحتك أنفخ فيك من روحي وأضم تمثالك وأنام.
٦ تموز ٢٠٢٣
******
أنت لا تدرك معنى التخلي ووجع التخلي؛ قلت لي “كوني خفيفة” ولم أفهم فلسفة الخفة، ربما فهمتها متأخرة جداً عندما فتشت عنك ولم أجدك لا في الواقع ولا بين الكلمات، ربما أنا امرأة مسكونة برعب التخلي؛ قالت خالتي التي كانت حاضرة لحظة لفظني رحم أمي إلى بؤس الحياة أني كنت أرفض الخروج وأني خرجت متشبثة بالحبل السري، بعد سنوات عندما قطعت الجسر إلى الضفة الأخرى كنت أتشبث بطرف ثوب أمي ولم أفلته ربما كنت أخشى الضياع. وعندما قلت لك أُحبك كنت أمد يدي لأتعلق بأطراف أصابع يدك التي مددتها نحوي وقلت لي في لحظة ولاء للحظة عابرة هي لك، تعلقت بها وبك وهذه حقيقة ترفضها وتحاربها، خشيتُ التيه وخفت الضياع، أغمضت عينيّ وفتحتهما على تيه جديد وضياع جديد، أدركت المعنى متأخرة؛ الخفة ضمن فلسفتك المقيتة تعني اللاحب وعدم التعلّق والتشبث وربما تعني ما هو أكثر قتل الأحلام وهي شرنقة، وأد مبكر لوعود لن تكون، أن أكون خفيفة على واقعك وقلبك، أنا أكون عابرة مثل ضمة ورد على سريرك، أن أذبل كما يفترض بورد المزهرية أن يذبل، أن أغيب مثل شمس أو قمر لأن الغياب حتمي، أنا أكون خفيفة كحلم عابر على سرير غريب وليس للغرباء أسرة، ليس للغرباء مقاعد ولا طاولات ولا مزهريات ولا فناجين قهوة، لا أحب فلسفتك وأكره مبدأ الخفة الذي يطيرني مثل ريشة في مهب الريح.
٥ تموز ٢٠٢٣
******
لا أحب الكتب التي تُلتهم على عجل مثل وجبة سريعة، أحب الوجبات الدسمة الغنية بالأسماء والأماكن والموسيقى، التي تدفعني إلى التفتيش عن معنى كلمة وتحثني على سماع اللحن ومعرفة العازف، التي تأخذني إلى شاطئ أو كهف مهجور أو بناية متداعية أو محرقة، التي تفتح لي المشاهد على مشاهد متعددة، التي تضيعني في التفاصيل وتغرقني حتى الضياع الذي لا يعد بنجاة أبداً، التي أعود منها وفي كفي زهرة أو كمشة تراب وفي رأسي فكرة، التي تجعلني أكتشف ذاتي مجدداً، التي تجبرني على التنهد بفعل دهشة لا يمكن تفاديها، التي تؤرجحني على حبال الشهوة والحب والحزن والألم والضحك والبكاء، وتحثني بين كل سطر وسطر وفاصلة ونقطة على كتابة شيء ما حتى لو كان حماقة.
٥ تموز ٢٠٢٣
******
أحبك كما أحب بلادي وأمقتك كما أمقتها؛ أنتما وجعي الأبدي الذي لا ينتهي. أحبكما وأمقتكما في آن؛ إنها لعنة الحب المقدس.
٥ تموز ٢٠٢٣
******
سأكتفي بك غائباً كي أُريح قلبي من عناء الانتظار، أنت الغائب الأبدي في الغياب لا محطة توصلني إليك، لا وشم لأقدامك على الطرقات، لا ظل لمرورك على الجدران، هكذا أزرعك في خيالي فكرة غياب لا ينتهي حتى بالرجوع.
تخيل أن تعود بعد هذا الانتظار الموجوع تخيل أن تهز أركان وحدتي بعدما هدأت نفسي واستكانت، تخيل أن تقلق روحي المستسلمة للحزن، أن تباغتني بحضور صاخب، أن تقول بلهفة مشتاق رجعت، لا تعجبني الفكرة ولا أقوى على تحملها، العماء اعتياد أيضاً وانفتاح حواس أخرى وتفتح بصيرة والغياب كذلك.
هل أبدو لك متطرفة، كاذبة، خيالية، مجنونة، لا معقولة، غاضبة، ثائرة، ناقمة.. هل أبدو لك حزينة أكثر من المعتاد، منهزمة في الأعماق، مشلولة ومتكومة في زاوية مظلمة؟ ربما أنا كل هذا وأكثر، لكنني أعتاد انكساراتي بسرعة خيالية لا تتخيلها، لولا اعتيادي ما صمدت. أكتب إليك لا رغبة في الكتابة ولا في نيتي اطلاعك على أحوال قلبي وتقلبات حزني؛ إنما أعالج الأرق بالكلمات كأن أشد على يدي بيدي وأتناسى تماما دفء يدك؛ لا يمكن ليد غائب أن تكون نابضة دافئة، لا يمكن لها أن تكون حاضرة، حتى يدك لا تمثل إلا وهم حضور إنه الحضور الناقص الذي يشبه تماماً الغياب الناقص، هذه حالة (البين بين) مؤرقة ومتعبة ومنهكة للأعصاب.. وأنا تلفت أعصابي وضاق خلقي وفسد يومي وتلعثمت في الانتظار ساعاتي وارتبك نومي ويومي، سأختار أقل الخيارات ألماً ووجعاً؛ سأختار الغياب.
٥ تموز ٢٠٢٣
*******
ما الفرق لديكم إن كنت من نابلس أو من جنين؛ أبكي حين تبكي نابلس وأنزف حين تنزف جنين!
٤ تموز ٢٠٢٣
*******
ما الفائدة؛ روح ثائرة متمردة يقيدها الجسد.
٤ تموز ٢٠٢٣
******
وعد مؤجل؛
سأكتب عن الحب عندما تنتهي الحرب..
٤ تموز ٢٠٢٣
*******
اختلطت الأصوات والصور هذا الصباح؛ صوت العصافير بأصوات الطائرات والقنابل، بصرخات الاستجداء، بأنين الجرحى، بانكسار البيوت وارتطام الركام، بتكسر الأشياء على الأشياء وموتها الجماعي، تخيّل موت الأشياء كلها دفعة واحدة موت البنايات والبشر والأشجار وأحواض النعنع على الشرفات، اختلطت صورة الحياة بصور الموت المتعدد، لا شيء مفهوم ولا صورة واضحة في هذا الصباح الذي ولد بلا أنفاس ولا نبض ولا حياة.
حتى الكلمات ولدت ميتة؛ لو قلت لك إنهم يغتالون المخيم بناية بناية وحجراً حجراً، إنهم يسقطون الأسقف والأحلام على رؤوس أصحابها ويسوّونها بالأرض، إنهم يحفرون في خاصرة الوطن بلا توقف يستأصلون الحياة. ستقول لي ما الجديد، إنهم يقتلون ويغتالون؛ لأجل هذا الفعل الشنيع ولدوا ومن أجل هذا الخراب جاءوا، لا جديد.. ولا نقول العبارات المكررة مثل: أين العالم، أين البشر، هل تسمعون، هل تشاهدون موتنا على الشاشات. لا جدوى من النداء، لا صوت للضحية والعالم كله مصاب بالصمم. يا لهذا النشاز الصباحي الذي يؤذي القلب والأذن والعين.
٤ تموز ٢٠٢٣
*******
أستطيع أن أعطي الكثير من المبررات للذين كرهوني؛ جدتي لأبي لم تحبني لأنني كنت أرفض أن (أقش لها المصطبة) رغم غوايتها لي بحبات السكر الفضي وطابات الصوف الملونة.
أبي الذي هو ابنها لم يحبني أيضاً لأنني من بين أخوتي جميعهم استخدمت الكلمة المحرمة كثيراً “لا”.
حبيبي الأول الذي أحببته ولم يحبني لم تعجبه طريقتي لأنني سارعت بالبوح والبوح بالحب فقط للرجال، أما الثاني فكان أنت والثالث والرابع وكلهم أنت وأنت لا تحبني لأنني حوّلتك إلى كائن ورقي والكتابة يحتكرها الرجال.
١ تموز ٢٠٢٣
******
للذين يحتفظون بنا كآنية الزهر على الرفوف المهملة؛ كآنية الزهر المفرغة من الماء والورد، للذين نسوا سطوة الغبار والنسيان نقول: فات الأوان وحلّ عصر الغبار.. فات الأوان.