حزن مبهم في المساء
الفخ
تَهْوِيدَةُ مَوْتٍ
المَرْأَةُ التِي تَكْتُبُ شِعْراً
عَلَى عُنْقُودِ عِنَبٍ
ثُمَّ تَلْتَهِمُهُ
تَصْنَعُ كَعْكَةً لِجَارِهَا سَيِّئِ الحَظِّ
لِيَقَعَ عَلَيْهِ المَنْزِلُ
بِهُدُوءٍ
ثُمَّ تَحْزَنُ عَلَيْهِ
وَتُقَسِّمُ وَجْهَهَا إِلَى خُطُوطٍ
لِتَقْرَأَ حُزْنَهَا المُبْهَمَ
وَفِي المَسَاءِ
تَكْتُبُ قَصْيدَةً تَضَعُهَا فِي جَيْبِهَا
وَتُلَمْلِمُ فِي جَيْبِهَا الآخَرُ
المَوْتَى
لِكَيْ يَنَامُوا.
تَدْعُوكَ لِاحْتَسَاءِ بِيرَةٍ
عَلَى الرَّصِيفِ
وَتُثَرْثِرُ عَنِ الحَرْبِ
ثُمَّ تَأْخُذُكَ إِلَى مَنْزِلِهَا
لِكَيْ تَرَى رَأْسَهَا المُعَلَّقَ
وَعَيْنَيْهَا المَدْعُوكَتَيْنِ فِي بَعْضِهِمَا
المَرْأَةُ التِي تَحْتَاجُ إِلَى خَطِيئَةٍ لِكَيْ تَعِيشَ
وَكُرْسِيٍّ هَزَّازٍ
مِثْلَكَ
لِكَيْ تَمْشِي
كَتَهْوِيدَةِ مَوْتٍ.
أَحْيَانـًا
أَحْيَانًا
تَرْتَدِي ثَوْبًا مِنَ الكَتَّانِ
وَبِقَدَمَيْنِ صَغِيرَتَيْنِ
تَذْهَبُ إِلَى الحَوْضِ المُزَنَّرِ بِالإِجَّاصِ
تَضَعُهُ فِي خَدَّيْهَا
وَتَفْرُكُ الكَثِيرَ مِنْهُ عَلَى ثِيَابِهَا
كَمَا لَوْ أَنَّهَا فَتَاةٌ تَتَسَوَّلُ
مِنْ خِلاَلِ الفَاكِهَةِ
رُوحُهَا كَالسُكَّرِ الحَارِّ.
وَأَحْيَانًا
كَمَا لَوْ أَنَّهَا شَيْءٌ مِنَ الصَّخْرِ
بَيْنَ الشَّجَرِ
كَمَا لَوْ أَنَّهَا قِطْعَةُ خُبْزٍ يَابِسَةٍ
فٍي صِحَافٍ قَدِيمَةٍ
تَدُورُ فِي المَنَاحَاتِ.
المَوْتُ فِي النَّهَارِ
رَهِيبٌ أَنْ تَمُوتَ
فِي الفَجْرِ
بِالقُرْبِ مِنَ الشُّرْفَةِ
وَغَسِيلِ النّسَاءِ النَّاصِعِ،
تَنْكَمِشُ
لِلْوَجْهِ الأَكْثَرَ عُتْمَةً
مَغْمُورًا بِالنَّهَارِ.
بَطَاقَةُ دَعْوَةٍ لِلْمَوْتِ
أَنَا سَأُقَدِّمُنِي لَكَ
لِتَقُومَ بِنَحْتِي
وَتَحْوِيلِي إِلَى الأَشْيَاءِ المُفَضَّلَةِ لَدَيْكَ
سَأَكُونُ قَوِيَّةً وَصَامِدَةً
وَسَيَكُونُ جَسَدِي فَرِحًا
كَأَنَّهُ مِنْ صُنْعِكَ فِعْلاً
وَإِزْمِيلُكَ مِنَ الوِحْدَةِ
وَالبُؤْسِ.
رُبَّمَا تَقُومُ بِنَحْتِي كَجَوْهَرَةٍ
قَدْ يَكُونُ الخِيَارَ الأَفْضَلَ
لِأَنَّنِي امْرَأَةٌ
وَقَدْ تَقُومُ بِلاَ شَيْءٍ
لِأَنَّ حَيَاتَكَ كُلَّهَا
مَنْقُوشَةٌ عَلَى جَسَدِي
كَأَنَّنِي بِطَاقَةُ دَعْوَةٍ
لِلْمَوْتِ.
بَعْثٌ
لاَ أَعْرِفُ مَتَى وُلِدْتُ
فِي مَوْسِمِ البَذْرِ
أَمْ عِنْدَمَا مَرِضَ عُصْفُورُ أُخْتِي الكُبْرَى
أَوْ عِنْدَمَا وَضَعَتْ جَارَتُنَا وَلِيدِهَا المَيِّتِ
أَعْرِفُ فَقَطْ أَنَّنِي وُلِدْتُ بَيْنَ رَوَائِحَ جِرَاحٍ عَدِيدةٍ
وَلَمْ أَكُنْ فِي حَاجَةٍ إِلَى مُلاَءَاتٍ
أَوْ إِلَى أُمٍّ
وَأَنَّنِي لَمْ أَتَحَدَّثْ لِسَنَوَاتٍ
لِأَنَّ الحِبَالَ تَرَاكَمَتْ فِي حُنْجِرَتِي
مَعَ حَقِيبَةٍ مُعَبَّأَةٍ بِالثِّيَابِ
وَالدُّخَانِ
لَكِنَّنِي-
رَضِيعَةٌ-
مَيَّزْتُ صَوْتَ الجُدْجُدِ فِي اللَّيْلِ
مَسَسْتُ المَاءَ وَالرَّمْلَ
وَالأَجْرَاسَ
وَعَرِفْتُ مِمَّ تُصْنَعُ رَقَائِقُ الجَلَبَة
وَيَدَايَ الصَّغِيرَتَانِ
لاَ تَزَالاَنِ تجْلُبَانِ
بِسُهُولَةٍ
صَوْتَ الصَّافِرَةِ.