الشعب والدولة والتباساتهما
ليس من السهل أن نناقش مثقفا في قيمة المفكر السوري جادالكريم الجباعي ونحن لم نقرأ له سوى متفرقات، تعبر عن جانب من فكره لا محالة، ولكن ليست فكره كله، ولا أن نجادل آراءه من خلال حديث أدلى به لمجلة “الجديد” في عددها الماضي، قد يكون كتم فيه أكثر مما باح، لنصدر في شأنها هذا الحكم أو ذاك. ومن ثَمّة، ليس أمامنا إلا أن نحاول، ما وسعتنا الحيلة، مناقشة بعض المسائل التي نختلف معه فيها دون أن نزعم امتلاك الحقيقة.
في جدال الثورة السورية التي اندلعت في 15 نيسان 2011، كانت ثورة سلمية ضد منظومة الفساد والاستبداد، وأن النظام أفلح في تحويلها إلى صراع طائفي ثم إلى حرب أهلية توسعت رقعتها، فصارت كالهدرة لها أكثر من رأس، على غرار ما شهدته أسبانيا في ثلاثينات القرن الماضي. وصارت “الأحزاب الموالية تدافع عن سلطة قائمة ومكاسب وامتيازات فعلية، والأحزاب المعارضة تناضل من أجل سلطة ممكنة وما يتبعها من مكاسب وامتيازات. وكل واحد من هذه الأحزاب ملة ناجية قائمة بذاتها، له مشروعه الخاص لوطن لا يتسع لغيره، وشعب هو شعبه الخاص”.
الثقافة الشعبية ليست هامشا
ليس في النقاط الثلاث الأولى آنفة الذكر ما يثير الجدل، لأنها توصيف صائب لواقع مرّ تملأ تفاصيله صفحات الجرائد ومنابر الفضائيات منذ أربعة أعوام. أما النقطتان الأخيرتان ففيهما نظر. ذلك أن الجباعي – إن لم نُسئ الفهم – يعيب على ثقافة الدولة القُطرية إعادة إنتاج الثقافة الشعبية التقليدية، ويعيب في الوقت نفسه على المثقفين ومؤسسات الشأن الثقافي عجزهم عن ردم الهوة بين ثقافة الشعب الشفوية وثقافة الصفوة المكتوبة.
والحق أن المواجهة بين “الثقافة العالمة” و”الثقافة الشعبية” ليست جديدة، وقد رأينا موقف الصفويين كالتوحيدي وابن النديم من حكايات ألف ليلة وليلة. وليس جديدا أيضا تواشج هذه في تلك
والحق أن المواجهة بين “الثقافة العالمة” و”الثقافة الشعبية” ليست جديدة، وقد رأينا موقف الصفويين كالتوحيدي وابن النديم من حكايات ألف ليلة وليلة. وليس جديدا أيضا تواشج هذه في تلك، فمسرح شكسبير لم يكن في بدايته نخبويا، والأفلام البوليسية كانت جنسا شعبيا قبل أن تحولها السينما إلى أفلام هواة مستنيرين. بل إن الثقافة الشعبية في الغرب صارت، بفضل الوسائط الحديثة، أكثر انتشارا، رغم موقف النخبة منها. وهو موقف يشبه ما صوره أمبرتو إيكو في روايته الشهيرة “اسم الوردة”، حيث كانت كل قراءة لغير الكتاب المقدس والكتب الدينية في العصر الوسيط قراءة سيئة ومشينة.
سكوت المثقف العربي عن نقد السلطة
والحديث عن الثقافة يقودنا حتما إلى المثقف، وإذا كان الفرنسيون المحدثون قد تواضعوا على ثلاثة أصناف من المثقفين هم المثقف الثوري (أو المثقف الناقد منذ 1980) والمثقف المتخصص ومثقف السلطة، فإن من تسيّد الساحة الثقافية في بلاد العرب كافة هو مثقف السلطة، ذلك الذي طوّع قلمه وفكره لسياسي أميّ مستبد فاسد فاسق وأتبع نفسه له، أو ذلك الذي انخرط طوعا لخدمة السلطة، سواء كانت السلطة هي السلطة القائمة بالفعل أم السلطة الممكنة. “بهذا المعنى، يقول الجباعي، الأكثرية العظمى من المثقفات والمثقفين عضويات وعضويون، ويضيف في سخرية مرة، بالمعنى الغرامشي، فبعضهن مخبرات وبعضهم مخبرون، وهذا شكل مبتكر من النضال”.
ولعل قصور النقد عن أداء دوره كما يقول الجباعي يعزى إلى تبعية الثقافة للسياسة على مدى أكثر من نصف قرن، وتبعية المثقف للسياسي. والحالة عامة في سائر الأقطار العربية حيث ينتقد الكاتب أو المفكر الاستبداد والتسلط والفساد والانحطاط الأخلاقي في المطلق، دون أن يجرؤ على فضح رموز الاستبداد في بلاده. وبعيدا عن التصنيفات الماركسية والليبرالية، يعرف الجباعي المثقف بأنه ذلك الذي ينتج أفكارا وتصورات جديدة ومعاني وقيما جديدة، وينقد ما هو سائد ومحفوظ ورثّ ومتخلف، ويكون فاعلا في الحقل الثقافي. (والحق أن الجباعي لا ينسى المرأة في كل حال ومثال، بل يقدّمها دائما على الرجل، حتى عند الحديث عن المثقفات المخبرات). والمهمة في نظرنا ليست باليسيرة. في كتابه “المثقف في المدينة” يتساءل جيرار نوارييل عن المهمة السياسية للذين يمارسون مهنة “عالم” (بمعنى من يملك المعرفة) وعن نوع الحجج التي يقدمونها لتبرير تدخلاتهم السياسية، وكيف يتصرفون لمد الجسور بين عالم المعرفة والجدل العام.
الكوسمولوجيا لا تفسر وحدها كل شيء
ويرى الأستاذ الجباعي أن تفسير الظواهر الاجتماعية والسياسية والثقافية التي أنتجتها الثورة لا يكتمل من دون الكشف عن خلفيتها الكوسمولوجية، الأسطورية، والدينية ذات البعد الأسطوري، ولا سيما أسطورة الخلق التوراتية وفكرة الخليقة ومركزية الذات الفردية، فهي التي تحدد في نظره إمكانية الاعتراف المتبادل بين الأفراد والجماعات بالتساوي في الكرامة الإنسانية والحقوق المدنية والسياسية، والتشارك الحر في الشؤون العامة في حياة الدولة، وتحدد تبعا لذلك إمكانية أن تكون الدولة فضاء عاما ووطنا سياسيا لجميع مواطناتها ومواطنيها بالتساوي، بلا استثناء أو تمييز.
والأستاذ الجباعي ربما يستند في تحليله إلى ألفريد نورث وايتهيد (1861-1947) الذي جعل الكوسمولوجيا مرادفا للميتافيزيقا، وقد حاول هذا العالم البريطاني المتخصص في الفيزياء والرياضيات تشكيل منظومة أفكار عامة تكون ضرورية ومنطقية ومتناسقة يمكن بموجبها تأويل كافة عناصر تجاربنا، كعنصر خاص في نظام عام، على اعتبار أن ليس بوسع فكرة معزولة أن تفسر كل شيء.
الدولة ومصطلحاتها الملتبسة
وفي سياق آخر يرجع الأستاذ الجباعي سبب استشراء الفساد وتكريس الاستبداد إلى هدر مبدأ العمومية، ولا سيما عمومية الدولة، التي غدت في سوريا “دولة البعث” وحتى “سوريا الأسد” وكأن البلاد ملكية خاصة. وهو ما يفسر في نظره سيطرة السلطة العسكرية-الأمنية سيطرة مطلقة على المجتمع وعلى الحيوات الخاصة للأفراد والجماعات، ومن ثمّة بات هدر العمومية هدرا للخصوصية، لأن مفهوم الوطنية المرادف للعمومية غائب عن الوعي والثقافة.
ولعل قصور النقد عن أداء دوره كما يقول الجباعي يعزى إلى تبعية الثقافة للسياسة على مدى أكثر من نصف قرن، وتبعية المثقف للسياسي
فأما الدولة التعددية فلم نعثر لها في ما توافر لنا من مقالاته عن نقد يخصها، وهي على أيّ حال لا تصلح أن تكون نموذجا يحتذى، فما هي سوى منظومة حكم تعددي تنافسي، بمعنى أنها تخضع لتسيير مجموعة من النخب تملك الموارد المالية والكفاءة والهيبة، تشترك في اتخاذ قرارات تخدم مصالح جميع الأطراف، الحاكمة بالدرجة الأولى. وقد نظر لها الأميركي روبرت ألان دال (1915-2014) بعد دراسة البنى الهيكلية للحكم في مدينة نيو هافن بولاية كونيتيكت دوّنها في كتاب له بعنوان “من يحكم؟”.
وأما الدولة المدنية فاعتراضه عليها متأتّ من كون المفهوم من وضع الإخوان المسلمين. ويعتبره تلفيقا بين الشيء ونقيضه، بدأه الإمام محمد عبده حينما أضفى صفة “الشرعية الإسلامية” على الدولة الدستورية الحديثة، وسعى إلى تأصيله من بعده حسن البنا ورشيد رضا وخاصة سيد قطب، حيث زعموا أن “الدولة الإسلامية” لم تكن دولة دينية، بل كانت وستظل “دولة مدنية ذات مرجعية إسلامية”، فأسقطوا مفهوم الدولة الحديث على نظام حكم إسلامي نواته ونموذجه ما يسمونها “دولة المدينة” (انظر مقاله “الدولة المدنية” تلفيق فكري وتلبيس سياسي – موقع الأوان بتاريخ 23 يوليو 2012).
صحيح أن مصطلح “الدولة المدنية” الذي يوضع عادة في مقابل “الدولة الدينية” لا وجود له في الأدبيات الغربية، حيث يشار إلى الدولة التي تفصل الدين عن السياسة بمصطلح “séculier Etat” بمعنى دولة لائكية عَلمانية، غير أن التسمية وحدها لا تفرز نظاما يكون وفيا لها بالضرورة، فأغلب الدول العربية المستبدة ترفع شعار الديمقراطية، وأكثرها فسادا تدعي الاشتراكية. بل إن بعض المصطلحات مضلل من أساسه، فدولة القانون – التي كان يتشدق بها نظام بن علي – هي نظريا دولة دستورية تكون فيها ممارسة السلطة خاضعة للقانون، ولكنها ليست ديمقراطية بالضرورة، ففرنسا مثلا عندما أرادت فرض دولة القانون، انتقلت من النظام القديم إلى الإمبراطورية، دون أن تكون استبدادية، والحق يقال. لأن الشرط فيها استقامة خُلقية تقوم على الإيثيقا والقانون والعقلانية والقانون الطبيعي والدين أو العدل والإنصاف. مع احترام تراتبية المعايير، وفصل السلط، والقوانين الأساسية. ولكن هات من يحترم ذلك في الأنظمة العربية الشمولية!
كما أن الشرط الديمقراطي الذي يقضي – حسب الطرح الروسوي – بأنه لا يحق إلا للإرادة العامة وحدها أن تُفرض على الأفراد، ولا يحق إلا لممثلي الأمة وحدهم أن يعبّروا عنها، لا يحقق الديمقراطية، لأن تلك الإرادة في جوهرها لا تختلف عن الإرادة الإلهية التي لم تكن تحتاج في سن القانون سوى إلى الإفصاح عن إرادتها، فالقانون في هذه الحالة يصدر عن الحاكم، ومن ثمة فهو لا يعدو أن يكون غير أمر سلطاني. ولنا أن نتصور ما يمكن أن يخلق هذا النوع من القانون في الأنظمة الشمولية. كما تقول أرندت.
ومهما اختلف الفلاسفة والمفكرون في تفسير مصطلحها، فالدولة، كما بيّن جون لوك، هي مؤسسة تضم مؤسسات تتفاعل فيما بينها، وتتسم كل منها بثقافة مميزة. فهي بهذا المعنى ليست كلا واحدا ولا موحدا، بل فضاء تتطور داخله وتتعايش ثقافات ومنطقيات مؤسساتية متباينة أحيانا. قد تنهار السلطة السياسية الحاكمة (أي النظام) وتتفكك أو تغيب عن سدة الحكم زمنا قد يطول أو يقصر، ولكن المؤسسات تستمر. رأينا ذلك في بلجيكا في عهد قريب، حين فشل السياسيون في تشكيل حكومة تحظى بموافقة البرلمان، دون أن تتوقف أجهزة الدولة ومؤسساتها. كذلك الشأن خلال الثورة الفرنسية، فقد استمرت مؤسسات الدولة التي تأسست في عهد ريشليو، خلال الثورة وبعدها، وحتى إبان الحربين الكونيتين.
منظمات المجتمع المدني وعلاقتها بالسلطة
ولا سبيل لتحقيق الديمقراطية إلا بوجود مجتمع مدني، ينشط عن طريق منظمات يعرّفها الأستاذ الجباعي – على صعيدها السوري – بكونها “منظمات وظيفية تتشكل بدواعي الحاجة، بمبادرات مدنية ذاتية، لتقوم بالوظائف الاجتماعية التي لا تقوم بها الدولة أو تقصر عن القيام بها، بل هي معنية في المستقبل بانتزاع بعض وظائف الدولة، لكي تحول دون تجاوزات السلطة على حريات الأفراد وحقوقهم المدنية والسياسية، وتكون قوة ضغط ورقابة على الحكومات”. ولكنه يحملها فوق طاقتها حين يرى فيها القوة الوحيدة التي يمكن أن يواجه بها الشعب السوري إرهاب السلطة وإرهاب الجماعات الجهادية. هذا على افتراض توحدها على كلمة سواء، وعدم ارتباطها بهذا الطرف أو ذاك.
وينفي الأستاذ الجباعي وجود “خطاب شعبي” في سوريا الآن يتوق إلى عودة الحياة إلى مجراها الطبيعي، وإن وجد فهو ملغوم ومطبوخ في مطبخ السلطة، لأن فئات الشعب المختلفة، في رأيه، ليست خارج علاقات القوة وصراع القوى
المعروف أن الدولة الحديثة منفصلة ومرتبطة في الوقت نفسه بالمجتمع المدني، فهابرماس مثلا يرى أن المجتمع المدني يشكل نطاقا عاما هو محل التزامات غير مؤسساتية، مستقلّة عن الدولة وفي تفاعل معها في الآن ذاته. أما غرامشي فقد تساءل عن الفرق بين الدولة والمجتمع المدني، مؤكدا أن الأولى منخرطة في الثاني بعدة أوجه. كذلك ألتوسير الذي أكد أن المنظمات المدنية كالكنيسة (كذا) والمدرسة وحتى النقابات هي جزء لا يتجزأ من “الجهاز الأيديولوجي للدولة”، نظرا للدور الذي تقوم به التنظيمات الاجتماعية في السياسة العامة، وارتباطها ببيروقراطية الدولة. بورديو أيضا يسوي بين المجتمع المدني وبين السوق وهيمنة المال وخضوعه للمصالح الفردية.
المعطى الإحصائي قد يكون مطابقا للواقع زمن الركود والاستقرار، أما أثناء النزاع فيغلب عليه التعميم والتضخيم – أو التقليل بحسب المتكلم – فقد جرت العادة أن نحشر الشعب برمته في كل حدث وطني عام، كالزعم بخروج التونسيين كافة لطرد الطاغية، والحال أن العاقل يدرك بالفطرة أن ثمة رضّعا ومرضى وعجائز ومعوقين بالآلاف يعجزون عن الحركة، ومئات ألوف أخرى في الأرياف والبوادي والمناطق الجبلية الوعرة ممن يجدون صعوبة في التنقل لقضاء شؤونهم، فما البال بالمشاركة في المظاهرات، فضلا عمن اعتادوا لزوم الحياد ولو زلزلت الأرض زلزالها، يرددون في غير اكتراث قولة جحا : “أخطى راسي واضرب”. ومن ثَمّة فلا أحد يستطيع اليوم أن يكون واثقا من عدد المناصرين للنظام السوري والمعارضين له، والتحالفات والانفصالات متواصلة، كالحرب، على قدم وساق.
ثم إن تعريف الشعب ببنية علائقية بين أحرار وحرائر ومنظمات ومؤسسات لا يفي بالغرض، من دون رقعة جغرافية تجمع سائر مكوناته. فالشعب هو “الديموس″ بعبارة الإغريق، وقد يعني المواطنين والحاكم أيضا، من منظور روسو، ولكن قد يعني أيضا طائفة من البشر يوحدها تاريخ وثقافة بما تنطوي عليه من لغة ودين وعادات وتقاليد وحضارة.. وقد يعني كذلك الغوغاء، أولئك الذين تهملهم كتب التاريخ، ولا تسمع أصواتهم، ولا يلتفت إليهم إلا عند الحاجة، كالتطوع في الخدمة العسكرية أو التبرع بالدم أو الاقتراع أو التجمهر في الطريق العام لتحية موكب “القائد الرمز″.
الأصولية والاعتدال
النقطة الإشكالية الأخيرة التي يطرحها الأستاذ الجباعي تخص القراءة الأصولية والقراءة المعتدلة للنصوص المؤسسة، وفي رأيه أن الأصولية قاسم مشترك بين القراءتين. صحيح أن ثمة راديكالية عَلمانية في مقابل الراديكالية الأصولية، ولكن ذلك لم يحل دون وجود محاولات تنويرية معتدلة، بعضها من داخل النص كما فعل نصر حامد أبو زيد ويوسف الصديق وعبدالمجيد الشرفي، وبعضها الآخر من خارجه على غرار ما قام به عبدالوهاب المؤدب وعبدالنور بيدار.
بقي أن نقول إننا نكبر في الأستاذ الجباعي شجاعته، فقد أعلن ما أعلن عن النظام وأزلامه وهو في دمشق، ونحيّي فيه تواضعه حين صرّح أن “الثورة ثورة عليّ وعلى أبناء جيلي، وليس من حقي وحق أمثالي أن يركبوا موجها
يوتوبيا زوال الحروب نهائيا
أخيرا، إذا كنا نتفق على ما ذهب إليه الأستاذ الجباعي في قوله إن الربيع العربي افتتح مرحلة جديدة طويلة المدى، لا تنتهي حتى في حال انتصار الثورة المضادة، بوصف الثورة في شكلها السلمي حمالة لقيم معرفية وثقافية وأخلاقية لن يخبو وهجها بتقادم الزمن، فإننا لا نشاطره نعتَها بأنها بشارة بإمكانية وضع حد نهائي للحرب، في سائر أنحاء المعمورة، ولا تطلُّعَه إلى دول بلا جيوش ولا مخابرات، وعالم بلا أسلحة. لأنها ببساطة رومانسية حالمة.
ملاحظة منهجية
بقي أن نقول إننا نكبر في الأستاذ الجباعي شجاعته، فقد أعلن ما أعلن عن النظام وأزلامه وهو في دمشق، ونحيّي فيه تواضعه حين صرّح أن “الثورة ثورة عليّ وعلى أبناء جيلي، وليس من حقي وحق أمثالي أن يركبوا موجها، فنحن مسؤولون عما وصلت إليه بلادنا من فقر وحرمان واستبداد وطغيان، ولا سيما من كانوا مثلي منخرطين في أحزاب أيديولوجية معارضة أو موالية”.