هذا العدد
يتزامن صدور هذا العدد مع مرور خمس سنوات على اندلاع الثورة التونسية التي امتدت شرارتها أبعد مما كان لأحد أن يتخيل، فأشعلت شوارع، وأشعلت معها زمنا عربيا جديداً شكل منعطفا تاريخياً غير مسبوق في المنطقة، لا إبان عصر الإمبراطورية العثمانية ولا بعده في زمن الدولة العربية كما عرفناها في صيغها التي قرت عليها تحت سقف الجامعة العربية.
في عددها هذا استضافت "الجديد" المفكر التونسي هشام جعيط عبر حوار حول جملة من القضايا التي فجرت السؤال فيها، ومن حولها، حرائقُ ما بات يعرف بـ"الربيع العربي"، وعواصف الغزو الإيراني للمنطقة.
وجريا على ما انتهجته "الجديد" في نشرها لمحاورات المفكرين العرب وغيرهم مقرونة بنصوص فكرية تحاورهم في أفكارهم، في العدد طائفة من المقالات التي حاور أصحابها هشام جعيط في نقاط أساسية أثارتها أفكاره وعلقت على جوانب مما أفصح عنه المفكر، وأشارت إلى ما ظنت أنه سكت عنه، أو اقتضب في إبدائه حول مسائل ومفاهيم الحداثة، والتخلف، والشورى، والديمقراطية، والإسلام السياسي، والإرهاب الديني، ومعضلة المراوحة في منتصف الطريق بين السلطة الشمولية والدولة الحديثة، ومشكلات التحول الديمقراطي.
و"الجديد" تترك الباب مفتوحا أمام حملة الأقلام العرب لنقد ومحاورة ومساجلة المفكرين الذين تستضيفهم وتحاورهم.
إلى جانب الشعر والقص والمقالات والدراسات ومراجعات الكتب، في العدد ملف نقدي يتألف من دراسات بأقلام نقدية، وشهادات لكاتبات وكتاب حول تجاربهم في كتابة القصة القصيرة، وطبيعة علاقتهم بهذا اللون الأدبي، وهمومهم الفنية والتعبيرية، ورؤاهم حول مستقبله. تشمل الشهادات طيفا معتبراً من القاصين والقاصات ممن ينتمون إلى جغرافيات أدبية مشرقية ومغربية، وأجيال متعاقبة منذ ستينات القرن الماضي، وحتى جيل الكتاب الذين ظهروا في الألفية الثالثة. الملف يمكن أن يعبر عن جوانب من الخبرات والأفكار المتعاقبة التي رافقت كتابة القصة القصيرة العربية في نحو نصف قرن.
"الجديد" تواصل دعوتها الموجهة إلى الكاتبات والكتاب والرسامين العرب لنشر نتاجاتهم على صفحاتها، وتعلن أن بين أعدادها الخاصة وملفاتها المقبلة ما سوف يخصص للمسرح والكتابة المسرحية، مغامرة المرأة في الكتابة، حال الكتاب العربي، وأدب اليوميات.
المحرر